محاولة تشكيل شبكة أمان دولية لمنع صدور قرارات
دولية مناوئة للممارسات الاسرائيلية
قام رئيس وزراء اسرائيل بنيامين نتنياهو بزيارة أربع دول افريقية اوائل شهر تموز الجاري، وشارك في قمة افريقية اسرائيلية عقدت في اوغندا حضرها رؤساء ست دول افريقية اضافة الى وزير خارجية تنزانيا. الجولة استمرت خمسة ايام كاملة بدأها صباح 4 تموز 2011 وانتهت صباح الجمعة الموافقة 8 تموز 2016. والدول التي زارها هي اوغندا، كينيا، رواندا واثيوبيا، وهي دول تشرف على منابع نهر النيل. وهذه هي الزيارة الاولى لرئيس وزراء اسرائيل الى افريقيا منذ 29 عاماً اذ كانت زيارة اسحاق شامير لاربع دول افريقية في العام 1987.
أهداف الزيارة
هناك عدة أهداف لهذه الجولة الافريقية منها المعلنة، ومنها غير المعلنة.
فالاهداف المعلنة تتمثل في الآتي:
· تعزيز العلاقات الاسرائيلية الثنائية مع كل من هذه الدول، وخاصة في مجالات الاقتصاد والزراعة والتجارة والسياسة أيضاً.
· عودة اسرائيل الى عضوية الاتحاد الافريقي بصفة مراقب كما هو حال عضوية فلسطينيين في الاتحاد. وقد كانت اسرائيل عضوا لكنها طردت منه عام 2002 بفضل جهود ومساعي الرئيس الليبي معمر القذافي.
· الحصول على دعم دول افريقيا للمواقف الاسرائيلية، وخاصة فيما يتعلق بالصراع الفلسطيني الاسرائيلي. وخاصة أن اثيوبيا ستصبح عضوا غير دائم في مجلس الامن. وكانت الدول الافريقية، وفي شهر ايلول المنصرم، منعت صدور قرار أممي باجبار اسرائيل على وضع منشآتها النووية تحت اشراف دولي.
أما الأهداف غير المعلنة فتتمثل بالآتي:
1. التعاون بين هذه الدول لمحاربة الارهاب، أي أن اسرائيل ستوفر حماية لهذه الدول من خلال تزويدها بالسلاح، والخبرات العسكرية، وبالتالي ستؤمن تصدير السلاح الاسرائيلي الى افريقيا، وهو سوق ليس بصغير.
2. ممارسة ضغط على مصر من خلال نهر النيل، فاثيوبيا تخطط لاقامة سد النهضة الكبير، وستكون هناك سدود اخرى مستقبلا.
3. تكون اسرائيل هي الدولة المسيطرة على افريقيا، وبالتالي تكون دول افريقيا داعمة لاسرائيل اعتماداً على نفوذها في اميركا، وفي العديد من المؤسسات الدولية. وتكون هذه الدول مؤيدة للمواقف الاسرائيلية في المحافل الدولية، وستشكل شبكة أمان لدولة اسرائيل تمنع صدور قرارات دولية مناوئة لها.
أي أن الهدف الاساسي والجوهري من هذه الجولة الافريقية هو منع عزل اسرائيل سياسيا، والحصول على دعم من دول العالم الثالث لها، هذه الدول التي كانت تقف الى جانب الحق العربي، واليوم تقف الى جانب مصالحها، أي الى جانب اسرائيل.
جولات قادمة
لقد كانت هذه الجولة ناجحة من وجهة نظر اسرائيلية، وقد غطاها الاعلام الاسرائيلي وطبّل وزمّر لها كثيراً. وادعت مصادر عديدة أن نتنياهو يخطط لجولتين أخريين، احداهما الى كل من اذربيجان وكازاخستان في الربيع القادم من اجل تطوير العلاقات معها، وخاصة انهما يزودان اسرائيل بالنفط، كما ان لاذربيجان حدودا مع ايران. اضافة الى ان كازاخستان ستصبح عضوا غير دائم في مجلس الامن الدولي في نهاية العام الحالي.
اما الجولة الثانية فقد تكون نحو دول افريقيا الغربية للقاء رؤساء توجو، غينيا، ليبيريا، وبينين. في تلك المنطقة، وهدف الجولة لن يختلف عن اهداف جولته في دول منابع النيل، والمتوقع ان تتم هذه الزيارة أيضاً قبل نهاية العام الحالي أو اوائل العام القادم؟
أهداف داخلية
لقد سعى نتنياهو الى تحقيق أهداف على الساحة الاسرائيلية الداخلية من خلال تسجيل نقاط لصالحه بانه عزز العلاقات مع افريقيا وانه يحقق انجازات لم يحققها كثيرون منذ عقود عديدة ويحاول ايضاً "تلميع" اسمه من خلال القول انه شقيق عقيد في الجيش الاسرائيلي، يونثان نتنياهو، الذي قاد عملية عسكرية في مطار عنتيبي الاوغندي في 6 تموز 1976، وقتل فيها ولكن تم انقاذ 100 اسرائيلي كانوا رهائن بعد اختطاف طائرة "اير فرانس".
ولا شك أن الاضواء الاسرائيلية سلطت على هذه الجولة، والى حد كبير غطت على بعض الشبهات التي تحوم حول اقترافه اخطاء وامكانية التحقيق معه!
أي انه استطاع ان يقول للاسرائيليين انه زعيم قوي لا منافس له، وانه يحقق انجازات.. ولا تصدقوا ما يشاع عنه من اتهامات حول فساد في مكتبه أو في منزله!