ما يشاع يندرج ضمن حملات التضليل الاعلامية
الجيش السوري ما زال قويا ويدير المعارك حسب خططه المعدة والمرسومة
يخوض الجيش العربي السوري معارك طاحنة على أكثر من خمسمائة موقع ضد المجموعات الارهابية التي تحمل اسماء مختلفة تحت يافطة "الدين"، وفي مقدمتها تنظيم "داعش"، الدولة الاسلامية في العراق والشام، و"جبهة النصرة" الموالية للاخوان المسلمين، و"جيش الفتح"، الذي هو خليط من مجموعات عدة، و"جيش الاسلام"، و"جيش احرار الشام"، وكذلك ما يسمى بـ "الجيش السوري الحر"، وغيرها من المجموعات والتنظيمات المسلحة المدعومة دوليا واقليميا، والتي تحارب بالوكالة عن المتآمرين على سورية.
ورغم مرور أربع سنوات كاملة، وقد مر الربع الاول من السنة الخامسة، الا ان هذا الجيش السوري ما زال قويا وصامدا، ويلحق الهزيمة بالمسلحين الارهابيين.
وفي الآونة الاخيرة، اثارت وروجت قوى الضلال والظلم العديد من الشائعات من اجل استخدامها في حربها النفسية على أبناء سورية الشرفاء، ومن بينها ان الجيش السوري "منهك"، وعلى وشك الانهيار، وان انسحاباته من بعض المناطق دليل على ضعفه، وان النظام على وشك السقوط، وغيرها من الشائعات التي تدخل في اطار الحرب النفسية من اجل كسب الحرب، ولكن حتى هذه الساعة فان قوى البغي والعدوان فشلت في اسقاط سورية، وفشلت في تحقيق اهدافها اللعينة، وخاصة تدمير سورية من اجل اضعافها، وبالتالي تكون تحت رحمة وامرة "المجتمع الدولي"، اي تابعة وليست مستقلة.. لكن هذا الدمار لسورية لن يغير شيئاً من الارادة أو العزيمة للشعب السوري بضرورة مواصلة التصدي لهؤلاء الارهابيين في هذا التحليل نحاول القاء الاضواء على حقيقة الوضع في سورية، والتأكيد على ان الاحباط هو غير موجود في القاموس الوطني السوري، وان هناك ارادة قوية في مواجهة الاعداء الارهابيين والقضاء عليهم كاملا، واعادة الاستقرار الى سورية مجدداً.
الجبهات القتالية
هناك عدة جبهات قتالية رئيسية للجيش العربي السوري واهمها:-
· لجبهة الشمالية الشرقية (منطقة الجزيرة)
· الجبهة الشمالية الغربية (محافظة حلب وتوابعها).
· الجبهة الوسطى/ تدمر ريف حماة وحمص.
· الجبهة الغربية/ جبال القلمون
· جبهة الجولان..
· الجبهة الجنوبية/ درعا
وكل جبهة من هذه الجبهات، هناك العديد من العشرات مواقع المواجهة مع الارهاب.
تكتيك عسكري
مساحة سورية كبيرة جدا، والمسلحون الارهابيون منتشرون على اوسع المناطق، ولذلك فان الجيش السوري يتبع تكتيكا معينا ومدروسا لمواجهة المسلحين، اذ لا يستطيع ان يعمل على كل الاراضي السورية بكل فاعلية وقوة. ولذلك فهو يقوم بخطوات حكيمة وهادئة، اذ يتخلى عن منطقة، أي انسحاب تكتيكي، لصالح توجيه ضربة موجعة للارهاب على جانب آخر من الحدود.
ومن أولويات الجيش العربي السوري الحفاظ على العاصمة دمشق وحمايتها من الارهاب، ولذلك فهو يخوض معارك في المناطق القريبة من دمشق، واهمها ريف دمشق الشرقي حيث يتواجد فيها تنظيم داعش. وفي الغوطة الشرقية يتكبد المسلحون خسائر فادحة جدا، ولكن لم يتم القضاء كاملا على هذا التنظيم المسيطر هناك الا وهو "داعش"! ولذلك فاننا نرى ان الجيش السوري هو الذي يقرر ما يقوم به في هذه الجبهة او تلك.
معارك القلمون
من المعارك الطاحنة والشرسة التي يخوضها الجيش السوري تلك الجارية في سلسلة جبال القلمون المحاذية للحدود اللبنانية، ويشارك في القتال الى جانب الجيش قوات من المقاومة اللبنانية وفي مقدمتها حزب الله.
وقد تم القضاء على العناصر المسلحة في حوالي 75 بالمائة من مساحة هذه المنطقة بعد السيطرة عليها. وقد تم سحق عناصر تنظيم "جبهة النصرة"، وتنظيم "داعش" على الطريق.. وهذه المعارك تحتاج الى وقت طويل، وتتم المعارك حسب المخطط لها وليس لها سقف زمني.
