تصريح وزير الحرب الاسرائيلي أفيغدور ليبرمان بأن الطيران الحربي الاسرائيلي سيدمر جميع منظومات الدفاع الجوي السورية في حال اعادة اطلاق صواريخ ارض جو باتجاه الطائرات الاسرائيلية المغيرة على مواقع داخل الاراضي السورية هو تصريح تهديد ووعيد، وهو مضحك في الوقت نفسه، ويعبر عن منطق اعوج.
هل من المعقول ان تخترق طائرات حربية أي أجواء لأي دولة دون التصدي لها؟ هل تسمح اسرائيل لنفسها بأن تغير عليها الطائرات الحربية لأية دولة؟ هذا أمر مستحيل ولا يمكن قبوله إذ أن من حق أي دولة الدفاع عن سيادة أجوائها وأراضيها.
هذا التصريح يعبّر أيضاً عن الذهول الذي أصاب ليبرمان، وباقي أعضاء القيادة الاسرائيلية، بعد أن اطلق الجيش السوري صوايخ باتجاه الطائرات المعتدية. وهذه هي رسالة واضحة المعالم لاسرائيل بأن سورية، ورغم انشغالها وانهماكها في مواجهة المؤامرة عليها، فانها قادرة على التصدي لأي اعتداء اسرائيلي، وقادرة أيضاً على استخدام سلاح استراتيجي مفاجىء للقيادة الاسرائيلية. وانه اذا ارادت اسرائيل التصعيد فان سورية ستواجه ذلك بكل قوة وعزيمة وصلابة!
يبدو أن اسرائيل تعيش في أوهام عندما تظن أنها قادرة على القيام بأي عمل عدواني ضد أي بلد عربي دون الرد عليه.. فالوضع الذي كان قبل سنوات قد رحل وولى، ولذلك على قيادة اسرائيل ألا تلعب بالنار، لأنها قد تكتوي بها اذا لم تحسب الأمور جيدا.
محور المقاومة اليوم غير ذلك الذي كان قبل عشر سنوات او اكثر، انه قادر على ردع اسرائيل اذا ارادت الاعتداء. وقادر على احداث مفاجآت.. لذلك على ليبرمان وغيره من القادة الاسرائيليين أن يفكروا جيدا، ويحسبوا بصورة جيدة قبل ان يدلوا بأي تصريح غير منطقي، أو بتصريح أهوج وأعوج.. وعليهم أن يعرفوا أن استخدام العضلات في كل مرة لن يفيد اسرائيل، بل سيدفعها ثمناً باهظاً عاجلاً أم آجلا.. وان محور المقاومة قد لا يرد على تصريحات هوجاء، ولكنه لن يسكت عن اعتداءات فعلية وماكرة!
(جاك)