المتغيرات في العالم تجاه الارهاب
هي لصالح الحق ضد الباطل
"حلب" مدينة البطولات والصمود والشموخ والعزة والكرامة، "حلب" المدينة التي سيكتب التاريخ عن كل ما قدمته من تضحيات في مواجهة "الارهاب" لسنوات طوال. هذه المدينة عاصمة سورية الثانية، وعاصمة الاقتصاد السوري تقرر مصير الشرق الاوسط لان المعارك الجارية فيها وحولها، هي معارك ذات أهداف استراتيجية. والجيش العربي السوري وحلفاؤه يخوضون اشد المعارك في صد الارهابيين، وطردهم من هذه المدينة بعد ان عاثوا في اجزاء كبيرة منها دمارا وفسادا وقرفاً تحت شعارات دينية وبممارسات قذرة بعيدة كل البعد عن الاخلاق والدين.
"حلب" ستنتصر على الاعداء في القريب العاجل لان الدولة السورية قررت انهاء ما يعانيه ابناؤها من ظلم المسلحين الارهابيين الذين يطلقون على انفسهم، او يطلق عليهم من اسيادهم بأنهم معارضون معتدلون.. فأين هو هذا الاعتدال الذي يقتل العشرات من المدنيين بقذائف ماكرة حاقدة، وأين هي هذه المعارضة التي تدمر شعبها ووطنها.. انها ليست معارضة، انها فئة مأجورة ومرتزقة ومضللة لا تخدم سوى اعداء سورية، واعداء الوطن العربي، ولا تهدف الا لتدمير سورية بأبشع واقذر واوسخ الطرق الدنيئة المعتمدة على القتل والذبح والنحر بصورة وحشية خسيسة.
المعارك في جنوب شرق حلب
المعارك الطاحنة ما زالت تدور في منطقة جنوب شرق حلب منذ حوالي الاسبوعين او اكثر، واستطاع الجيش العربي السوري ان يطرد الارهابيين من منطقة تتواجد فيها كليات المدفعية والتسليح، وقتل في هذه المعارك اكثر من سبعمائة ارهابي واصيب حوالي 1300 ارهابي. ولكن الارهابيين هجموا من جديد بأسلحة متطورة وآليات كبيرة عسكرية على هذه المنطقة باعداد كبيرة جدا، واحتلوا المنطقة في محاولة يائسة لكسر طوق الجيش السوري على شرق المدينة، والذي يتواجد في هذا الجزء اعداد كبيرة من المسلحين.
وبعد صد بطولي لهذا الهجوم استطاع الجيش السوري ان يمنع احداث أي ثغرة في الحصار، وبعد ايام معدودة حقق الجيش السوري انجازا كبيرا في محاصرة هؤلاء الارهابيين من خلال قطع خطوط الامداد لهم، وبدأ في عملية تصفيتهم.
الارهابيون المتواجدون في منطقة حلب هم تحت امرة تنظيم جبهة النصرة المدعوم من قبل تركيا وقطر. وهناك مجموعات ارهابية عديدة تقاتل في هذه المنطقة. وتركيا لا تريد ان يخسر هؤلاء الارهابيون المعركة في حلب، لان هزيمتهم تعني هزيمة مشاريع اعداء سورية، وتعني انتصار سورية الدولة والشعب على المؤامرة التي تتعرض لها منذ 15/3/2011، وتعني بدء عملية طرد هؤلاء القتلة عن جميع الاراضي السورية للعودة الى الاستقرار الذي يحن اليه كل ابناء سورية، وينتظرونه منذ سنوات.
عوامل انتصار الجيش السوري
قد يدعي المضللون والمتآمرون على سورية بان معركة "حلب" طويلة، ولن يكون فيها لا خاسر ولا منتصر، لان الدعم المالي والسلاحي للارهابيين متواصل، كذلك ضخ الارهابيين الى هذه المنطقة متواصل وبالآلاف، ولربما عشرات الآلاف من القتلة المرتزقة الاتين من دول عديدة تنفيذا لاوامر اسيادهم ومموليهم.
ولكن الواقع يقول ان هذه المعركة لن تطول لسنوات، بل لعدة اسابيع، وسينتصر فيها الجيش العربي السوري وحلفاؤه لان هناك العديد من العوامل تؤكد ان الكفة ستكون لصالح هذا الجيش، ومن هذه العوامل:-
· الجيش السوري يعرف المنطقة جيدا، ولذلك فان تخطيطه العسكري لمواجهة هؤلاء الارهابيين سيكون نوعيا وحاسما، في حين ان من يقاتل من الارهابيين لا يعرفون المنطقة، ويقاتلون على ارض الغير.
