* انتشار القتل والسرقات والاعتداءات يتطلب معالجات حقيقية وليس كليشيهات إعلامية
* انشغال الناس بهمومهم الداخلية أخطر ما يواجهه المشروع الوطني
* ما يجري هو إدارة للانقسام وليس تحقيقاً للمصالحة
* مطلوب ثورة شاملة للتغلب على الأوضاع السائدة
* أوضاع المرأة من سيئ إلى أسوأ والكثيرات يفكرن بالهجرة
غزة- خاص بـ"البيادر السياسي":ـ حاورها/ محمد المدهون
لا تزال الأوضاع المعيشية في قطاع غزة غاية في السوء.. وكأنه مكتوب على هذه البقعة الجغرافية الصغيرة وأهلها القهر والشقاء، والظلم والاستعباد من القريب والبعيد.. فقر وحرمان من أبسط أمور الحياة ومتطلباتها، وحصار خانق لا يزال يشل الحياة، وبطالة في انتشار مستمر، وانقطاع شبه دائم للكهرباء، وانقسام مستشري رغم كل الحديث عن توحيد شطري الوطن، وجهود المصالحة التي كلما تقدمت خطوة إلى الأمام، تراجعت خطوات إلى الخلف.. في وقت ينشغل فيه السياسيون بمناكفاتهم السياسية، غير آبهين بمعاناة شعبهم.. ولمناقشة هذه الأوضاع، والوقوف على آخر التطورات، التقت"البيادر السياسي" الكاتبة والشاعرة دنيا الأمل إسماعيل، رئيسة جمعية المرأة المبدعة في غزة، وأجرت معها الحوار التالي، حيث رسمت صورة قاتمة لما يجري في غزة، مؤكدةً في الوقت نفسه أن غزة على حافة الانفجار، ورأت أن الحل هو ثورة شعبية في وجه الظلم. وفيما يلي النص الكامل للحوار.
انفجار وشيك
* لا تزال غزة تلملم جراحها بعد الحرب الثالثة التي تعرضت لها، كيف ترين الأوضاع في ظل الأزمات المتلاحقة التي تعاني منها؟
- هذا سؤال مؤلم.. بعد كل الشهور لا تزال الأوضاع سيئة جداً، يل تزداد سوءاً.. الناس بلا بيوت.. الوضع الاقتصادي سيء جداً.. المشكلات تتفاقم يوماً بعد آخر، والسياسيون لا يفعلون شيئاً سوي المزيد من التصريحات العقيمة.. حالة الإحباط تعم بين الناس.. فضلاً عن الحصار والفقر والاحتقان الداخلي المرشح للانفجار في أي وقت.. أعتقد أن غزة على شفا حفرة من الانفجار، وإذا لم يبادر السياسيون الى حل خلافاتهم، سيؤدي ذلك إلى عودة العنف مرة أحرى، وأعتقد أن انتشار القتل والسرقات والاعتداءات تشير إلى ما يمكن أن يحدث إذا لم تقدم له معالجات حقيقية وليست كليشيهات إعلامية.
* انفجار في وجه من؟
انفجار في وجه الجميع.
* تقصدين من؟
- فتح وحماس وبقية التنظيمات والمجتمع المدني.
تصحيح المسار
* وماذا عن الاحتلال؟ هل تتوقعين أن يشمله الانفجار؟
- في رأيي أن البوصلة ضاعت، انشغل الناس بالوضع الداخلي أكثر، وهذا للأسف أخطر ما يواجهه المشروع الوطني الفلسطيني، ونحتاج لسنوات طويلة لتصحيح المسار.. للأسف الخلاف عميق والجروح كثيرة، والكثير من الناس لم تستطع أن تنسى جروحها.
* هل معنى ذلك أن الانفجار في حال حدوثه لن يشمل الاحتلال؟
- أنا أتحدث عن غزة، الاحتلال مادياً غير موجود رغم سيطرته على القطاع، لكن كل شيء محتمل في حال تحققت المصالحة فعلاً لا قولاً، ونتمنى أن يحدث ذلك ونتخلص إلى الأبد من مخاوف المستقبل المظلم الذي ينتظرنا جميعاً.
توحيد المؤسسات
* هناك جهود لتوحيد المؤسسات وزيارات متلاحقة لأعضاء الحكومة من رام الله إلى غزة.. هل تتوقعين أن تتكلل هذه الجهود بالنجاح؟
- ليس بالصورة الكبيرة، ربما يحدث بعض النجاحات هنا وهناك لمصالح مشتركة لطرفي الانقسام ليس أكثر من ذلك على المدى القريب.
* هل تقصدين أن ما يجري هو إدارة للانقسام؟
- نعم بكل تأكيد.
* وما هو الحل إذاً؟
- ثورة شاملة أو بقاء الأوضاع كما هي.. بمعنى حل حقيقي أو اللاحل.
* وهل ذلك ممكناً؟
- كل شيء وارد
هجرة غير مشروعة
* لوحظ ازدياد في حالات الهجرة غير المشروعة من غزة، هل الأوضاع السائدة هي التي دفعت هؤلاء الناس إلي ترك الوطن؟ وما خطورة ذلك؟
- أكيد طبعاً حتى البنات تريد الهجرة.. بعد سنوات لن يجد السياسيون ناساً يتسلطون عليهم.. ما قيمة الوطن دون مواطن؟ وما قيمة المواطن بلا كرامة؟.. للأسف لقد فقدناهم جميعاً في ظل الانقسام.
* ترسمين صورة قاتمة للأوضاع.. هل هي ناتجة عن إطالة عمر الانقسام أم أنها صورة حقيقية للواقع؟
- هذا ما أشعره وأستشعره من خلال احتكاكي اليومي بالناس، وقراءتي للأحداث وأعتقد أن كثيرين يوافقوني الرأي.
من سيء إلى أسوأ
* من خلال موقعك كرئيسة إحدى المؤسسات النسائية الهامة في غزة.. ما هي صورة أوضاع المرأة الفلسطينية في ظل هذا الواقع؟
- من سيء إلى أسوأ.. نحن نعيش أسوأ فتراتنا.. وضع النساء والناس جميعاً كارثي، فهناك تدهور كبير وعميق في أوضاعهن، وهناك زيادة في الطلاق وزيادة في الفقر وزيادة في الأعباء الملقاة على أكتافها، خاصة بعد الحرب الأخيرة، ومن المتوقع في ظل توقف الإعمار أن تزداد أوضاعهن تأزماً، خاصة في ظل غياب جهد رسمي حقيقي لحل مشكلات الناس، والنساء في مقدمتهن.