عندما أعلن الامين العام للأمم المتحدة، بان كي مون، عن وضع التحالف السعودي ضد اليمن على قائمة "الارهاب" الدولي، قامت السعودية واذنابها واتباعها بحملة ضد مون، واتهمته بالانحياز، ولم تتردد السعودية في التهديد بقطع كل مساعداتها المالية للمنظمة الدولية، وعندها اضطر واجبر بان كي مون على شطب هذا التحالف عن قوائم الارهاب، واعتباره تحالفا عاديا ولو قتل الاطفال ودمر اليمن.
خاف الامين العام للامم المتحدة من قطع المساعدات المالية، وباع ضميره واخلاقه للحفاظ على راتبه ورواتب العاملين في المنظمة، ولم يخف على أطفال يُقتلون ومدن تدمّر.
هذا هو العالم الحالي الذي يعيش عصر عدم أخلاق، وعصر تياسة، وعصر سوء استعمال الأموال.. كانوا في القدم يقولون "الحق للقوة"، ولكن يمكن تعديل هذا القول ليصبح "الحق للمال فقط"، فمن لديه المال يستطيع ان يستخدمه في البناء والدمار، في القتل أو نشر ثقافة الرحمة والمحبة، وفي الخير وعمل الشر.. فالمال سيف ذو حدين.. والسعودية اختارت طريق الشر، مع أنها يجب أن تختار عمل الخير لأن الدين الاسلامي يدعو أولاً وأخيراً للتسامح والخير والتكافل والتعاضد والايمان، فهي صاحبة الوصاية على أطهر المقدسات الاسلامية، ولكنها ليست اهلا لذلك، فهي تماماً مثل الذين يعرفون الدين وأصوله وتعاليمه، ولكنهم يمارسون عكس ذلك.
اذا كانت السعودية قادرة على تغيير قرار دولي، فلماذا لم تستخدم نفوذها "المالي" الكبير لدعم القضية الفلسطينية، وحل أزمات العالم العربي.. انها قادرة على ذلك ولكنها لا تريد، لان السيد الاجنبي الذي يحكمها ويأمرها لا يريد ذلك، فهؤلاء "القادة" لا يستخدمون أموالهم وغناهم الا لضرب وتدمير الأمة العربية ودولها.. فالمال قادر على فعل شيء الآن، ولكن سيأتي وقت لن ينفع فيه المال ولا الندم!
(أبو نكد)