· الجيش السوري قوي اذ ازداد خبرة وقوة في تصديه للارهاب على اكثر من اربعة الاف موقع مواجهة، وبالتالي يمتاز بقتاله النوعي.
· الجيش السوري وحلفاؤه تتم مؤازرتهم بسلاح الجو السوري وكذلك الروسي. والطيران الحربي يدك مواقع الارهابيين، ويقصف مقارهم الخلفية، وكذلك تحركاتهم، ويلحق بهم خسائر كبيرة.
· غالبية الشعب السوري في تلك المنطقة هم مع دولتهم، ويوفرون المعلومات لدولتهم تساعد في رصد تحرك هؤلاء الارهابيين على ارض الواقع. كما ان ابناء تلك المناطق لا يترددون في القتال الى جانب جيشهم ضد الارهابيين لانهم ضاقوا ذرعا بأعمالهم واجراءاتهم وتصرفاتهم الوحشية.
· الوضع في تركيا قد يتغير لان هناك مساع واتصالات لتغيير الموقف التركي بخصوص سورية. وهناك توقع بان الرئيس اردوغان مضطر للتنازل مقابل عدم قيام دولة كردية تكون مقدمة لتقسيم تركيا قبل سورية.
· بدأ العالم يتغير في تقييمه للوضع في سورية، واخذ يدرك ان هناك ارهابا، وان الجيش السوري الوحيد بدعم من حلفائه يحارب الارهاب ويتصدى له، وهو المؤهل بالفعل لذلك، وهذا التغيّر سيجبر تركيا على اغلاق الحدود، ومنع ضخ ارهابيين الى سورية، وبالتالي تجفيف منابع الدعم لهم.
· هناك تصميم سوري روسي ايراني على تحقيق الهزيمة للارهابيين، ولا قبول بوجود ارهابي واحد في سورية، ولن يُسمح للارهابيين باستمرار المعارك، فلا بدّ من القضاء عليهم.
· فشل الاميركيون في الفصل بين المعارضة المعتدلة والارهاب، وهذا منح الفرصة لروسيا باستخدام سلاح الجو لمواجهة الارهابيين مهما كانت اسماؤهم ومصادر تمويلهم!
كل ما ذكر سابقا يؤكد ان القتال سيكون لصالح الجيش العربي السوري، ناهيك عن تقارير تصدر عن معاهد ومؤسسات دولية تكشف للعالم حجم وعدد الارهابيين. ومن بين هذه، معهد الماني "Filiti" أصدر معلومات مخيفة عن عدد الارهابيين الذي دخلوا سورية عبر الاراضي التركية خلال 4 سنوات، اذ قال ان عددهم هو 360 الف مسلح وارهابي، كلهم اتوا من اكثر من 93 دولة. وان اكثر من 120 الف منهم قتلوا على يد القوات السورية، وان عددا منهم عادوا الى بلادهم وخاصة الى اوروبا. وان بعضهم هم مختفون بين المهاجرين أو اللاجئين السوريين الذين وصلوا الى اوروبا.
وقال التقرير: اعداد كبيرة من تركيا والسعودية وافغانستان والشيشان وصلت الى سورية، وحاربت الى جانب التنظيمات الارهابية.
هذا الكم الكبير من الارهابيين الذين قاتلوا ويقاتلون في سورية يؤكد بشكل لا يقبل الشك بأن سورية تتعرض لمؤامرة كبيرة، وهذا ما أعلنته منذ اكثر من خمس سنوات الا ان العالم كان مضللا، وجزءا منها كان يُضلل عبر الماكنة الاعلامية الجبارة.
وهناك عامل مهم لا بدّ من ذكره، وهو اقتناع العالم بضرورة التصدي للارهاب في سورية والعراق لانه قد ينتقل الى العالم، وهذا ما تم في فرنسا وبلجيكا، واميركا (والحبل على الجرار). واصدر مجلس الامن عدة قرارات لتجفيف منابع الدعم، ولا بدّ من ان تطبق هذه القرارات.
