تقارير جديدة عن أوضاع أسرانا في سجون الاحتلال..
850 ألف فلسطيني تعرضوا للاعتقال منذ الاحتلال عام 1967
600 أسير يعانون من أمراض مختلفة و160 أسيراً أمراضهم مزمنة
200 قاصر دون الـ 18 عاماً يقبعون في السجون
مناشدات ونداءات للمؤسسات والهيئات
لتحمل مسؤولياتها في الدفاع عن حقوق أسرانا
أسرانا في سجون الاحتلال يشكلون قضية مهمة تؤرق كل مواطن فلسطيني إذ أن نسبة كبيرة من أبناء شعبنا تعرضت للاعتقال والاستجواب والملاحقة عبر 48 عاماً من الاحتلال الاسرائيلي البغيض. وفي كل يوم لا تخلو وسائل الاعلام من اخبار عن هؤلاء الأسرى وخاصة تقديم عدد كبير منهم للمحاكمات، أو اصدار أوامر اعتقال ادارية.. وكذلك تشن قوات الاحتلال يومياً حملات اعتقال ومداهمات تشمل مختلف مناطق الضفة الغربية، ولن يمر يوم واحد الا وتعتقل اسرائيل عدداً من المواطنين لأنهم يقاومون الاحتلال بشتى الطرق والوسائل... ولم ينجُ أي مسؤول كبير أو أي مواطن صغير من الاعتقالات الاسرائيلية. وقامت اسرائيل مؤخراً باعتقال عضو المجلس التشريعي السيدة خالدة جرار، رغم أنها منتخبة من الشعب، وتمثل هذا الشعب، وهناك نواب حاليون وسابقون ووزراء سابقون ما زالوا رهن الاحتلال، حتى ان رئيس المجلس التشريعي تعرض للسجن، ولم تحترم اسرائيل اي اتفاق.
لقد انتهكت اسرائيل اتفاق تبادل الأسرى الذي عرف باسم "صفقة الأحرار" أو بصفقة "شاليط" التي تمت قبل عدة سنوات، اذ قامت اسرائيل باعادة اعتقال العشرات من الأسرى المحررين في هذه الصفقة تحت حجج وأعذار واتهامات بأنهم خرقوا الاتفاق، وعادوا الى النشاط المقاوم للاحتلال. وقامت مؤخراً باعادة تفعيل الحكم السابق الصادر بحق الأسير سامر العيساوي وهو المؤبد، بعد أن اعتقلته مجدداً، منتهكة بنود اتفاق صفقة الأحرار.
عدة ورشات عمل ولقاءات واجتماعات عقدت هنا وهناك، وشهدت الأراضي الفلسطينية وقفات تضامنية عديدة مع أسرانا. وهذه الفعاليات ناشدت المؤسسات والهيئات الدولية والحقوقية التي تعنى بحقوق الانسان وبقضايا الأسرى بتحمل مسؤولياتها في الدفاع عن أسرانا، والعمل على تحسين ظروفهم، كما أن القيادة الفلسطينية، تضع هذه القضية في سلم أولويات اهتماماتها، إذ أن السلام العادل لن يتحقق الا بالافراج عن جميع أسرانا من دون اي استثناء.
في هذا الموضوع الخاص نقدم أهم ما جاء في التقارير الجديدة التي صدرت عن عدة مؤسسات وطنية حول أسرانا، والتي تلقي الضوء الحقيقي والصادق بالارقام عن هذه القضية الحيوية.
تقريران شاملان
أصدر نادي الأسير الفلسطيني تقريراً توثيقياً مؤخراً حول أبرز تطورات الحركة الأسيرة في سجون الاحتلال خلال شهر نيسان المنصرم. وبين النادي أن ستة آلاف أسير يقبعون في سجون الاحتلال، بينهم 23 أسيرة، ومائتا أسير قاصر منهم فتاتان، وستمائة أسير يعانون من أمراض مختلفة، منهم 160 أسيراً يعانون من أمراض مزمنة، ويحتاجون لرعاية صحية دائمة، وتسعة أسرى مرضى يقيمون ويقبعون في عيادة سجن الرملة بشكل دائم.
