من المؤكد أن يتم لقاء الرئيس محمود عباس مع الرئيس الاميركي دونالد ترامب في البيت الأبيض الاميركي يوم 3 أيار 2017. وهذا هو اللقاء الأول بين الرئيسين، واللقاء الأول بين الرئيس عباس وادارة ترامب الحالية.
كل جانب يعد نفسه لهذا اللقاء عبر مساعديه ومستشاريه. وقد توجه وفد فلسطيني رفيع المستوى برئاسة أمين سر منظمة التحرير الفلسطينية د. صائب عريقات الى واشنطن يوم الأحد 23 نيسان 2017 على رأس وفد فلسطيني رفيع المستوى، وذلك للقاء كبار المسؤولين الاميركيين، واعداد جدول أعمال لقاء الرئيسين.
المواضيع التي سيطرحها الرئيس عباس
من المتوقع أن يطرح الرئيس عباس عدة مواضيع مهمة وحيوية تنحصر في الآتي:
· ضرورة تجميد بناء مستوطنات جديدة في القدس العربية المحتلة وفي كافة مناطق الضفة الغربية المحتلة.
· رغبة الجانب الفلسطيني في العودة الى طاولة المفاوضات بشرط تجميد الاستيطان، وكذلك بشرط تحديد سقف زمني لهذه المفاوضات حتى لا تستمر لسنوات، وتكون مفاوضات من أجل المفاوضات، وليس للتوصل الى حل نهائي.
· ضرورة التزام اسرائيل بالمعاهدات والاتفاقات الموقعة مع القيادة الفلسطينية، أو من خلال مسؤولين اميركيين، وخاصة الافراج عن الدفعة الرابعة من الأسرى الذين اعتقلوا قبل اتفاق اوسلو عام 1993.
· نقل السفارة الاميركية الى القدس سيثير غضب الشارع الفلسطيني، وسيؤكد اعتراف اميركا بأن القدس عاصمة لدولة اسرائيل.
· يجب أن يكون الحل على أساس اقامة دولتين للشعبين الفلسطيني والاسرائيلي، ولا حل آخر بديلاً عن ذلك.
· وقف الاعتداءات الاسرائيلية الاستفزازية على الشعب الفلسطيني من خلال شن مداهمات واقتحامات لمناطق الضفة الغربية، وكذلك وقف الاعتداءات على الأماكن المقدسة، وخاصة الحرم القدسي الشريف إذ أن مستوطنين متعصبين ومتطرفين يقتحمونه يومياً، ويحاولون استفزاز مشاعر المسلمين في العالم أجمع.
رد الرئيس ترامب على طرح عباس
سيصغي الرئيس ترامب الى مطاب وتصور الرئيس عباس، وما طرحه من مواضيع، وسيكون رد ترامب هادئاً اذ سيقول أن الادارة الاميركية ضد بناء مستوطنات جديدة، وهذا ما يعرفه رئيس وزراء اسرائيل بنيامين نتنياهو، وهذا بحد ذاته تجميد للبناء الاستيطاني. أما البناء داخل الكتل الاستيطانية الكبيرة والقائمة فهذا أمر طبيعي لمواجهة زيادة عدد المستوطنين الطبيعية.
أما بخصوص نقل السفارة الاميركية من تل ابيب الى القدس فهذا شأن اميركي، وسيتم نقلها الى غربي القدس وليس الى شرقها المتنازع عليه. وسيشير ترامب الى أن الموضوع ما زال قيد الدراسة، وقد يتم نقل السفارة بعد فترة طويلة وبعد التوصل الى اتفاق نهائي بين الجانبين الفلسطيني والاسرائيلي.
وفيما يتعلق بحل الدولتين، فان هناك حلولا أخرى قد تكون مقبولة على الجانبين. وقد طلب الرئيس ترامب التصور الاسرائيلي للحل، فأجابته القيادة الاسرائيلية بأن أفضل حل هو "الحكم الذاتي".
وسيقول ترامب أن قضايا الاسرى، والاعتداءات والاستفزازات من الجانبين يجب أن تتوقف.
ومن المتوقع أن يثير الرئيس ترامب موضوع قيام السلطة الفلسطينية بدعم "الارهابيين"، ويعني بذلك توفير تعويض لاهالي الذين يقومون بعمليات مقاومة وبهدم منازل. وتوفير رواتب للأسرى (الارهابيين) القابعين في السجون الاسرائيلية.
كما ان الرئيس ترامب سيشير الى الرئيس عباس الى ان التقارب من حماس هو خطير، ويغضبه، وانه من الضروري وقف تحويل أموال الى القطاع، ومن الضروري عدم دعم سلطة حركة حماس في القطاع. أي أنه سيطالب بقطع رواتب العاملين مع السلطة الفلسطينية في القطاع!
لقاء ثلاثي برعاية ترامب
وقد يطرح الرئيس عباس عقد لقاء ثلاثي يشارك فيه ورئيس وزراء اسرائيل والرئيس ترامب، وهذا اللقاء سيضع أسس المفاوضات المستقبلية. وسيطلب الرئيس عباس بأن تكون الادارة الاميركية راعية جادة للمفاوضات، وان تكون نزيهة من دون الانحياز الى أي جانب.
الرئيس ترامب سيرحب بالطرح، ولكنه لن يقطع وعداً بتنفيذه، ولكن المتوقع أن يوصي مستشاروه الى ضرورة عقد هذا اللقاء الثلاثي فيما بعد!
الحكم الذاتي "الاسرائيلي"
الرئيس عباس مستاء من طرح فكرة حكم ذاتي بدلاً من دولتين. وهذا يعني أن الاحتلال سيتواصل، وان السلطة الوطنية ستلعب دور الادارة المدنية.
الجانب الاسرائيلي يُصّر على عدم اقامة دولة فلسطينية مستقلة، اذ انه يضع شروطاً تعجيزية وأهمها لا انسحاب الى حدود 4 حزيران 1967، ولا تنازل عن القدس، ولا حق للعودة، ويجب أن يكون الحكم الذاتي خالياً من أي جيش نظامي، وان السيادة الامنية على اراضي الحكم الذاتي ستبقى بيد اسرائيل.
لقاء ترامب عباس لن يكون مفيداً سوى أنه قد يوفر لقاءً ثلاثياً في المستقبل القريب، ولا بد من الادراك بان الرئيس ترامب لن يخالف المواقف الاسرائيلية، فهو يتبناها، ولذلك فان أي اختراق في الجمود السياسي أمر مستبعد في الوقت الحاضر!