تفتت الارهابيين من داخلهم
اضافة الى ما ذكر من عوامل ترجح توقع نجاح الجيش العربي السوري في القضاء على الارهاب، هناك عامل داخل المجموعات الارهابية وهو الخلافات والاقتتال فيما بينها، وترك بعض الموالين لها القتال الى جانبها، وتسليم نفسه للسلطات الرسمية في سورية. وتعود الخلافات الى عدة اسباب ومنها:-
- الصراع على زعامة وقيادة هذه المجموعة او تلك، وكذلك على من يكون زعيما لكل المجموعات.
- اوامر عدة وتعليمات مختلفة تأتي من اكثر من جهة اذ ان ولاء هذه المجموعات للعديد من الدول.
- هناك خلافات بين السوري الذي ضـُلل وهؤلاء الارهابيين.
- الاتهامات المتبادلة عن المسؤولية في خسارة اية معركة اذ تقوم مجموعة باتهام اخرى بالتخاذل أو التواطؤ او الخيانة، ويقع القتال بين هذه المجموعات.
قرار حكيم وشجاع
اصدر الرئيس الدكتور بشار الاسد مرسوما يتم فيه اعفاء أي مقاتل اذا سلم سلاحه وتوقف عن القتال. هذا المرسوم ادى الى قيام تسعة الاف مقاتل سوري تسليم سلاحه، والحصول على الاعفاء. وهذا يضعف التيارات والمجموعات الارهابية التي تفقد الدعم الداخلي من سورية. وهذا القرار ادى الى اعطاء الفرصة لمن تم تضليله للعودة الى وعيه ورشده، والكف عن المشاركة في تدمير الوطن.
وهذا القرار مرتبط باجراءات واتصالات المصالحة التي تجري في العديد من المواقع في سورية اذ ان كثيرين يعودون الى احضان الوطن بعد ان يكتشفوا بانهم خدعوا، وانهم ساروا على الدرب الخاطىء. وهناك معلومات بان هذه المصالحة تحققت في المئات من البلدات والقرى والمدن السورية. وهذه المصالحات تضعف التنظيمات الارهابية، وكذلك تصفع الذين يقولون ويدعون ويروجون ان "المقاتلين" هم سوريون، وهم معارضون. وتؤكد لهم هذه المصالحات ان من يقاتل في سورية هم ارهابيون قتلة جاءوا من الخارج، كما اكدت ذلك مصادر عديدة استخبارية وغير استخبارية.
انتصارات الجيش السوري كثيرة
عند الحديث عن حلب، لا يعني ذلك ان الجيش السوري يقاتل ويخوض معارك في حلب وحدها، بل يخوض معارك ويحقق انتصارات على مختلف الجبهات.
فهو يقاتل في ادلب، وفي ريف اللاذقية، وفي ريف دمشق، وفي منطقة الجزيرة في شمال سورية، وفي دير الزور والرقة.. وغيرها.. أي انه يحقق انتصارات في مختلف المواقع، ويلحق الخسائر البشرية والمادية الكبيرة بالارهابيين. وهذه الانتصارات تؤكد ان نصر سورية على الارهاب آت لا محالة وانه قريب، مع ان الجهات المعادية والمتآمرة حريصة على اطالة امد هذه المعارك بهدف استنزاف قوة سورية العسكرية، وبالتالي اضعاف الدولة السورية، أي اضعاف محور المقاومة لان سورية عضو فعال ورئيس في هذا المحور.
حذار من الاعلام المضلل
في الآونة الاخيرة عادت قنوات دعم القتل والارهاب والتضليل الى بث سمومها من خلال نشر اخبار ومعلومات كاذبة، وعارية عن الصحة، وخاصة عما يجري في سورية من معارك. ومن يتابع هذه القنوات يظن ان الارهاب سيطر على "حلب" كلها في حين انه على ارض الواقع مُني بخسائر كبيرة.
هذا الاعلام هو سلاح داعم للارهابيين، سلاح الحرب النفسية، وقد كُشف امر هذا الاعلام. ولا بدّ ان يحاسب التاريخ هذه القنوات ومالكيها والعاملين فيها، ولا بدّ ايضا ان تجبر الشعوب هذه القنوات على دفع الثمن لهذا الدور القذر الذي تلعبه في دعم الارهاب، وفي تدمير العالم العربي.
حقيقة الوضع اصبحت واضحة وجلية.. وما يجري في الميدان هو الواقع.. ولا احد يستطيع التغطية على هذا الواقع لفترة طويلة لان الحقيقة ستظهر، وستخرس عندها الاصوات المضللة والمتآمرة!