القائمة المشتركة ستحاصر لشل حركتها وفاعليتها
موانع اقامة حكومة وحدة وطنية برئاسة نتنياهو
فاز حزب الليكود الذي يتزعمه رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو في الانتخابات التي جرت يوم 17/3/2015، اذ حصل على 30 مقعداً، في حين ان منافسه حزب "المعسكر الصهيوني" بزعامة اسحاق هرتصوغ وتسيبي ليفني حصل على 24 مقعداً. وهذا الفوز لحزب الليكود خالف كل استطلاعات الرأي العام التي توقعت فوز المعسكر الصهيوني. ولكن هذا التوقع لم يكن دقيقاً اذ فاز المعسكر الصهيوني بعدد المقاعد المتوقعة، ولكن فوز الليكود كان مفاجئاً للجميع، اذ كان متوقعاً الا يفوز الا بـ 24 مقعداً على الأكثر.
مهما كانت التوقعات، فان النتائج هي الأكثر أهمية الآن. وقد أجرى رئيس دولة اسرائيل، روبين ريفلين، مشاوراته – حسب القانون والعادة والعرف – مع قادة الأحزاب، وعلى ضوئها سلم رئيس وزراء اسرائيل بنيامين نتنياهو كتاب تكليف بتشكيل الحكومة الاسرائيلية الجديدة، أي لتشكيل حكومته الرابعة اذ أن هذه الولاية هي الثالثة على التوالي.. وكان قد شكل حكومته الاولى عام 1996، واستمرت حتى عام 1999.
لماذا قصّرت استطلاعات الرأي العام
لأول مرة في تاريخ اسرائيل قصّرت استطلاعات الرأي في توقع الفائز القادم في هذه الانتخابات وذلك لاسباب عديدة، ومن أهمها ان آخر الاستطلاعات جرت قبل حوالي خمسة ايام من موعد الانتخابات، وقد طرأ تغيّر في هذه الفترة اذ ان حزب الليكود نشط كثيراً، وحقق ما يريدْ، اضافة لتصريحات نتنياهو التي جاءت لترضي اليمين الاسرائيلي حينما هاجم العرب في اسرائيل، واكد تعهده بمواصلة الاستيطان وتصاعد وتيرته، وتراجعه عن دعم حل الدولتين، اذ قال أنه لا يؤيد اقامة دولة فلسطينية.
استطلاعات الرأي العام كانت صادقة في أن اليمين سيفوز بأغلبية المقاعد، هذا ما تم بالفعل اذ أن أحزاب اليمين الاسرائيلي فازت بـ 67 مقعداً مقابل 53 مقعداً لقوى اليسار، ومن ضمنها القائمة المشتركة التي ضمت جميع الأحزاب العربية التي حصلت على 13 مقعداً في الكنيست الاسرائيلي.
وكان التقصير فقط في توقع قوة كل من الأحزاب اليمينية، اذ توقعت الاستطلاعات أن يفوز حزب "البيت اليهودي" بزعامة نفتالي بينيت بـ 13 مقعداً، الا أنه فاز بـ 8 مقاعد، كما توقعت أن يجتاز حزب "ياحد" بقيادة ايلي يشاي نسبة الحسم، فلم يستطع وذهبت الأصوات لكل من "الليكود" و"اسرائيل بيتنا".
الائتلاف الحكومي القادم
حكومة نتنياهو الرابعة ستشكل من ائتلاف يميني متطرف يضم ستة أحزاب وهي: الليكود (30 مقعدا)، كلنا (10 مقاعد) البيت اليهودي (8 مقاعد)، شاس (7 مقاعد)، يهوديت هتوراة (6 مقاعد)، اسرائيل بيتنا (6 مقاعد)، أي ان الحكومة ستكون مدعومة بـ 67 مقعداً أو صوتاً من أصل 120 صوتاً.
يواجه نتنياهو صعوبة في تشكيل هذا الائتلاف اذ أن كل حزب يقدم مطالب صعبة جدا، ولكنه سيتغلب على هذه الصعاب لأسباب عديدة ومن أهمها:-
· خوف هذه الأحزاب من عدم الحصول على مناصب وزارية فهي تهدف الى ذلك، ولا تهدف الى أمور أخرى.
· خشية هذه الاحزاب من فشل نتنياهو، وبالتالي اضطرارهم لدعم هرتصوغ، أو اجراء انتخابات مبكرة.
· نتنياهو يمثل لهم زعيما قويا لليمين، ويجب الاعتماد عليه، وعدم تبديله!
