قبل عدة سنوات، توجه وفد فلسطيني الى مقر ممثل روسيا لدى السلطة الوطنية في رام الله لتقديم الشكر للسفير على الموقف الروسي البناء في دعم سورية شعباً وقيادة. وقدم الوفد هدية رمزية للسفير تقديرا وتثميناً لهذا الموقف المشرف.
هذا الموقف الروسي المبدئي والانساني لم يتغير ولم يتبدل، بل ازداد صلابة في الدفاع عن سورية في مواجهة الارهاب. واعلن الرئيس بوتين وبكل صراحة أن الرئيس بشار الأسد هو الرئيس الشرعي لسورية، وان بلاده ستواصل دعم سورية في التصدي للارهابيين مهما كلف الثمن. وقال وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف ان من يعتقد بأن حل الازمة السورية يتم عبر تنحي الرئيس بشار الاسد هو واهم، أي أن روسيا تدعم الشرعية السورية، ولا تريد أن يتدخل أحد في الشأن السوري.
روسيا، ومن خلال موقفها المساند للدولة السورية، قدمت خدمات كبيرة للعالم كله ومن أهمها:-
1. حافظت على الشرعية الدولية الصحيحة السليمة، ولم تقبل بتمرير قرارات غامضة يستغلها بعض القادة الغربيين لتحقيق غاياتهم في القضاء على سورية وقيادتها التاريخية.
2. أكدت لاميركا وبكل وضوح أن العالم تغيّر، ولن تكون الادارة الاميركية الدولة العظمى الوحيدة في العالم التي تقرر ادارتها مصير الشعوب، واختيار الأنظمة الخانعة أو الموالية لها.
3. دافعت روسيا عن سيادة دولة، ومنعت تدخل العالم في شؤونها الداخلية مانعة تكرار سيناريو الاحداث في عدة دول عربية، وخاصة ليبيا التي تعاني من التدخل الخارجي الذي اسقط الدولة، وادخل شعبها في دوامة من سفك الدماء من الصعب وضع حد لها أو الخروج منها بسلام!
4. تتصدى للارهاب بحق وحقيقة وبصورة جادة، اذ أن روسيا عانت منه، ولن تسمح له بالانتشار أو تحقيق أهدافه. وتعلم روسيا أن صناع الارهاب سيكتوون بناره.
5. تدافع روسيا عن أمنها القومي اذ أن أي "انتصار" لقوى الارهاب في سورية، سيؤدي الى انتشاره وانتقاله الى دول الاتحاد الروسي، وهذا لن تسمح به مهما كلف الثمن!
6. تدافع عن وجودها في مياه البحر الأبيض المتوسط، اذ ان سقوط الدولة السورية يعني فقدان روسيا لقاعدة بحرية للاسطول الروسي في البحر الابيض المتوسط، وهي القاعدة الوحيدة التي لا بديل عنها على كل سواحل البحر الابيض.
7. تؤكد روسيا انها صادقة مع حلفائها، وفية لأصدقائها، ولن تتركهم لقمة سائغة في فم الارهاب وصانعيه، بل هي ستقف الى جانب الحلفاء، وتدعمهم وتساندهم في أزماتهم انسانيا وسياسياً وعسكرياً. وهذا ما يؤكده الموقف الروسي تجاه العدوان الكوني الكبير على سورية الدولة، وعلى الشعب السوري.
8. تؤكد روسيا من جديد أنها دولة عظمى تستطيع نزع فتيل حروب، ومواجهات دامية، وستلعب دوراً في تهدئة الأوضاع وفي تحقيق السلم والطمأنينة من خلال وساطات صادقة وجادة.
9. منعت المجتمع الدولي من شن هجوم عسكري على سورية، وازالت الاعذار لذلك.
10. تؤكد روسيا رفضها لانتهاك سيادة اراضي أي دولة، وخاصة سورية، ودعمها لبقاء الوطن موحداً، رافضة وبشدة نظرية أو مؤامرات تقسيم وتجزئة الدول وخاصة سورية!
هذا الموقف الروسي الجاد لم يكن "كلامياً"، ولم يكن "دعائياً"، بل جاداً وممارساً على ارض الواقع، اذ أنها زودت سورية بالكثير من المساعدات الانسانية، ناهيك عن الدعم السياسي وخاصة على الساحة الدولية.
وترجمت روسيا هذا الموقف المشكورة عليه عندما لم تُخفِ دعمها لسورية عسكرياً، اذ انها قالت أن هناك خبراء عسكريين متواجدين على الارض السورية، وانها ملتزمة بالاتفاقات الموقعة مع الدولة السورية، وانها ستزود الجيش السوري بما يحتاجه من سلاح متطور لمواجهة الارهاب وسحقه، وانها على استعداد للمشاركة مع حلفائها في خطوات عملية وفعلية للتصدي الجاد للارهاب.
هذا الموقف الروسي اربك اسرائيل، واربك جميع المتآمرين على سورية، وقرع جرس الانذار للعالم كله بأن سورية ليست لقمة سائغة، وان روسيا ستدافع عن الدولة السورية، وستواجه الارهاب الدولي دون أي تردد.
لقد قلنا للسفير الروسي في رام الله قبل سنوات وبعد بدء المؤامرة على سورية شكراً لروسيا على هذا الموقف. واليوم نقدم الشكر مجدداً، ونقول بصوت مرتفع شكراً لك يا روسيا بقيادة الرئيس فلاديمير بوتين، لأنك صمام الأمان القوي للشرعية الدولية التي حاول كثيرون مصادرتها واستغلالها أو الهيمنة عليها!