تابعت وسائل اعلام غربية ناطقة باللغة العربية، وكذلك محطات فضائية "عربية" النطق، ولكنها غربية الفكر، وخاصة بعض برامجها التي تتمثل في مقابلات وحوارات يُقال عنها أنها موضوعية وان لها متابعة جيدة من الجمهور العربي.
في هذه اللقاءات يقوم المذيع (أو المذيعة) بتوجيه اسئلة مقرفة لا معنى لها، ضد نظام أو ضد أشخاص، ويحاول توجيه اللقاء نحو ما يخدم توجه المحطة أو الوسيلة الاعلامية. فيكون مثلاً الحديث عن اللاجئين أو المهاجرين العرب الى اوروبا ومن المسؤول عن ذلك، فيقوم المذيع بالتشديد على أن الأمة العربية وبعض القادمة هم المسؤولون عن ذلك، وان اوروبا او اميركا لا علاقة لهما بذلك، ويرفض نفس المذيع قول أحد المشاركين في الحوار أو اللقاء بأن الارهاب الذي يعيث دماراً وخراباً في دولنا العربية، والذي يلقى الدعم من كل أنواعه لمواصلة جرائمه.
يتناسى المذيع أو المذيعة ان الشعب السوري فرض عليه، وهذا واقع، لان يهاجر الى الخارج تحت ضغط "الترغيب والترهيب في آن واحد، فالتنظيمات الارهابية ترتكب المجازر بشتى اشكالها الوحشية، وترهبهم فيضطرون الى ترك بيوتهم وبلداتهم، واما الترغيب فيأتي من دول الغرب نفسها اذ أنها تبث "دعاية" بأن الحياة هناك سهلة، ويحظى كل انسان بالحرية، وتوفر الدولة له كل وسائل الراحة والعمل. ولكن المذيع لا يذكر ان هؤلاء اللاجئين، وحتى عندما يصلون اراضي الدول الغربية يعاملون معاملة درجة عاشرة من المواطنة اذ يوضعون في مخيمات محاصرة، ويعيشون ظروفاً صعبة وقاهرة.
بدلاً من تشجيع المواطن السوري على البقاء في ارضه، وبدلاً من المناداة بضرورة العمل على وضع حد للارهاب واستئصاله، لعودة الاستقرار الى ربوع عالمنا العربي، نرى ان هذا او ذاك يشجعون الهجرة ويدعمون وللاسف الارهاب ويصفونه بأنه "معارضة" أو "ثورة شريفة"!
كفى لهكذا تضليل أو ضحك على المشاهد العربي، وكفى لمثل هذه المقابلات التي تفتقر للحس الوطني الصحيح والسليم. ولا بدّ من الاشارة الى ان العالم يشهد ويواجه مضللون كثر هم بعيدون كل البعد عن المنطق والوطنية والأحاسيس الانسانية الصادقة.
لعنة الله على كل من يعمل ضد أمتنا العربية، وكل الاجلال والاحترام لمن يقول كلمة حق شجاعة غير آبه لنتائجها وتداعياتها وعواقبها.
(أبو نكد)