أما هيئة شؤون الأسرى والمحررين فقد أصدرت تقريراً بمناسبة يوم الأسير الفلسطيني الذي صادف يوم 17 نيسان 2015، أكدت فيه أن السلطات الاسرائيلية المحتلة ومؤسساتها وأجهزتها الأمنية المختلفة تواصل مسلسل اعتقال الفلسطينيين في كل مكان وزمان، وتطال هذه الاعتقالات جميع شرائح وفئات المجتمع الفلسطيني ليتجاوز عدد الاعتقالات منذ حزيران 1967 وحتى نيسان المنصرم حوالي 850 ألف مواطن ومواطنة، بينهم 15 ألف مواطنة، وعشرات ألاف الاطفال.
ووفقاً لهذا التقرير، فانه ومنذ بدء انتفاضة الأقصى في 28 أيلول عام 2000 ولغاية 17 نيسان 2015، فقد سجلت 85 الف حالة اعتقال بينهم أكثر من 10 آلاف طفل تقل أعمارهم عن 18 عاماً، و1200 امرأة واكثر من 65 نائباً ووزيراً سابقاً، وأصدرت سلطات الاحتلال قرابة 24 الف قرار أوامر اعتقال اداري ما بين اعتقال جديد، أو تجديد أمر اعتقال سابق.
ووثق التقرير المعلومات القيمة الآتية:-
هناك 480 أسيراً صدرت بحقهم احكام قاسية بالسجن المؤبد لمرة واحدة أو لمرات عديدة. وهناك 24 أسيرة بينهن قاصرتان و200 طفل دون سن الـ 18 عاماً، و30 معتقلاً منذ ما بعد اتفاقيات اوسلو ومضى على اعتقالهم أكثر من 20 عاماً، وهناك 16 أسيراً من القدامى مضى على اعتقالهم أكثر من 25 عاماً، وفي مقدمتهم كريم وماهر يونس اذ مضى على اعتقالهما 33 عاماً. وقد تم اعادة اعتقال 85 من محرري صفقة وفاء الأحرار (صفقة التبادل بالجندي شاليط)، و65 منهم ما زالوا رهن الاعتقال وغالبيتهم كانوا قد امضوا عشرين عاماً وما يزيد في سجون الاحتلال قبل تحررهم بصفقة التبادل. ويتوزع اسرانا على 22 سجناً ومعتقلاً ومركز توقيف ومن أبرزها: نفحة، ريمون، عسقلان، بئر السبع، جلبواع، هداريم، شطة، المسكوبية، الرملة، الدامون، الشارون، ومعتقلات النقب وعوفر ومجدو.
وضع الأسيرات
تتعرض الاسيرات لما يتعرض له الأسرى الذكور من الضرب والاهانة والشتم والتحقير، وتزداد معاناتهن وتتواصل من خلال عقوبات العزل الانفرادي أو الحرمان من الزيارة و"الكانتينة" (المقصف) والخروج للفورة، عدا اجراءات التفتيش الاستفزازي، والحرمان من العلاج اللازم أو التعليم الجامعي والتقدم لامتحانات الثانوية العامة/ التوجيهي. وتوجد في سجون الاحتلال 7 أسيرات لهن ازواج وأشقاء أسرى في سجون الاحتلال الأخرى، دون أن يسمح لهن بالالتقاء بهن أو التزاور.
الأسرى المرضى والاداريون والشهداء
حسب مصادر عديدة فان عدد الاسرى المرضى الذين يعانون من أمراض مختلفة يصل الى 1500 أسير يعانون من اهمال طبي واضح ومقصود، وهناك أكثر من 80 حالة مرضية مزمنة وخطيرة للغاية عدا عن 24 حالة مصابة بالسرطان اضافة لعشرات الأسرى المعاقين.
أما فيما يتعلق بالاعتقال الاداري فهو العدو المجهول الذي يواجهه الفلسطينيون وهو عقوبة بلا تهمة، ودون محاكمة، ودون منحه أو محاميه أي مجال للدفاع بسبب عدم وجود أدلة ادانة. وهذه القرارات او الاوامر يصدرها القادة العسكريون في المناطق المحتلة وبشكل تعسفي. وهذه الاوامر يتم تجديدها لمرات عدة تصل الى عشر مرات ليمضي الاسير في المعتقل أكثر من خمس سنوات، وذلك بذريعة وجود "ملف سري"!
