كان العرب في العقود الماضية يلعبون دوراً مهماً على الساحة الدولية، فكان الرئيس الخالد جمال عبد الناصر أحد أضلع المثلث المؤسس لحركة دول عدم الانحياز في اواسط الخمسينات مع الزعيم الهندي نهرو والزعيم اليوغسلافي جوزيف تيتو.
وكان العرب في تلك العقود موحدين الى حد ما في المواقف، فعندما شن العدوان الثلاثي على مصر عام 1956، تحول البث الاذاعي المصري الى دمشق، وكانت اذاعة دمشق تقول: "هنا اذاعة القاهرة من دمشق".. ولن ينسى أي شريف ما قدمه المتطوعون المناضلون العرب من تضحيات غالية في مواجهة هذا العدوان، وخاصة البطل العربي السوري جول جمال الذي دمر بارجة فرنسية كبيرة، وعلمّ المعتدين درساً قاسياً.. ولن ننسى مواقف العرب في موضوع المقاطعة العربية للشركات والمؤسسات والمصانع المتعاونة مع اسرائيل، وكان مكتب المقاطعة يهز دولة اسرائيل.. واستطاع العرب ايضاً اصدار قرارات في الجمعية العامة للأمم المتحدة ضد اسرائيل، وخاصة ضد التمييز العنصري والاستيطان.
ولكن أين نحن الآن من تلك المواقف المشرفة؟
إننا بكل ألم وحسرة في الجانب المعاكس لهذه المواقف.. فان اسرائيل أصبحت "صديقة"، والدول العربية لبعض القادة "العربان" هي "العدوة الاساسية".. واصبحت الاتصالات مع اسرائيل أمراً عادياً، ووضعت القضية الفلسطينية على الرف لان هؤلاء العربان استسلموا وركعوا.
تصوروا أن تعقد قمة خليجية في الرياض ويشارك فيها، أو بالاحرى يترأسها، الرئيس الاميركي باراك اوباما.. السنا نعيش في عصر الانحطاط السياسي والخلقي.. اننا على ثقة كبيرة في ان الصمود البطولي السوري في وجه المؤامرة هو الذي سينهي هذا العصر الانحطاطي لنبدأ مرحلة جديدة، أو عصراً مشرقاً ولو أن هذا يحتاج لكثير من الوقت، لكن الامل في رحيل ما نعيشه من حالة عجز وخنوع سيبقى حياً رغم كل الآلام والمعاناة والظروف القاهرة التي يعيشها شعبنا العربي في مختلف أقطاره!
(أبو نكد)