مهنة المتاعب، الصحافة، تواجه العديد من الدخلاء الذين يسيئون اليها من خلال كتاباتهم ومواقفهم المتلونة، ومن خلال اعتبار انفسهم صحفيين، وهم في الواقع ليسوا كذلك لانهم لا يحملون القلم، بل يُحّملوه لمن هو يساعدهم أو يعمل معهم، فهذا أو ذاك يكتب المقالات، وتوضع باسم "السيد" الذي يوفر المال او الراتب له.
اغرب ما في الامر ان هناك "سخافة" واضحة في هذه المقالات المنشورة لهذا الرجل أو ذاك، مع انه لم يكتبها، وتكمن السخافة في ان هذا الشخص يمتدح في مقالاته اكثر من زعيم، وهم على تناقضات وخلاف.. فهو مثلا يمتدح الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، وفي مقال آخر يمتدح الرئيس التركي اردوغان.. ومقال آخر فانه يمتدح العاهل السعودي سلمان عبد العزيز، وفي الوقت نفسه يمتدح الحوثيين.
وهذه المقالات يُهدف من نشرها الوجاهة، وتأكيد ان هذا الشخص هو زعيم لهذه الفئة أو تلك، وانه صحفي واعلامي كبير، وهو في الوقت نفسه يستكتب الكثيرين، ويدفع اموالا لانه ثري بصورة عجيبة!
مهنة الصحافة هي مهنة مقدسة، هي مهنة التضحيات لا مهنة الدعايات والوجاهات، هي مهنة مقدسة وليست منجسة، هي مهنة قول الحقيقة ونشر الواقع، وليست في خدمة من يتاجرون بالوطن واراضيه ومواطنيه.
ليس المقصود احدا في هذه المحطة، بل الهدف من طرح هذا الامر، هو وضع حد لهؤلاء الدخلاء، وكذلك التنبه للصحف والمجلات بأن تكون حذرة في نشر هذه المقالات التي تستهدف الشهرة وليس خدمة المواطن والمجتمع.
معاناة الصحافة من الدخلاء كبيرة، لانها لا تستطيع منع أي شخص من ممارسة حرية التعبير، ومضطرة لان ترحب بذلك شريطة ان يكون الهدف ساميا، وليس دعائيا واعلاميا، وليس من اجل الحصول على وجاهة فارغة.
فهل نقف الى جانب طهارة هذه المهنة من خلال منع الدخلاء من الاساءة اليها؟ سؤال مطروح على الجميع، وليس المطلوب الاجابة، بل المطلوب هو التصدي لهؤلاء الدخلاء، ومنعهم من مواصلة المساس بهذه المهنة الشريفة.
(أبو نكد)