بعد أيام معدودة، يحل علينا جميعا عيد الفطر السعيد بعد شهر كامل من الصيام والعبادة والايمان. وفي هذا العام، وكل عام، نقدم التهاني بحلول هذا العيد المبارك ونرفع دعاءنا الى الله العلي القدير أن يعيده علينا بالخير، وان يمن علينا بالسلام والاستقرار.
ولكننا في هذا العام، نضيف الى تهانينا وأمنياتنا دعاء جديدا، نطلب فيه من الله ان يُبقي شعوبنا العربية صامدة في وجه الارهاب القذر اللعين الذي لم يميز بين انسان وآخر، والذي هو أبعد ما يمكن عن الدين، اذ انه استهدف دور عبادة، مساجد في الكويت والسعودية، وفي العراق وسورية، ولم يحترم حرمة هذا الشهر الفضيل، واستمر في تدمير عالمنا العربي تنفيذا لسياسة أعداء الأمتين العربية والاسلامية.
نطلب من الله ان يعطي شعوب العالمين العربي والاسلامي المزيد من القوة والصبر لتحمل المعاناة الكبيرة التي ينتجها هذا الارهاب، أحد أدوات التآمر القذرة والخبيثة على شعوب العالم، وان يعزز ارادتهم لسحق الارهاب ووضع حد له.
وندعو أيضاً أن ينير عقول قادة الغرب المتآمرين على الشرق، والساعين لتدمير منطقتنا والمس بحضارتنا العريقة، كي يوقفوا دعمهم للارهاب اللعين اذ أنهم حتماً سيكتوون بنار الارهاب الذي يحتضنونه، اذ أن التفجيرات الانتحارية الجبانة والمدانة في العديد من العواصم والبلدات العربية هي مقدمة لتحوّل وجهة الارهاب نحو من أسسه ودعمه وساعده!
كل عام وشعبنا الفلسطيني أكثر قوة وصبرا، آملين أن يحقق طموحاته وأمنياته الوطنية.. وكل عام وعالمنا العربي أكثر تماسكاً ووحدة في مواجهة الارهاب وجميع أدواته.
ورغم كل ما نعانيه، ورغم كبر المؤامرة، وبشاعة الارهاب ومرارته، فان الأمل يحذونا بأن النصر على أعداء الأمة قادم لا محالة، ولا أحد يستطيع أن يصادر هذا الأمل أو هذه الامنية. وسنبقى صامدين في وجه المؤامرات والحروب التي تشن علينا مهما كان الثمن مكلفاً ومؤلماً وموجعاً.
المحرر