أما فيما يتعلق بعدد الشهداء في الحركة الاسيرة، فان 206 أسير استشهدوا داخل السجون من حزيران 1967، ومن هؤلاء 71 اسيرا استشهدوا نتيجة التعذيب و54 شهيدا نتيجة الاهمال الطبي، و74 اسيرا شهيدا بالقتل المتعمد، اضافة الى عشرات آخرين استشهدوا بعد خروجهم من السجن بفترات قصيرة نتيجة امراض ورثوها من السجون امثال الاسرى الشهداء: هايل أبو زايد، مراد ابو ساكوت، فايز زيدات، أشرف ابو ذريع، زكريا عيسى، سيطان الولي، زهير لبادة، حسن الترابي وغيرهم. وقد تعمدت سلطات الاحتلال اطلاق سراحهم بعد تدهور حالتهم الصحية لدرجة مرحلة اليأس منها ليتنصلوا من مسؤوليات استشهادهم.
وأكدت مصادر حقوقية ان 100 بالمائة ممن مروا بتجربة الاعتقال أو الاحتجاز تعرضوا لاحد أشكال التعذيب الجسدي أو النفسي أو الايذاء المعنوي. وهذا يعكس قساوة الاحتلال في تعامله مع أسرانا اثناء اعتقالهم والتحقيق معهم أو في قضاء محكومياتهم في سجون الاحتلال المختلفة.
الأوضاع في سجن "عوفر"
يشكو الاسرى في سجن عوفر من تفاقم الوضع الذي يعيشونه تزامناً مع استمرار العقوبات المفروضة على بعضهم. ويتمثل هذا الوضع السيء بحملة التفتيشات اليومية التي يرافقها قمع للاسرى والعبث بأغراضهم. واكدوا أن ادارة السجن لا تزال تفرض العقوبات القاسية على بعضهم منذ شهر حزيران الماضي، ومن بينها تقليص مبلغ الكنتينة (المقصف) الى النصف، وتقليص وقت زيارة الاهل من 45 دقيقة الى 30 دقيقة، علاوة على حرمانهم من مشاهدات محطات التلفزة العربية والمحلية.
وحول عدد الأسرى الأشبال في سجن عوفر، فقد وصل الى 84 شبلاً أسيراً، منهم 35 شبلاً اعتقلوا خلال شهر نيسان الماضي، وان من بين هؤلاء 29 شبلاً تم اعتقالهم من منازلهم. واصدرت محكمة الاحتلال العسكرية احكاماً مختلفة على 14 شبلاً، وتسعة من هؤلاء المحكومين هم دون سن الـ 15 عاماً، علماً ان هناك مجموعة من الاشبال الاسرى هم موقوفون منذ اكثر من عام ومن بينهم الشبلان احمد عريقات واحمد مسالمة. وهناك خمس حالات مرضية من بينهم مصابون.
وذكرت مصادر نادي الاسير الفلسطيني أن عدد الاشبال الذين اعتقلوا منذ بداية العام واحتجزوا في سجن عوفر وصل الى 131 شبلا. وهناك أشبال آخرون محتجزون ومعتقلون في سجني "مجدو" و"هشارون".
اعتقالات تشمل التجار أيضاً
أعلن مركز أسرى فلسطين للدراسات في بيت لحم أن الاعتقالات الاسرائيلية بحق التجار ورجال الأعمال الفلسطينيين لم تقتصر على القطاع فقط بل شملت أبناء الضفة الغربية منذ مطلع العالي 2015، اذ اعتقلت سلطات الاحتلال على معبر الكرامة (جسر الملك حسين/ أو اللنبي) رجل الاعمال ابراهيم مصطفى عبد الفتاح صيام من بلدة بيت لقيا في قضاء رام الله أثناء عودته من الضفة الغربية الى الاردن بعد مشاركته في مؤتمر رجال الاعمال الذي عقد في رام الله، دون ابداء أسباب هذا الاعتقال. ورجل الأعمال صيام فلسطيني يحمل الجنسية الاردنية، وهو من رجال الخير المعروفين الذي قدم مساعدات خيرية لابناء الضفة والقطاع وتبرع مجدداً بأكثر من 17 ألف حقيبة مدرسية دعماً لحملة الحقيبة المدرسية لصالح أطفال غزة بعد العدوان الاسرائيلي الأخير على القطاع.
وكانت سلطات الاحتلال قد شنت حملة شرسة ضد رجال الأعمال والتجار في قطاع غزة واعتقلت 19 منهم، واطلقت سراح بعضهم، في حين أن غالبيتهم ما زالوا رهن الاعتقال. وقد اعدت لوائح اتهام لبعضهم تضمنت تقديم مساعدات لجهات معادية، وادخال أغراض ممنوعة عبر معبر كرم ابو سالم يتم استخدامها في الصناعات العسكرية.
