المطلوب هيئة تثير قضيتهم على الساحة الدولية
"عندما بدأ الصحفي محمد القيق اضرابه عن الطعام قبل خمسين يوما، لم نجد في البداية اي تعاطف او رد فعل ايجابي او اي دعم رسمي، بل كان التفاعل من قبل اهالي الاسرى الذين شاركوننا حملتنا لاثارة قضية اعتقال القيق من دون أي مبرر، ولكن بعد مرور عشرات الايام ظهر هناك تضامن من قبل بعض الجهات الرسمية الفلسطينية". هذا ما قالته احدى قريبات الاسير القيق.
واضافت انه في بداية اعلانه الاضراب المفتوح عن الطعام، طلب بعضهم انهاء الاضراب، وآخرون قالوا انه ليست له اي جدوى.
هذا الامر يعكس تعاملنا جميعا كفلسطينيين مع اسرانا، فاذا احتدمت الحملة، واصبح لها ردود فعل دولية قبل المحلية، نبدأ بالتحرك والتضامن، وفي المشاركة في حملة التضامن، وتبرزهذه القضية على اولى صفحات وسائلنا الاعلامية.
هناك اسرى عديدون اضربوا عن الطعام، ولكن التضامن الشعبي لم يكن بالمستوى المطلوب، اذ ان هذا التضامن يعتمد على طبيعة وفاعلية واهمية الفصيل السياسي الذي ينتمي اليه. فاذا كان فصيلا قويا، فان التضامن كبيرا، واذا كان الفصيل كبيراً ولم يهتم باسيره، فان الحملة تكون متواضعة.
مهما كان التضامن قويا او ضعيفا، فان ذلك يعكس تقصيرا تجاه اسرانا لعدة أسباب ومن أهمها:-
· اتخاذ الاسرى قرارات فردية بالاضراب المفتوح عن الطعام، يعكس عدم وجود وحدة الصف داخل السجون، لان الاضراب الجماعي المفتوح عن الطعام له اهميته وردود فعله المحلية والدولية. وهذا يعكس انه ليس اهتماما بتجميع ورص صفوف اسرانا داخل سجون ومعتقلات الاحتلال. وسبب كل هذا تقصيرنا تجاههم، وعدم تشجيعهم على رص صفوفهم!
· لقد كانت هناك لجان تنسيق بين الاسرى، اين دورها في قرارات الاسرى الفردية في الاضراب المفتوح عن الطعام؟
· ما هو موقف السلطة الوطنية، وخاصة هيئة شؤون الاسرى عن مثل هذه القرارات الفردية؟ وكيف يمكن استثمارها من اجل اثارة قضية اسرانا؟
· هل الاهتمام بقضية الاسرى هو مزاجي او انتقائي او مرحلي او دوري، اذ ان هذه القضية يجب ان تكون حية في كل لحظة، وفي كل زمان.
· المعاناة التي يعيشها اسرانا يجب ان تثار في كل الاوقات من دون كلل او ملل.
· الاحكام العسكرية الجائرة بحقهم يجب الا تمر مرّ الكرام، ويجب العمل على وضع حد لصدور مثل هذه الاحكام "القضائية" الجائرة والمزاجية جدا بحق اسرانا.
· فرض الاعتقال الاداري على مئات الاسرى، وتجديده على آخرين، هو اجراء غير قانوني ولا بدّ من اثارته ايضا ليس عندما يضرب اسير، بل في كل يوم، وطرح هذه القضية امام العالم كله.
هم أسرى وليسوا سجناء
تتعامل اسرائيل مع اسرانا وكأنهم سجناء امنيون اقترفوا جرائم، ولكن هم في الواقع اسرى لانهم يناضلون ضد الاحتلال. ولذلك فان على السلطة الوطنية ان تظهر قضية "سجنائنا"، قضية اسرى وطن، وان لا نقبل بتقديمهم للمحاكمات، وعلينا ايضا اعتبار هذه المحاكمات غير قانونية. ويجب ان تكون هناك جهات قضائية تدافع عن اسرانا، وتثير قضيتهم امام العالم.
صحيح ان هناك هيئة شؤون الاسرى والمحررين، تعمل بكل اخلاص لدعم اسرانا، ولكنها بحاجة الى مزيد من الدعم.. وان يكون نشاطها ليس محصورا في الضفة والقطاع والوطن، بل يجب تشكيل هيئة فرعية دولية تابعة لهذه الهيئة تثير قضية الاسرى امام العالم، اي على الساحة الدولية من دون كلل او ملل، وكذلك يجب توفير الدعم المالي لمثل هذه الهيئة، ويكون هناك اعلاميون مختصون وخبراء في اثارة الرأي العام العالمي لصالحهم!
وهذا المطلب لا يعني التقليل مما تقدمه هيئة شؤون الاسرى، اذ ان هناك وحدات بحث ووحدات قانونية، ووحدات عديدة، ولكن الاكثر اهمية هو ابقاء هذه القضية "مثارة" في كل الاوقات وليس في وقت دون آخر.
كما ان الحملات لدعم هذا الاسير او ذاك يجب ان تتواصل، ولكن الافضل ان تكون هذه الحملات لصالح كل الاسرى، وليس لصالح اسير دون آخر، اذ ان جميع الاسرى متساوون في الحقوق، ومتساوون في التزاماتنا نحوهم!
الوحدة الوطنية مطلوبة
يجب الاعتراف بان الانقسام في الخارج قد انعكس سلبا على اسرانا في الداخل، اذ ان هناك انقساما، ولكن في نظر الوطن فان الاسرى جميعا يجب ان يكونوا موحدين، ومتحدين، وراصي صفوفهم. وكان الاسرى في السابق يلزمون الفصائل على التوحد، ورص الصفوف، ولكن للاسف في هذه الفترة انعكس وانقلب الوضع اذ ان فصائلنا نقلت الانقسام الى الداخل، وهذا ما يستغله السجان المحتل، ويبطش في اسرانا.
انطلاقاً من كل ذلك، لا بدّ من المطالبة من اسرانا ان يوحدوا صفوفهم، وان يكونوا يدا واحدة وصفا واحدا في مواجهة السجان. ومن العيب ان نقول ان اسرى هذا الفصيل اضربوا عن الطعام، واسرى الفصيل الآخر لم يشاركوا، اذ ان المطلوب توحيد الصفوف لان الاسير امام السجان المحتل هو اسير، ويتم التعامل معه من دون النظر الى انتمائه.
إن أسرانا بحاجة الى دعمنا ومؤازرتنا الفعلية.. واهم خطوة لدعمهم هي انهاء الانقسام او على الاقل منع الانقسام داخل السجون.. واسرانا ينادون ويقولون وباستمرار: "لا تنسوننا ولا تقصروا تجاهنا". ونأمل ان تكون هناك آذاناً صاغية لهذا النداء اليومي من أسرانا في سجون الاحتلال!