هناك نقاش ساخن وجدي حول دور الاعلام في مواجهة الارهاب، وهل من واجبه أن يعتم على أخبار "مقرفة" و"مقززة" مثل نشر شريط فيديو يتم فيه قطع رأس أو جز رقبة انسان، أو حرق الطيار الاردني معاذ الكساسبة وهو حي؟ أم أن حرية الرأي والتعبير تلزم الاعلام نشر وبث مثل هذه المشاهد اللاانسانية التي تعبّر عن وحشية الارهابيين، وفقدانهم لأدنى درجة من الانسانية!
في رأينا الواضح، أن حرية الرأي ونقل كل الاخبار تحتم أحياناً بث أو نشر خبر، ولكن المهم ما هو التعليق عليه، هل ينشر كما ينشره الارهابيون، أم يكون التعليق جاداً ومديناً لمثل هذه الاعمال القذرة اللاانسانية؟ وكذلك من المفضل الا يتكرر نشره أو بثه أو الحديث عنه.. فالتعتيم عليه أمر صعب نظراً لوجود موقع التواصل الاجتماعي الذي يبث وينشر الكثير من الأمور غير المنطقية، والتعتيم لا يخدم، ولكن النشر والبث الصحيح، ومن دون تكرار للمشاهد المخزية المقززة، هو المطلوب للكشف عن الارهابيين وتأكيد ضرورة التصدي لهم.
في نظرنا، الارهاب واحد، وليس هناك ارهاب معتدل أو متطرف، وارهاب انساني وارهاب لا انساني.. ولذلك يجب التصدي له، وللاعلام دور كبير في ذلك اذا احسن الاداء وكانت حساباته صحيحة.. فليواجه الاعلام الارهاب ويتصدى له، لان في ذلك خدمة للوطن العربي ودفاعاً عنه في وجه مؤامرة خطيرة يتعرض لها، والارهاب أحد أسلحتها المرة والقذرة والخطيرة.
(المحرر)