للانتصارات في القلمون أهمية كبيرة وانعكاسات ايجابية عديدة ومن أهمها:
1. ازالة الخطر القادم من المناطق الغربية من منطقة الحدود اللبنانية اذ ان اعدادا كبيرة من الارهابيين تواجدوا هناك بغرض تهديد العاصمة دمشق، أو اقتحامها.
2. السيطرة على الحدود مع لبنان، ووقف امدادات الدعم القادمة من لبنان لصالح هؤلاء الارهابيين، اي بمعنى آخر اغلاق الحدود مع لبنان أمام الارهابيين.
3. افشال مخطط الفصل بين لبنان وسورية.
4. افشال مخطط هروب الارهابيين الى لبنان ليعيثوا فيه دمارا، وليدخلوه في اتون عدم الاستقرار!
5. افشال مخطط اقامة "امارة" في هذه المنطقة قد تتحالف مع امارة الارهابيين في جنوب سورية، أي مع درعا، وبالتالي البدء بعملية تقسيم سورية!
6. توفير الحماية للجيش اللبناني، ومنع قيام ارهابيين بشن هجمات عليه وخاصة في منطقة عرسال وجرود عرسال.
7. قد تؤدي هذه المعارك الى الافراج عن حوالي 23 جنديا لبنانيا مختطفين منذ فترة طويلة، في تلك المنطقة!
8. هذه المعارك رد على الهجوم الشامل للتنظيمات الارهابية الموالية للغرب والمدعومة من تركيا وقطر والسعودية وتحمل اسم جيش الفتح على مناطق الشمال السوري، وخاصة على حلب وما حولها، وفي محافظة ادلب!
9. هي ضربة لهذا التحالف المعادي لسورية، ورسالة له بأن الهزيمة لجيش الفتح الذين أسسوه ويرعونه آتية عاجلاً أم آجلاً، وبالتالي فان مخطط هذا التحالف سيفشل ايضا.. وستدفع دوله الثمن الباهظ له.
أسباب مشاركة حزب الله في معارك القلمون
هناك انتقادات عديدة موجهة لحزب الله لمشاركته في المعارك داخل سورية، وخاصة المعارك التي جرت في القصير، وتجري حاليا في جبال القلمون. وهذه الانتقادات آتية من القوى المناهضة لمحور المقاومة، ولسورية ايضا.
لكن هؤلاء المنتقدين لا يريدون أن يدركوا بأن مشاركة رجال المقاومة في القتال الى جانب الجيش السوري في القلمون هي لمصلحة لبنان كما هي لمصلحة سورية، اذ ان الارهاب، اذا نجح في سورية، فان لبنان لن يسلم منه. وتنظيم "داعش" اكد في أدبياته انه يريد اقامة خلافة على ارض بلاد الشام، ولبنان جزء لا يتجزأ من هذه البلاد!
وكذلك هناك مصلحة للمقاومة في المشاركة في هذه المعارك ومنها:-
1. مساندة سورية في تصديها للارهاب الذي يهدف النيل منها لانها جزء لا يتجزأ من محور المقاومة.
2. رغبة المقاومة في دعم "ظهرها" لان سورية تشكل العمود الداعم لها.. في الامداد والدعم في اية مواجهة مع العدو الاسرائيلي.
3. الحصول على خبرة قتالية نوعية، اذ ان هذه المعارك قد تكون بديلا عن مناورات حيّة لرجال المقاومة، وهذا ما يقلق منه العدو الاسرائيلي، ويشير اليه في تقييماته لتعاظم قوة حزب الله العسكرية.
ليس حزب الله وحده
ليس مجاهدو حزب الله وحدهم الذين يقاتلون في معارك القلمون، بل ان هناك شباناً مقاومين من قوى يسارية على الساحة اللبنانية انضموا للقتال دفاعاً عن لبنان، ودفاعاً عن المقاومة وثقافتها، ودفاعاً عن الانسانية التي يعتدي عليها الارهابيون من خلال ممارسة غريزتهم غير الانسانية عبر القتل والتدمير والاجرام.
واضافة الى قوى يسارية لبنانية، فان قوى محلية تقاتل تحت يافطة الدفاع الوطني اذ ان ابناء سورية يدركون ان وطنهم يتعرض للخطر، فهم يدافعون عنه بكل ما اوتوا من قوة.
جبهات اخرى بعد القلمون
الجيش السوري يقاتل على كل الجبهات، وهو يدير المعارك حسب ما يراه مناسبا. فقد انسحب من مناطق، وسيعود اليها، اذ انه وضع في مخططاته القضاء الكامل على الارهاب في منطقة تلو أخرى مع ابقاء الاشتباكات جاربة في مناطق عديدة.
