* معظم المواطنين أصبحوا قنابل موقوتة جاهزة للانفجار في أي وقت
* محطة توليد الكهرباء من أكبر الكوارث التي مرت على الشعب الفلسطيني في تاريخه
* فتح معبر رفح يلزمه تواجد قوات حرس الرئيس على المعبر وإدارة فلسطينية واحدة
غزة- خاص بـ"البيادر السياسي":ـ حاوره/ محمد المدهون
يزداد الواقع المعيشي في قطاع غزة سوءاً يوماً بعد يوم، نتيجة استمرار الحصار الإسرائيلي على ما يزيد عشرة أعوام متتالية وانعدام فرص العمل وتفشي البطالة، فضلاً عن الأزمات المتلاحقة التي تعصف بهذا الجزء من الوطن الفلسطيني، وما ترجم على أرض الواقع بحالات انتحار أقدم عليها شبان في ريعان العمر نتيجة الظروف القاهرة التي يمرون بها، أضف إلى ذلك استمرار الانقسام وفقدان المواطن ثقته بالأحزاب والفصائل الفلسطينية.. "البيادر السياسي" استضافت الأستاذ/ مراد غالب الريس، عضو قيادة تجمع الشخصيات الفلسطينية المستقلة، منسق العلاقات الوطنية والإسلامية، وناقشت معه آخر المستجدات على الساحة الفلسطينية في الحوار التالي.
منطقة منكوبة
غزة الجريحة لا تزال تعاني ألم الحصار وما نتج عنه من معاناة والتلويح بالعدوان.. أنتم في تجمع الشخصيات المستقلة.. كيف تنظرون الى ما آلت إليه الأوضاع في القطاع؟
- نحن في تجمع الشخصيات المستقلة برئاسة الدكتور ياسر الوادية، عضو الإطار القيادي لمنظمة التحرير ورئيس تجمع الشخصيات، ذكرنا أن قطاع غزة منطقة منكوبة وتتطلب تدخلا فوريا عاجلا من كل المجتمع الدولي والعربي أثناء عدوان 2014 وما نتج عنه من دمار للمنازل والمباني، والأضرار بقطاع الزراعة والثروة الحيوانية ودمار قطاع الصناعة والبنية التحتية والكثير من الخسائر، وسقوط الشهداء وزيادة أعداد الجرحى وأصحاب الإعاقة، فضلاً عن ارتفاع معدلات الإصابة بالسرطان وانهيار القطاع الخاص واستمرار إغلاق المعابر وارتفاع معدل البطالة من العمال والخريجين بصورة غير مسبوقة، كل هذه الظروف تنعكس بصورة سلبية على الفلسطينيين في قطاع غزة وستعمل على تعزيز الأزمة.
ملف الكهرباء
• ملف الكهرباء من الملفات الشائكة التي أرهقت كاهل المواطنين على مدار عشرة أعوام مضت.. أزمة متجددة لم تجد لها طريقاً إلى الحل.. ما هي الأسباب الحقيقية من وجهة نظركم لهذه الأزمة ؟ وما هي الحلول الممكنة؟
- أزمة الكهرباء تتحملها محطة توليد الكهرباء، وهي من أكبر الكوارث التي مرت على الشعب الفلسطيني في تاريخه، وما سببته من هلاك كبير في قطاع الصناعة والزراعة وطال كل مناحي الحياة، حتى انه أساء للمنظومة الأخلاقية، لذلك علينا أن نبحث عن مصدر آخر للطاقة نستطيع من خلاله تزويد القطاع بالكهرباء بصورة مستمرة. وهنالك بالفعل مصادر أخرى بديلة مثل الخط 161 الذي يربطنا بالجانب الإسرائيلي، والذي أظهر عدم ممانعته لربط القطاع بالكهرباء، بالإضافة للربط مع الشبكة العربية، ونحن في تجمع الشخصيات المستقلة قدمنا حلولاً، ونسعى لأن نضغط باتجاه ربط القطاع بالخط 161، وقدمنا مبادرة جاهزة للتنفيذ فوراً، لكن ظروف الانقسام السياسية تفرض نفسها، وتعطّل من حل أزمة الكهرباء التي يستفيد من استمرارها بعضاً من أصحاب المشاريع الاستثمارية.
انتحار
• شهد قطاع غزة حالات انتحار نتيجة الأوضاع السائدة.. هل تخشون ارتفاع هذه الحالات في ظل تردي الأوضاع؟
- معظم المواطنين أصبحوا قنابل موقوتة وجاهزة للانفجار في أي وقت، هنالك من أغرقته الديون، وهنالك من لا يستطيع إيفاء واجباته الأسرية، وهنالك من لا يجد عملاً، وهنالك من فقد عمله في الخارج، أو لا يستطيع العودة، لذلك على كافة الأطراف السياسية والقادرة والموجودة في موضع المسؤولية الآن أن تنتهي من هذا الانقسام، وتساعد على تشكيل حكومة فلسطينية واحدة تنهي معاناة الفلسطينيين وتوحد مؤسسات الوطن.
