حملة تضامن واسعة مع الاسير بلال كايد
لا يملك الاسير الفلسطيني أي سلاح لمواجهة ظلم السجان الاسرائيلي، وتعامله الفظ معه سوى الصمود والصبر، والامعاء الخاوية من خلال الاضراب عن الطعام، ليس اضرابا محدودا، بل اضرابا مفتوحا يستمر لاسابيع وشهور، كما هو الحال مع الاسير بلال كايد الذي دخل الشهر الثالث وهو مضرب عن الطعام، وتدهورت صحته، ونقل الى المستشفى لتلقي العلاج، وما زال مصرا على الاضراب لحين تلبية طلبه بالافراج عنه، وكذلك بوقف الاعتقال الاداري الممارس ضد الاسرى الفلسطينيين، هذا الاعتقال السياسي الممارس بعد ان لا تثبت ضد الاسير أي تهمة تستطيع سلطات الاحتلال محاكمته ومقاضاته عسكريا عليها.
الاسير كايد لم يكن الاول في استخدام امعائه الخاوية لمواجهة ظلم السجان، فقد سبقه عدد من الاسرى الذين حققوا انجازا بالافراج عنهم او عدم تجديد اعتقالهم الاداري.
في البداية لم يحظ الاسير كايد تضامنا بالشكل المطلوب، ولكن بعد مرور شهر بدأت حملات التضامن معه بصورة واسعة شملت اعتصامات ومسيرات ومهرجانات تضامنية في مختلف مدن الضفة الغربية، وفي غزة ايضا. وتم توجيه نداءات ومناشدات للهيئات والمؤسسات الدولية والحقوقية التي تعنى بشؤون الاسرى بالتحرك لدى السلطات الاسرائيلية المحتلة للافراج عن الاسير كايد، وكذلك لتحسين معاملة سلطة السجون للاسرى جميعا. لكن سلطات الاحتلال لا تصغي الى كل هذه الحملات التضامنية حتى الآن، وقد اجلت المحكمة العليا الاسرائيلية النظر في قضية الاسير كايد الى شهر تشرين الاول القادم. وهذا التأجيل يوفر الوقت حتى يخسر كايد حياته اذا استمر في اضرابه عن الطعام، ويوفر الوقت لسلطات السجون ممارسة "التغذية القسرية" استناداً لقانون اقرته الكنيست الاسرائيلي قبل فترة قصيرة!
الاسرى يتضامنون مع كايد
وقد تضامن حوالي مائة اسير في سجون الاحتلال ينتمون في غالبيتهم للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين مع الاسير كايد اذ بدأوا اضرابا مفتوحا عن الطعام اعتبارا من يوم الاحد 7 آب الجاري، وفي مقدمتهم الاسير القائد احمد سعدات، الامين العام للجبهة الشعبية، وقد تدهورت صحة عدد منهم وتم نقلهم الى المستشفى، وخاصة برزيلاي في وسط اسرائيل. وقرر سعدات، نتيجة تدهور صحته لانه يعاني من امراض عدة التوقف عن الاضراب المفتوح عن الطعام.
بالطبع هناك غليان في سجون الاحتلال اذ ان جميع الاسرى يقفون الى جانب زميلهم الاسير كايد، ولكن هناك من لا يستطيع اعلان الاضراب المفتوح نتيجة اوضاعه الصحية، كما ان اثار الانقسام الفلسطيني السلبية انتقلت الى داخل السجون، اذ انه من المطلوب ان يكون التضامن مع كايد شاملا، ومن كل الاسرى بالرغم من انتماءاتهم الفصائلية، لان نضال كايد هو لصالح جميع الاسرى، وخاصة المعتقلين اداريا، فأي انجاز له سيعتبر انجازا للحركة الاسيرة. وابناء شعبنا الفلسطيني بمختلف ميوله السياسية، وحتى الذين يعتبرون انفسهم مستقلين، يقفون الى جانب نضال أي اسير فلسطيني، لان الاسير لم يناضل من اجل فصيله، بل من اجل الوطن كله وابنائه جميعا. ويدفع ثمن تضحياته ونضاله ايضا من اجل الوطن اولاً واخيراً.
اجراءات احتلالية قمعية
لم تعجب السلطات المحتلة حملات التضامن المحلية والعربية والدولية مع الاسير كايد وبقية الاسرى القابعين في سجون الاحتلال الاسرائيلي، ولم تعجبها حملة التضامن داخل السجون باعلان اسرى الاضراب المفتوح عن الطعام، فقامت باتخاذ اجراءات انتقامية قمعية ظناً منها انها تستطيع وضع حد لهذا التضامن، أو لمعركة الامعاء الخاوية ضد السجان الظالم الاسرائيلي. ومن بين هذه الاجراءات القمعية:-
· قيام سلطات السجون بعمليات اقتحامات لاقسام عديدة من السجون، تم خلالها تفتيش هذه الاقسام بصورة دقيقة مع اعتداءات جسدية على الاسرى المتواجدين فيها.
· نقل الاسرى من سجن الى آخر من اجل منع التعاضد، اذ ان سلطة السجون تعتقد بان ابعاد الاسرى عن بعضهم بعضا قد يضعف أي تحرك مشترك.
· الانتقام من القياديين الاسرى بوضعهم داخل زنازين العزل ظنا ان هذا الاجراء سيمنع تفاقم الوضع داخل أي سجن، مع انه يزيده توترا وغليانا.
· قيام سلطة السجون بمنع زيارات الاهل للمضربين عن الطعام أو للمتضامنين مع الاسير كايد.
اليمين المتطرف يدعم القمع
اليمين الاسرائيلي يدعم اجراءات سلطات الاحتلال القمعية بحق اسرانا، وبحق ابناء شعبنا، فهو يطالب بتطبيق سياسة "الاعدام" بحق اسرانا، وكذلك يطالب بمزيد من القمع للاسرى واهاليهم.
وانعكس هذا الموقف عندما قامت مجموعة من المتطرفين اليمينيين الاسرائيليين بالاعتداء على المتضامنين الفلسطينيين مع الاسرى المرضى المضربين عن الطعام امام مستشفى برزيلاي في عسقلان، ووقوع اشتباكات بين الطرفين، وتدخل الشرطة الاسرائيلية لفك الشجار، واعتقال المتضامنين الفلسطينيين المعتدى عليهم.. مما يعني ان سلطات الاحتلال تساير اليمين الاسرائيلي لانه الحاكم اليوم في اسرائيل.
وماذا بعد؟
سؤال يطرح: ماذا بعد؟ والجواب ليس هناك سوى العمل تضامنا مع جميع الاسرى، وان يكون العمل متواصلا وليس موسميا ومتقطعاً لان قضية الاسرى لا بدّ ان تكون اولى قضايا اهتمام شعبنا وقيادته.. ولا بدّ من استمرار حملات التضامن ليس في المناطق الفلسطينية بل في كل انحاء العالم.. ويجب ان تكون تحركاتنا بالمستوى المطلوب والمرغوب فيه.