"وفاء وانتماء لمجتمعنا، وخدمة لقضاياه، وحرصاً على المساهمة في اصلاح وتحسين حاضره ومستقبله، نعلن بهذا عن ميلاد وانطلاقة حزب "الوفاء والاصلاح". وهذا الحزب سياسي جماهيري غير برلماني، يستلهم مبادئه ورؤيته من منظومة القيم الحضارية الاسلامية والعربية والفلسطينية. ونحن في هذا الحزب نؤكد تمسكنا بكافة ثوابتنا الوطنية، وتصدينا لمحاولات استهدافنا، من خلال مخططات اقتلاعنا وترحيلنا من وطننا، ووقوفنا امام مشاريع تهويد القدس والاقصى. وسيعمل الحزب على خدمة المجتمع الفلسطيني في الداخل بكل أطيافه ومركباته، مع الحرص على انتساب وعضوية جميع اهلنا في الداخل اليه ومشاركتهم فيه. وشعارنا وفاء.. بناء.. انتماء".
هذا ما جاء في بيان صادر عن هذا الحزب الجديد الذي أعلن عن تأسيسه برئاسة الشيخ حسام ابو ليل، نائب رئيس الحركة الاسلامية السابق، في مؤتمر صحفي عقد في أواسط شهر نيسان المنصرم وشارك في المؤتمر عدد من الشخصيات المؤسسة له اضافة للشيخ ابو ليل. والتساؤلات التي تطرح: هل سينجح هذا الحزب؟ وما هي أهدافه ولماذا تم تأسيسه الآن؟ وما علاقته بالحركة الاسلامية؟ هل هو حركة أو حزب أو تيار؟ وهل جاء لاملاء فراغ ما في المجتمع الفلسطيني في الداخل؟
هذه التساؤلات مشروعة، وهذا التحليل الموضوعي يحاول الاجابة على اكبر قدر منها!
التوقيت مهم
جاء توقيت اعلان هذا الحزب بعد اعلان دولة اسرائيل ان الحركة الاسلامية خارجة عن القانون، ويعني ان هناك من رأوا ان هذا هو الوقت المناسب لكسب عضوية اكبر من الذين يؤيدون هذه الحركة التي اصبحت خارج القانون. وانها ستملأ فراغاً اجتماعياً ما.. وركّز الحزب على انه سيهتم بالقضايا الاجتماعية، وسيضع تحت مظلته جميع الذين يعارضون المشاركة في انتخابات الكنيست الاسرائيلي.
اوجه التشابه مع الحركة الاسلامية
هناك اوجه لتشابه الحزب الجديد مع الحركة الاسلامية المحظورة، ويمكن حصرها في الآتي:
· مقاطعة الانتخابات الاسرائيلية.
· مؤسسوه هم من كانوا اعضاء في الحركة الاسلامية/ الجناح الشمالي، او من المتعاطفين مع التيار الديني الاسلامي.
· التركيز على الخدمات الاجتماعية التي ستقدم لابناء المجتمع من كافة فئاته ومركباته.
· دفاعه عن الاقصى، ومواجهته لمشاريع الترحيل.
· اقتصار عمل هذا الحزب على الداخل الفلسطيني، اي داخل الخط الاخضر، اي انه لن يقبل أعضاء من فلسطينيي الاراضي المحتلة في حزيران 1967.
أوجه الاختلاف مع الحركة الاسلامية
هناك في المقابل اوجه اختلاف مع الحركة الاسلامية المحظورة رسميا ومن أهمها:-
· هذا حزب وليس حركة كما جاء في البيان.
· يضم في عضويته نساء ايضا اذ ان السيدة هبة عواودة هي من المؤسسين للحزب.
· حسب البيان، فان الحزب وطني، وليس حزباً اسلامياً، أو دينياً.
· اهتمام هذا الحزب بشؤون وقضايا عديدة ومن أهمها: قضايا الشباب والمرأة في المجتمع الفلسطيني.
· اهتمامه بالقضايا الاجتماعية والدفاع عن حقوق ابناء الشعب الفلسطيني الاجتماعية، أكثر من اهتمامه بالقضايا السياسية.
· العضوية مفتوحة امام جميع اطياف ومركبات المجتمع الفلسطيني، اي انه قد يضم نساء، ومن اديان مختلفة حسب البيان. "هذا الحزب ليس نسخة عن الحركة الاسلامية الشمالية كما يحاول البعض أن يروج، بل هو حزب جديد ومستقل لا علاقة للحركة الاسلامية به"، هذا ما قاله الشيخ كمال الخطيب ، نائب رئيس الحركة الشمالية.
علامات استفهام
هناك علامات استفهام حول توقيت تشكيل هذا الحزب. ومن بين هذه التساؤلات أو علامات الاستفهام التي طرحها عدد من المراقبين والشخصيات داخل الخط الاخضر:-
· هل تشكيل الحزب هو التفاف على قرار السلطات الاسرائيلية اخراج الحركة الاسلامية عن القانون، اذ ان هذا ما جرى في تركيا وفي العديد من الدول عندما يتم اخراج حركة عن القانون، فيتم تشكيل جسم جديد بديل سرياً ومستقل رسميا عن الحركة التي اصبحت محظورة!
· هل سيقوم الحزب بادارة نفس المؤسسات، ولكن باسماء جديدة، التي كانت تابعة للحركة الاسلامية، لملء الفراغ الاجتماعي؟ هل سيجد هذا الحزب دعما جماهيريا.
· هل ستمنح السلطات الاسرائيلية الاذن بتشكيل هكذا حزب.
· هل ستكون هناك علاقات سرية بين قادة الحزب والحركة الاسلامية المحظورة!
· من سيمول هذا الحزب! هناك من يقول ان الحزب سيعتمد على التبرعات والاشتراكات.. فهل هذا كاف ام ان الحزب سيستخدم يافطة "الدفاع عن الاقصى" للحصول على هذا الدعم!
· ما هو موقف الاحزاب السياسية الاخرى العاملة في الداخل.. هناك من سيرحب بهذا الحزب لانه لن يكون منافساً له في الانتخابات البرلمانية. وهناك من سيعارضه لانه متخوف في ان يشجع هذا الحزب مقاطعة الانتخابات البرلمانية وبالتالي يؤثر عليه!
في انتظار التفاعل الجماهيري
يقول محمد بركة، رئيس لجنة المتابعة العربية العليا، ان مؤسسي الحزب من الشخصيات الوطنية التي تسعى لخدمة المجتمع. واعلن عن دعمه للحزب.. ولكن لا بد من انتظار عقد المؤتمر الجماهيري لمعرفة تفاعل الشارع معه، ولمعرفة حقيقة الحزب على ارض الواقع مع التمنيات بان ينجح هذا الحزب، وكل الاحزاب في خدمة المجتمع الفلسطيني في الداخل بكامل أطيافه وفئاته وانتماءاته!