· تخوف هذه الاحزاب من أن يقوم نتنياهو بتشكيل حكومة وحدة وطنية، وبالتالي يضع هذه الاحزاب اليمينية خارج الائتلاف الحكومي، اي أن هذه الاحزاب ستضطر للجلوس على مقاعد المعارضة بقيادة زعيم القائمة المشتركة الدكتور ايمن عودة.
· التنازل عن بعض المطالب ضروري أيضاً لهذه الاحزاب لان الحكومة الجديدة، وخاصة حزب الليكود، يلتقي معهم في مواضيع كثيرة ومنها: دعم الاستيطان، لا للتنازل عن اراض، لا لدولة فلسطينية، لا لحل الدولتين، والعمل على الاهتمام بأمور وقضايا داخلية مثل القضايا الاجتماعية والاقتصادية والسكن ايضاً.
مصادر عديدة أكدت أن هذه الاحزاب ترفع من سلم مطالبها لتحصل على أكثر ما يمكن من الائتلاف الحكومي الجديد!
موانع تشكيل حكومة وحدة وطنية
امكانية تشكيل حكومة وحدة وطنية، اي يتحالف بين حزبي الليكود والمعسكر الصهيوني، قائمة مع انها ضعيفة. وفي اسرائيل كل شيء جاهز، ولكن هناك معوقات لتشكيل حكومة الوحدة الوطنية ومن أهمها:-
· الانضمام الى ائتلاف حكومي بزعامة نتنياهو يمس من شعبية حزب المعسكر الصهيوني، لانه يظهر للناخب ان قادة الحزب يلهثون وراء المناصب!
· الاشتراك في حكومة وحدة وطنية بدلاً من البقاء في المعارضة قد يحدث شرخاً داخل هذا الحزب، اذ ان الغالبية ضد الانضمام الى حكومة وحدة وطنية.
· الائتلاف الحكومي يعني التنازل عن العديد من بنود برنامج الحزب، ومنح اليمين فرصة للسيطرة على الجميع!
· الانضمام الى حكومة وحدة وطنية يعني ان قائد المعارضة في اسرائيل سيكون أيمن عودة، زعيم القائمة المشتركة، والحركة الصهيونية لن تقبل ذلك لان من يتبوأ هذا المنصب يحصل على العديد من الامتيازات ومنها اضطرار كل زائر رسمي مقابلة زعيم المعارضة، وكذلك اضطرار الحكومة على اطلاع زعيم المعارضة على أي قرار مصيري.. ولذلك فالافضل ان تكون هذه المعارضة بيد يهودي وليس بيد عضو عربي!
· حكومة وحدة وطنية ستكون غير مستقرة اذ انها معرضة للحل في كل وقت عندما يقع خلاف بين الحزبين الكبيرين في اجتماعات الحكومة... وفيما يتعلق بالحل السياسي مع الجانب الفلسطيني.
· نتنياهو معني بحكومة تعتمد على ائتلاف ضيق، تتفق فيه الاحزاب على مختلف الامور، اي ان هناك قواعد مشتركة تجاه القضية الفلسطينية، والملف النووي الايراني، ويهودية الدولة، والعديد من الامور الداخلية. ويريد ان يبقى الليكود مهيمناًعلى هذه الاحزاب الصغيرة اذ ستكون بيديه غالبية المقاعد الوزارية او الاقل نصف الحقائب الوزارية!
دور القائمة المشتركة
لقد حصلت القائمة المشتركة على 13 مقعداً. وهي قائمة عربية بالغالبية اذ تضم 12 عضوا عربيا، وعضوا يهودياً يساريا واحداً هو دوف حنين. ودورها لن يكون اكثر من "معارضة" الحكومة، والسعي لتمرير قوانين اجتماعية واقتصادية لصالح المجتمع الفلسطيني داخل اسرائيل، وقد تشارك في عضوية بعض اللجان البرلمانية لان قوتها تسمح بذلك.
لن يكون لها أي أثر في تشكيل الحكومة أو في ائتلافها الحكومي، اذ أن الحكومة ستعتمد على قاعدة برلمانية قوامها 67 مقعداً، ومن بينهم 3 أعضاء عرب، وان امتنعوا عن التصويت، وهذا صعب جدا، فان هناك غالبية يهودية بـ 64 مقعداً، أي ان لا أهمية سياسية للوجود العربي في الكنيست مع ان تشكيل قائمة موحدة هو انجاز كبير.