واعتبر رياض الاشقر الناطق الاعلامي لمركز أسرى فلسطين أن هدف اسرائيل من وراء تصعيد الاعتقال بحق التجار ورجال الاعمال هو التضييق عليهم وتشديد الحصار على القطاع، والتأثير على الاقتصاد الفلسطيني من خلال بث الخوف في صفوفهم وخاصة في انجاز صفقات تجارية ضخمة وادخالها عبر المعبر خشية الخسارة والاعتقال جراء هذه السياسة الاسرائيلية الاجرامية بحقهم.
ما المطلوب
المطلوب الا نخبو أو نهدأ في فعالياتنا الوطنية للتضامن مع أسرانا وفي اثارة هذه القضية المهمة، وان يكون هناك تطور في هذه الفعاليات لتنتقل الى باقي انحاء العالم حتى نحصل على وقفات دعم وتأييد لاطلاق سراحهم.
ومن المهم ايضا ان يكون نشاطنا على الساحة الدولية، وان تكون هذه القضية مطروحة في كل عواصم العالم، وان السكوت او الهدوء في الفعاليات يوفر الفرصة لادارات السجون في البطش والتنكيل بأسرانا، لان هذه الادارة تمتاز بصفة الانتقام الوحشي، وفي التراجع عن الاتفاقات التي يتم التوصل اليها مع اسرانا.. ولن تتوقف عن هذا التعذيب الا اذا رأت ان هناك ردود فعل قوية وصلبة ضد هذه الممارسات.
وعلى العالم ان يقف الى جانب أسرانا كما يقف الى جانب قضية شعبنا، وعليه اتخاذ اجراءات بحق اسرائيل لانتهاكها الصارخ لحقوق الانسان.. كما ان على قيادتنا ان تثير هذه القضية ليس في المحافل الدولية فقط، بل في تقديم دعوى او دعاوى في المحكمة الجنائية الدولية.
من شهداء الاهمال الطبي في سجون الاحتلال
استشهاد الأسير المحرر رامي شلاميش
الاسير المحرر رامي كمال شلاميش (33 عاماً) من بلدة برقين في محافظة جنين استشهد يوم السبت 9/5/2015 بعد صراع مع ا لمرض الذي اصيب به خلال اعتقاله. ويعتبر الشهيد شلاميش أحد شهداء سياسة الاهمال الطبي التي تمارسها سلطات الاحتلال بحق أسرانا في سجون الاحتلال.
وقد تدهورت صحة الاسير المحرر رامي بصورة خطيرة مؤخراً جراء مضاعفات المرض الذي اصيب به خلال اعتقاله عام 2004 بعد أن تم حقنه من أطباء السجون بأدوية اعصاب خاطئة سببت له مضاعفات عديدة ادت لاصابته بمرض "التلوح العصبي"، وضغط مرتفع في الاعصاب. وزعمت ادارة السجون انها عاجزة عن تشخيص مرضه وعلاجه. وبعد تحرره استمر علاجه بصورة خاطئة الى ان اجريت فحوص طبية جديدة تم نتيجتها تشخيص مرضه الحقيقي في وقت متأخر. وقد نقل قبل ايام الى مستشفى الشهيد خليل سليمان الحكومي جنين حيث فارق الحياة.
بتهمة التحريض على الفيسبوك
الحكم بالسجن على أمين سر "فتح" السابق في القدس عمر الشلبي
حكمت محكمة الصلح الاسرائيلية في القدس يوم الثلاثاء 12/5/2015 بالسجن الفعلي لمدة 9 شهور على أمين سر حركة "فتح" السابق في القدس عمر الشلبي بتهمة التحريض على موقع التواصل الاجتماعي "الفيسبوك". وكان المناضل الشلبي (أبو اياد)، وهو من سكان حي الصوانة/ الطور، قد اعتقل منذ 5 شهور، ويقبع حالياً في سجن جلبواع.
الحكم بالسجن الفعلي لمدة 10 سنوات
على الأسير محمد جمال جوابرة
حكمت محكمة سالم العسكرية على الأسير محمد جمال حافظ جوابرة (37 عاماً) من كفر راعي/ جنين بالسجن الفعلي لمدة 10 سنوات، وغرامة مالية قدرها خمسة آلاف شاقل.
وكان الأسير جوابرة قد اعتقل يوم 6/11/2013 ووجهت له تهمة دهس جنود اسرائيليين في مفترق قرية برقة قرب نابلس، والانتماء لحركة "حماس". وكان يعمل اماماً في أحد مساجد عرابة/ جنين قبل اعتقاله، ويقبع الآن في سجن "مجدو".