ويجب الاشارة الى ان الجيش السوري يواجه في منطقتي حلب وادلب معارك ضارية ضد "جيش الفتح"، ويحقق انتصارات ويلحق خسائر بشرية ومادية في صفوف الارهابيين.
منطقة الجزيرة والفرات
في الشمال الشرقي، وفي مناطق الحسكة والحدود مع تركيا فان قوات الدفاع الكردية وتساندها القوات السريانية الاشورية في المنطقة احرزت تقدما كبيرا اذ بعد تحرير مدينة عين العرب (كوباني)، حررت بلدة تل الابيض، وسيطرت على شريط حدودي جيد مما قد يساهم ذلك في تجفيف منابع الدعم للارهاب داخل القطر العربي السوري.. ويقال ان سيطرة الكرد على ذلك الشريط قد يعزز قيام دولة كردية في المنطقة، لكن الاكراد السوريين يقولون انهم مع سورية الدولة، وانهم يواجهون الارهاب الذي يطال سورية كلها.
ضجة حول الدروز في سورية
هناك تحذير من ان منطقة السويداء حيث يقيم فيها اكثر من نصف مليون سوري درزي قد تتعرض لهجوم من التنظيمين الارهابيين "داعش" من الشرق "وجبهة النصرة" من الغرب. لكن هؤلاء الارهابيين ما زالوا على بعد 2 كيلومتر على الاقل من حدود محافظة السويداء.
الزعيم الدرزي وليد جنبلاط، رئيس الحزب التقدمي اللبناني يحاول عبر اتصالاته مع تركيا التوصل الى اتفاق مع جبهة النصرة بعدم زج الدروز في "المعارك ضد النظام"، وانه يرى ان موقع الدروز الى جانب ما يسمى بـ "الثورة"، لانه يقف مع القوى المتآمرة على سورية. في حين أن الزعيم اللبناني الدرزي وئام وهاب وكذلك الزعيم اللبناني الدرزي طلال ارسلان طمأنا الدروز بان الجيش العربي السوري يقف مع محافظة السويداء وسيدافع عنها، وانه متواجد فيها ويقاتل الدروز الى جانبه دفاعا عن السويداء وعن الوطن. وان 27 الف شهيد من ابناء السويداء سقطوا في الدفاع عن سورية.
الضجة تآتي من نائب رئيس الوزراء، وزير التعاون الاقليمي الدرزي الاسرائيلي ايوب القرا الذي يقول ومع بعض الاصوات بأن الدروز في خطر، ويطالبون بتدخل الجيش الاسرائيلي للدفاع عنهم، وفتح الحدود للدروز الذين يفرون من المعارك، لكن قادة الدروز في سورية اكدوا انهم سيدافعون عن عرضهم وبيوتهم ووطنهم، ولن يهربوا ولن يتركوا ديارهم.
وهذه الضجة تساهم في تأجيج الطائفية في سورية، واهدافها مكشوفة وهي ضمن الحملة الاعلامية المعادية لسورية.
الرئيس الاسد باق
رغم كل التكهنات حول الوضع في سورية من قبل اعداء سورية، فان هناك اجماعاً دولياً واقليمياً وسوريا بان الدولة السورية ما زالت قوية، وان الرئيس الاسد سيبقى على رأس الحكم، ولن تتحقق بالتالي احلام من يريدون تدمير سورية.
ما زال الرئيس الاسد يقود الدولة السورية بكل هدوء وصبر وجرأة وحكمة، لان الشعب السوري يقف الى جانبه كما يقف الى جانبه ايضا الجيش السوري، وكذلك كل قوى المقاومة، وكل القوى الوطنية في العالم العربي.
حرب طويلة الأمد
الحرب على سورية طويلة الامد، والنصر في النهاية للجيش العربي السوري، اي سورية الدولة. وقد تنتهي في وقت أقل اذا تم تجفيف منابع الدعم لهؤلاء الارهابيين المنتمين لكل التنظيمات التكفيرية العديدة. وهناك مؤشرات للنصر الآتي من خلال معارك القلمون وسيطرة الاكراد على الحدود مع تركيا، وكذلك اضطرار تركيا الى تغيير سياستها الخارجية.
الجيش السوري قوي رغم ما تعرض له من خسائر، وقد ازداد قوة في الخبرة القتالية، وفي الصمود، وان ما يشاع ضده هو محاولة فاشلة للاساءة اليه. وهذا ما ستثبته الشهور القادمة.
ان معاناة سورية من الارهاب كبيرة اذ دفعت ثمنا باهظا في التصدي له، ولكن في النهاية ستنتصر وستعود اليها حالة الاستقرار.. وهذا ما يتمناه ويؤكده كل من يحب سورية ويعرف حقيقة الصمود الاسطوري للشعب السوري في وجه هذه المؤامرة الكونية الكبيرة!