جرى نقاش هادىء مع صديق عزيز، يحتل مكانة اجتماعية كبيرة، وهو حاصل على شهادة علمية عالية، ويتمتع بخبرة كبيرة، حول وضعنا الحالي سواء أكان فلسطينياً أو عربياً، أو دولياً. واتفقنا على أن هذا هو عصر "انعدام المعايير" في التعامل مع بعضنا بعضا، وفي تعامل الدول أيضاً مع بعضها، وفي مقاربتها ومعالجتها للكثير من الأمور الشائكة، والمشاكل التي هي مصطنعة لتدمير الدول والشعوب.
واضافة الى انعدام المعايير، اتفقنا على أن هذا العصر هو عصر انعدام الاخلاق الحميدة، وحلت محلها الأخلاق الفاسدة الرخيصة جدا.. ولولا هذا العصر الفاقد للأخلاق والمشاعر الانسانية لما رأينا قتلاً وتشريداً، وبأبشع الصور لأبناء المنطقة تحت رايات دينية، وتحت يافطات "الديمقراطية" و"الحرية" و"السيادة" و"الاستقلال"!
فهل الديمقراطية تعني أن يفعل "الانسان" ما يريده حتى يحقق رغباته وشهواته؟ هل يحق له القتل والتدمير..
وهل الحرية تعني الدوس على حقوق ومشاعر وعادات وديانات الآخرين.
وهل السيادة تعني قدوم عناصر من الخارج للقتال في أي وطن لتدميره ، لاسقاط الدولة... فهل هذه سيادة عندما تنتهك السيادة، وكذلك يتم انتهاك حقوق الناس وتنتهك اعراضهم بشتى أنواع الطرق والوسائل القذرة الرخيصة.
هل يكون هناك استقلال لدولة أو كيان عندما يسعى آخرون لفرض نظام حكم جديد، وتنتهك الاجواء وكل الاراضي.
هذا العالم الحالي جنح نحو الفساد، وفقد قادته أخلاقهم، وغابت عنهم – وعن قصد – المعايير الثابتة والواضحة والعادلة، فأصبحنا نعيش في غابة لا قيم ولا أخلاق، والحكم للقوي حتى ولو كان ظالما.
ليس هذا تشاؤها، بل هو وصف لحالنا المزرية، هذه الحالة التي فقد الكثيرون فيها ضمائرهم، وقد تكون هذه الحالة المؤلمة والموجعة مؤقتة، وهي بالفعل مؤقتة، ولكننا نأمل أن تتغير الأحوال نحو الافضل والأحسن، والا تبقى هذه الحالة لفترة طويلة ويزداد فيه الظلم والقتل وشتى أنواع الممارسات الارهابية المدمرة والقاتلة والمرعبة!
(أبو نكد)