حصار القائمة المشتركة
أحزاب الائتلاف الحكومي لن تتردد في حصار هذه القائمة المشتركة وشل عملها في الكنيست اذ ان غالبية قادة الاحزاب اليمينية لا يحبون العرب، وادلوا بتصريحات منافية لهم، وسيعملون على اضعافهم، وسيشجعون بطريقة أو أخرى الايقاع بين أعضاء هذه القائمة وتقسيمها الى كتلتين أو أكثر.. وسيكون هناك وحدة بين الأحزاب اليمينية لعدم افساح المجال أمام هذه القائمة لسن قوانين، ولاثبات وجودها، وسيكون التصدي لها قويا.
أي بمعنى أكثر وضوحاً، هذه القائمة المشتركة ستواجه العديد من المؤامرات لاضعافها، ومنعها من تحقيق انجازات اجتماعية واقتصادية حتى يفقد الناخب العربي الثقة بأعضائها، ويتجنب انتخاب أعضائها أو كتلة مماثلة في المستقبل.
المتوقع من الحكومة الاسرائيلية
لقد حصل نتنياهو على فترة شهر لتشكيل حكومته الرابعة، وتنتهي هذه المهلة يوم 22 نيسان الجاري، وهي قابلة للتمديد لاسبوعين.. أي أن مهلته لتشكيل الحكومة تصل الى حوالي الشهر. وسيشكل الحكومة قريبا.
والتساؤل الذي يطرح الآن: ما هو المتوقع من الحكومة الاسرائيلية الجديدة؟
والاجابة واضحة المعالم وهي ان جل اهتمامها سيكون في القضايا الاجتماعية والاقتصادية والمعيشية والسكن.. وكذلك ستقوم بمواصلة بناء المستوطنات وتوسيع ما هو موجود الآن.
أما فيما يتعلق بالمفاوضات مع الجانب الفلسطيني، فانها مستعدة للتفاوض حول أمور يومية حياتية، وليست مستعدة للتوصل الى اتفاق سياسي.
موضوع "يهودية" الدولة سيثار مجدداً، وقد يتم سن قانون بذلك.. ونتنياهو مستعد للتعاون مع السلطة الفلسطينية اذا اعترفت بيهودية الدولة، وهذا أمر مستحيل من قبل السلطة الوطنية.
سيعمل نتنياهو خلال السنوات القادمة تناول موضوع الملف النووي الايراني، واستخدامه واستثماره لاقامة علاقات مع دول خليجية، وبالتالي اضعاف موقف السلطة الوطنية. وسيركز نتنياهو على موضوع السلام الاقتصادي، اذ ستقوم اسرائيل بتسهيلات للمواطن الفلسطيني ليعمل في اسرائيل، وفي حالة ارتفاع عدد العمال العاملين في اسرائيل الى مائة الف، فان هؤلاء سيشكلون جبهة تعارض اي تصعيد ضد اسرائيل، أي ان اسرائيل ستكسب "المواطن" الفلسطيني كي لا يكون معتمداً على راتب السلطة الوطنية، بل على الراتب الذي يحصل عليه من عمله داخل اسرائيل.
ومن ضمن التسهيلات ايضا السماح لمن هم فوق سن الت 55 عاما من دخول اسرائيل من دون تصريح وسيتواصل التنسيق الأمني مع السلطة الوطنية، واذا توقف فانها ستتخذ اجراءات ضد القادة وليس ضد الشعب.
وهذه الاجراءات (التسهيلات) ستلقى تاييدا ودعما من دول العالم، وستحرج السلطة الوطنية، وتعرقل مساعيها للاستفادة من المؤسسات الدولية للوقوف الى جانبها.
امام نتنياهو افكار ومخططات خطيرة ورهيبة، فهل تعد السلطة الوطنية نفسها لهذه المواجهة المحتملة؟ وهذه المخططات التي تريد تفريغ السلطة من نفوذها وفاعليتها على ارض الواقع؟
الكنيست الاسرائيلي الـ 20
جدول يبين عدد مقاعد الأحزاب
والأعضاء الجدد والعضوات
|
أعضاء الكنيست |
عدد الأعضاء الجدد |
عدد العضوات |
الليكود |
30 |
10 |
6 |
المعسكر الصهيوني |
24 |
9 |
8 |
القائمة المشتركة |
13 |
7 |
2 |
هناك مستقبل |
11 |
1 |
3 |
جميعا (كلنا) |
10 |
9 |
4 |
البيت اليهودي |
8 |
2 |
1 |
شاس |
7 |
-- |
-- |
يهوديت هتوراة |
7 |
-- |
-- |
اسرائيل بيتنا |
6 |
2 |
1 |
ميرتس |
4 |
-- |
2 |
المجموع |
120 |
40 |
27 |