فرض الضرائب
• يشكو المواطنون من ازدياد في فرض الضرائب في وقت تخلو جيوبهم ولا يستطيعون توفير أدنى مقومات الحياة الكريمة لأطفالهم.. ما هي انعكاسات هذا الموضوع على الأوضاع الداخلية الفلسطينية؟
- الناس لم تعد تتحمل كل ما هو مفروض عليها بسبب استمرار الانقسام، مما يزيد من المعاناة الملقاة على كاهل الفلسطيني واستمرار سياسات الضرائب التي تطيل أمد الانقسام وكان من الأحرى السعي للحصول علي أموال فتح فرص عمل وإنتاج حقيقي يخدم الناس كل الناس وفي ظل الانقسام وإغلاق المعابر سيعمق الأزمة ولن يكون حلاً، الغالبية من الناس لا تمتلك المال الكافي لدعم معيشتهم، لذلك لا بد من مراعاة هؤلاء المواطنين ووقف الضرائب ودعم القطاع الخاص بالحلول التي تجعله يقف من جديد.
لقاءات الدوحة
• على صعيد المصالحة لقاءات عقدت في الدوحة دون نتيجة تذكر حتى اللحظة.. هل لديكم معلومات حول تقدم ما حدث في هذه الحوارات؟
- هنالك ثقة وطنية مهزوزة بين حركتي فتح وحماس نتيجة الانقسام وسنوات الاقتتال الداخلي، وفي نفس الوقت هنالك تقدم ولو طفيف داخل اجتماعات المصالحة لصالح تنفيذ بنود اتفاق القاهرة، وتهيئة العمل أمام حكومة التوافق برئاسة الدكتور رامي الحمد الله، وتكميم أفواه الإعلام السلبي الذي يسيء للمصالحة وروح الوحدة الوطنية وإيقاف التراشق الإعلامي فترة المفاوضات، أو تشكيل حكومة وحدة وطنية لها كافة الصلاحيات وتعالج قضايا الموظفين ومعبر رفح والتوظيف بما يخدم الكل الفلسطيني بعيداً عن التدخل بالشأن المصري.
معبر رفح
• انتظر المواطنون نتائج إيجابية للقاءات حركة حماس مع الجانب المصري تترجم على أرض الواقع بفتح معبر رفح، إلا أن شيئاً لم يحدث حتى اللحظة.. هل تبددت الآمال؟
- لقاءات الإخوة في حركة حماس مع الأشقاء المصريين كانت خطوة ايجابية في الطريق الصحيح، ومصر لها دور تاريخي دائم لدعم القضية الفلسطينية ورعاية اتفاق المصالحة، لكن فتح معبر رفح يلزمه تواجد قوات حرس الرئيس على المعبر، وإدارة فلسطينية واحدة بمرجعية فلسطينية واحدة. فتح معبر رفح قضية فلسطينية يتحمل مسئولية إغلاقه حركة فتح وحركة حماس.
قضايا المواطنين
• ما هي الجهود التي تبذلونها في تجمع الشخصيات المستقلة للتخفيف عن المواطنين وتبني قضاياهم؟
- نحن نعتبر أنفسنا مسئولين عن كل مواطن يتضرر من استمرار الانقسام، لأننا نشعر بالمواطن من خلال وجودنا بجانبه، وتواصلنا معه من خلال لجان تجمع الشخصيات الفلسطينية المستقلة المتواجدة في قطاع غزة والضفة الغربية والشتات، ومتابعة كافة المطالب العاجلة له وخصوصاً في قطاع غزة من الناحية الصحية، ومتابعة قضايا الاعتقالات، وعلى اتصال دائم مع عائلات شهداء الانقسام الفلسطيني، ونتبنى قضيتهم وقدمنا مقراً لتنفيذ المصالحة المجتمعية بالإضافة لتسريع إرسال الأدوية من رام الله لمخازن قطاع غزة ومتابعة أزمات شركات النظافة، والالتقاء مع سكان البيوت المدمرة وتقديم كل ما يلزم لتسريع إعمار منازلهم، وتقديم دورات مجانية للطالب الفلسطيني في المدارس والجامعات وتأهيلهم لسوق العمل، وتعزيز قدرات الخريجين والعمل على تمديد أيام فتح معبر رفح وتسهيل سفر المواطنين، ونحاول الوقوف بجانب العائلات المستورة عن طريق المساعدات الغذائية والمالية والأيام الطبية المجانية والأدوية بالتعاون مع المؤسسات وأعضاء تجمع الشخصيات المستقلة، ونحن على اتصال دائم بمعظم الوفود الدولية لتقديم كافة المقترحات والمشاريع التي تخفف وتنهي مطالب المواطنين.