المطلوب توحيد الصفوف واجراؤها
في أجواء نقية
بعد أن قررت محكمة العدل العليا الفلسطينية السماح لاجراء انتخابات المجالس المحلية في الضفة دون القطاع، ودون مدينة القدس، في جلسة عقدتها يوم الاثنين الموافق 3 تشرين الاول الجاري، قرر مجلس الوزراء الفلسطيني برئاسة رامي الحمد الله، وعقب استشارة الرئيس محمود عباس، تأجيل اجراء الانتخابات لمدة 4 شهور كاملة. وكانت لجنة الانتخابات المركزية قد أوصت الرئيس عباس، بعد قرار محكمة العدل العليا، بتأجيل الانتخابات لستة شهور كاملة، بيد أن مجلس الوزراء اجلها لاربعة شهور لتجري في أوائل العام القادم.
أسباب التأجيل
تأجيل اجراء الانتخابات جاء لعدة عوامل واسباب ومن أهمها:-
1. اعطاء لجنة الانتخابات الفرصة لاعداد الاوراق والقوائم مجددا.
2. اعطاء الفرصة للقوائم التي تم شطبها في القطاع الى اعادة صياغتها دون أن تضم اعضاء عليهم علامات استفهام تؤدي الى الطعن بالقائمة كلها.
3. ضرورة اجراء الانتخابات في جناحي الوطن: الضفة والقطاع، اذ ان لجنة الانتخابات لا تريد ان تتحمل مسؤولية تعزيز الانقسام من خلال القبول باجراء هذه الانتخابات في اقليم دون آخر.
4. منح الفرصة للفصائل من اجل توحيد جهودها، وكذلك لربما توحيد قوائمها دون الخوض في مناكفات وصراعات لا حاجة اليها.
5. التأكيد لحركة "حماس" في القطاع ان الانتخابات ستجري ولن يكون هناك تأجيل الى اجل غير مسمى، ولن تتم عملية اقصاء حماس عن هذه الانتخابات من خلال اجرائها في الضفة الغربية فقط.
ردود فعل على قرار المحكمة العليا
قرار محكمة العدل العليا لاقى ردود فعل قوية اذ انه اتهم من قبل قوى عديدة بأنه "سياسي"، وآخرون دافعوا عنه بالقول انه قرار مهني بحت، ولم يكن قرارا سياسياً. واتهم القرار بأنه يهدف الى اقصاء حماس عن هذه الانتخابات، وبالتالي تعزيز الانقسام الحالي، وخاصة ان هناك من عَول على ان تكون هذه الانتخابات مقدمة جيدة لاجراء انتخابات تشريعية ورئاسية شاملة في الوطن الفلسطيني، في حين ان جهات اتهمت القرار بأنه يدق المزيد من الاسافين في الانقسام الحالي حتى يتحول الى أبدي.
واضافة الى ما ذكر، فان "حماس" اتهمت حركة "فتح" بأنها كانت وراء هذا القرار لعدة أسباب ومن أهمها:-
· أنها لم تكن مستعدة لمنافسة "حماس" التي اعلنت مشاركتها في الانتخابات، ولم ترتب امورها الداخلية، والدليل على ذلك أنها قررت عقد المؤتمر العام السابق يوم 29 تشرين الثاني القادم للاعداد لهذه الانتخابات، اذ كانت هناك اصوات تنادي بعقد المؤتمر قبل اعلان موعد اجراء الانتخابات.
· عدة قوائم لها، اكثر من تسعة قوائم في القطاع، قد شطبت من قبل محاكم غزة، فلا بدّ للحركة من اعادة صياغة واعداد هذه القوائم.
· هناك جهات خارجية مارست الضغط على القيادة الفلسطينية لوقف اجراء الانتخابات بعد أن اظهرت استطلاعات للرأي العام ان حركة "حماس" ستفوز بمجالس العديد من المدن الرئيسة، وهذا يعني تواجدا لحماس داخل هذه المجالس وفي قلب الضفة الغربية.
أما حركة "فتح" فنفت هذه الاتهامات جملة وتفصيلا، قالت ان سبب التأجيل يعود الى تصرف حركة "حماس" في القطاع اذ طعنت بعدة قوائم من اجل تحقيق هزيمة للحركة، وابقاء المجال لحماس كي تربح اكبر عدد ممكن من المجالس المحلية. وان المحاكم في القطاع غير "شرعية" لانه قضاتها ليسوا معينين بصورة سليمة، بل معنيين من قبل حماس نفسها، وان المحكمة العليا اكدت بطلان قرارات محاكم القطاع!
وأكدت "فتح" انها مستعدة للمنافسة، وانها لم تقف وراء التأجيل، وان التأجيل جاء لصالح كل الاطراف لتوحيد الموقف، ومنع تعميق الانقسام!
دعوات وحدوية
العديد من القوى والفصائل والجهات الفلسطينية دعت الى وقف الاتهامات المتبادلة، والعمل معاً لخوض انتخابات نزيهة توحد الصف الفلسطيني، وتكون خطوة نحو انتخابات شاملة لا بدّ أن تأتي عاجلاً أم آجلاً!
والتساؤل: هل هناك تجاوب مع هذه الدعوات؟
والاجابة تكمن في ان الشارع الفلسطيني مَل وكفر بالانقسام، ولا بدّ من عمل الجميع لرص الصفوف، لان القضية الفلسطينية بحاجة الى سلاح فعّال، والوحدة الوطنية هي سلاح فعال لا بدّ من ان يكون متوفراً وفي أسرع وقت.
r.a.d.
1.7.2 trial version. Copyright telerik © 2002-2007. To remove this message, please
.