سامية ابنة 13 عاما..
عرضت في سوق "السبايا"
تعرضت للتعذيب والاغتصاب
على مدار ستة شهور وهي في اسر تنظيم "داعش"
تحت عنوان "انعاش اليزيدية"، كتب كينيث باندلر، مدير دائرة العلاقات العامة في "اللجنة اليهودية الاميركية، ومقرها نيويورك/ اميركا، مقالا نشر في صحيفة الجروسالم بوست الصادرة باللغة الانجليزية يوم 7/6/2016 حول شهادة طفلة، أو قاصرة عراقية يزيدية قدمتها أمام 400 من المشاركين في احتفال منحها جائزة "صوت الضمير" من قبل اللجنة اليهودية الاميركية. وفيما يأتي أهم ما جاء في الشهادة، وما دعا اليه الكاتب نفسه تعليقاً على هذه الشهادة:-
سامية سليمان تبلغ من العمر الآن 15 عاماً، هي يزيدية من أقلية دينية يبلغ عددها 500 ألف نسمة، وقد تم تهجير ثلث هذه الاقلية من شمال العراق بعد أن قام تنظيم "داعش" بالسيطرة على المنطقة في العام 2014، أي على 40 بالمائة من شمال العراق. وقد وصلت سامية الى نيويورك والى مكاتب اللجنة اليهودية الاميركية حيث تم منحها شهادة "صوت الضمير" لهذا العام في احتفال كبير شارك فيه 400 من كبار الشخصيات المدعوين اليه. وقد قدمت شهادتها باللغة الكردية حيث قام مترجم بترجمة مباشرة لما قدمته من شهادة جريئة شجاعة امام هذا العدد الكبير من الحاضرين.
قالت سامية: اعتبرونا من غنائم الحرب بسبب معتقدنا الديني. وعندما احتل التنظيم المناطق التي يقطن فيها اليزيديون قام هذا التنظيم وبالقوة بفصل الرجال عن النساء. وتم منح الرجال خيارين اما اعتناق الاسلام، أو الموت. وقد جُرّت وسحبت سامية (13 عاما في ذلك الوقت) من بين جدتها التي تلقت ضربة قوية على الرأس، ومنذ ذلك الوقت لم تعرف شيئاً عنها.
"كنت ابلغ 13 عاماً من العمر وقد أخذن كسبايا، وكانت معي فتيات أطفال في سن 7 و8 سنوات حاولت الانتحار، ولكني لم أنجح. ووضعت في الاسر وتم عرض الفتيات أمام رجال التنظيم، وقد اشتراني احدهم بعد ثلاثة من قبله اذ كان البيع بالمزاد".
انتقل الرجل المقاتل الرابع مع عائلته الى الموصل. لقد تعرضت للتعذيب والاغتصاب المتواصل. وقد شعرت أني أسيرة في مدينة كبيرة واسعة وليست اسيرة في مكان معزول ومراقب جيدا. ارتدت ثياب ولد، وخرجت من البيت، وكان حظها انها اشارت لسيارة عمومية للوقوف، واوقف السائق سيارته وطلبت مساعدته، وقام هذا السائق باجراء سلسلة من الاتصالات. لقد بقيت في الاسر مدة ستة شهور أعيش معاملة قاسية جدا".
بمساعدة الحكومة الالمانية والمنظمات غير الحكومية تعيش في المانيا 1100 امرأة يزيدية بأمان، وبدأن باعادة بناء الحياة. وبالصدفة التقت سامية مع والدتها، ولم تعرف طريقة هروبها. ولا تعلم حتى الآن مصير والدها وشقيقها وعمها؟
تنظيم "داعش" اسر 5800 امرأة واعتبرهن سبايا، وقد استطاعت 2800 منهن الهروب، وفي الغالب الى مخيمات اللاجئين في شمال العراق. ولا يعرف حتى الآن اذا الحكومة العراقية، أو السلطات الكردية توفر الحماية الحقيقية لهن.
التاريخ يعيد نفسه، لقد تعرضت اقليات عديدة للمجازر، ولاقت ردود فعل، ولكن لم يصدر أي بيان رسمي من الأمم المتحدة أو من دول في العالم يدين المجازر والمآسي التي تعرضت هذه الاقلية اليزيدية.
سامية انهت حديثها بالقول: "ما حدث لليزيديين هي مذبحة. وعلى العالم مساعدة اليزيديين، ومعاقبة الذين ارتكبوا جرائم ضدنا، وانقاذ اولئك الذين هم في الاسر، وخاصة الاطفال والنساء".
وأنهى الكاتب مقاله بالقول: ان اليزيديين في انتظار تلبية هذا النداء.