* التفجيرات رسائل سلبية تهدف إلى تعطيل زيارات الحكومة وإفشال عملها
* الانتخابات المدخل الحقيقي لإنهاء الانقسام وتحقيق المصالحة الوطنية
* استمرار إغلاق معبر رفح يحول قطاع غزة إلى سجن كبير
غزة- خاص بـ"البيادر السياسي":ـ حاوره/ محمد المدهون
تشهد غزة بين الحين والآخر تفجيرات هنا وهناك، في وقت تزداد الأوضاع فيها سوءاً، جراء استمرار الحصار والانقسام على حد سواء، وتزايد مشكلات الحياة وتعقيداتها، وتأخر عمليات الإعمار وإغلاق المعابر، وتفاقم أزمة الكهرباء والبطالة وغيرها. وتأتي هذه التفجيرات متزامنةً مع زيارات وفود حكومة التوافق الوطني إلى غزة، فما هي الرسائل التي تحملها هذه التفجيرات ؟ وإلى أي مدى تعكس الصورة القاتمة التي يعيشها أهل غزة ؟ وما هي آخر الجهود المبذولة لتوحيد شطري الوطن وإنهاء الانقسام.. هذه الأسئلة وأخرى طرحتها "البيادر السياسي" على المتحدث الرسمي باسم حركة فتح في قطاع غزة الدكتور فايز أبو عيطة في الحوار التالي، الذي دعا خلاله حركة حماس إلى الاستجابة لجهود الرئيس والسلطة لتحقيق المصالحة، وتمكين حكومة التوافق من أداء عملها في غزة دون عراقيل. وفيما يلي نص الحوار.
تفجيرات
* تفجيرات تشهدها غزة بين الحين والآخر، وكلما قدمت الحكومة إلى غزة.. بماذا تفسرون ذلك؟
- التفجيرات التي تحدث بين الحين والآخر والتي تتزامن للأسف الشديد مع زيارات حكومة التوافق إلى قطاع غزة هي رسائل سلبية تهدف إلى تعطيل زيارات الحكومة إلى غزة وإفشال الجهود المبذولة لتمكين الحكومة من العمل في قطاع غزة.
* ما هي آخر الجهود المبذولة لتوحيد شطري الوطن ؟ وما هي أبرز العقبات التي لا تزال تحول دون ذلك ؟
- حكومة التوافق هي أهم الجهود التي بذلت لتوحيد شطري الوطن، وقرار الرئيس بتشكيلها خطوة بالاتجاه الصحيح، والمطلوب أن تتواصل الجهود لإنجاحها، وهذا ما نسعى له من أجل أن تحقق الحكومة أهدافها، وتقوم بمسئولياتها وفقاً لاتفاق القاهرة وإعلان الدوحة، وننتظر الخطوة القادمة على طريق إنهاء الانقسام وتحقيق الوحدة بإجراء الانتخابات التشريعية والرئاسية باعتبارها المدخل الحقيقي لإنهاء الانقسام وتحقيق المصالحة الوطنية.. أدعو جميع الأطراف لإفساح المجال أمام الوزراء للعمل بكل حرية في قطاع غزة حتى يتمكنوا من إنجاز مهامهم والقيام بمسؤولياتهم.. حركة فتح ستتعاون مع الحكومة وتقوم بكل ما من شأنه تسهيل عملها في غزة.
تسجيل الموظفين
* أعلنت الحكومة أنها ستبدأ بتسجيل الموظفين تمهيداً لعودتهم إلى عملهم، في وقت رفضت ذلك نقابات غزة.. ما تعليقكم على ذلك؟
- بدايةً أرحب بوصول وفد حكومة التوافق الوطني إلى قطاع غزة، فهذه الخطوة في الاتجاه الصحيح ولتعزيز مكانة وعمل الحكومة، أما فيما يتعلق بعملية تسجيل الموظفين، فهذه الخطوة تقوم بها الحكومة لدمج كافة الموظفين والاستفادة من إمكانياتهم، وهنا أنوه لأهمية أن يؤخذ بعين الاعتبار الموظفين غير القادرين من الوصول إلى غزة بسبب إغلاق المعبر، ومنحهم فترة للتسجيل قبل أن يتم التعامل معهم على أنهم خارج غزة.
رأب الصدع
* هل من اتصالات بينكم وبين حماس حول استكمال مسيرة المصالحة الوطنية ؟ وإلى أين وصلت الأمور على هذا الصعيد؟
- بشأن الاتصالات مع حماس، هناك جهود تبذل لرأب الصدع بين الحركتين، وفي هذا السياق اتخذت اللجنة التنفيذية قراراً بتشكيل وفد من منظمة التحرير للقاء قيادة حماس بغزة، ولكن للأسف الشديد الظروف لازالت غير ناضجة لهذا اللقاء بسبب عدم تجاوب حماس مع هذه الجهود.
معبر رفح
* معبر رفح لا يزال يؤرق كاهل الغزيين.. هل من جهود تبذلها القيادة الفلسطينية وحركة فتح للتخفيف من معاناة المواطنين؟
- معبر رفح مشكلة كبيرة، والحكومة تسعى لاستلام المعبر حتى تقوم بإدارته بالتنسيق مع الأشقاء في جمهورية مصر العربية الذين يشترطون تواجد حكومة الوفاق على المعبر حتى يقوموا بفتحه، ولكن لازالت الحكومة غير قادرة على إدارته لأن الإدارة التابعة لحماس لازالت متواجدة على المعبر وترفض تسليمه لحكومة الوفاق.. نأمل أن تتكلل الجهود المبذولة لتمكين حكومة الوفاق من استلام معبر رفح وكافة المعابر بالنجاح حتى يتسنى إنهاء هذه المشكلة التي تؤرق أهلنا في قطاع غزة نظراً لأهمية المعبر لأهالي غزة، لأن استمرار إغلاقه يحول قطاع غزة إلى سجن كبير للأسف.
اتفاق التهدئة
* مع تزاحم القضايا الحياتية واشتداد معاناة المواطنين وتراجع عملية المصالحة وانشغال الراعي المصري لا حديث حول مفاوضات التهدئة.. هل الأمر انتهى على تهدئة مقابل تهدئة؟ وما مدى التزام الاحتلال بالتهدئة؟
- استمرار الانقسام والأوضاع في جمهورية مصر العربية أثر على اتفاق التهدئة وجعل من هذا الاتفاق مجرد تهدئة مقابل تهدئة.. نأمل أن تتوحد الجهود فلسطينياً مع الأشقاء في جمهورية مصر العربية لاستكمال المفاوضات بشأن اتفاق التهدئة، وفي مقدمتها فك الحصار الذي تفرضه إسرائيل من خلال تحكمها في المعابر على شعبنا في قطاع غزة.
* ما هو المطلوب فلسطينياً أمام التحديات الراهنة ؟
- المطلوب فلسطينياً أن تتجاوب حركة حماس مع الجهود التي يبذلها الرئيس لإنهاء الانقسام، وفي مقدمتها إنجاح حكومة الوفاق من خلال تمكينها من العمل في قطاع غزة أسوةً بالضفة الغربية، وتوحيد مؤسسات السلطة الوطنية وصولاً إلى إجراء الانتخابات التشريعية والرئاسية التي من شأنها طَي صفحة الانقسام وتحقيق المصالحة الوطنية.