أبدت سورية انزعاجها واستياءها من تصرفات وتصريحات المبعوث الدولي الى سورية، ستيفان دي مستورا، لانه بدأ يكشف عن نفسه من خلال تصريحاته المناوئة للحكومة السورية الشرعية، والمؤيدة بصورة واضحة للارهابيين، الذين يعتبرهم معارضة مسلحة معتدلة. وبعد مرور فترة ليست بالقصيرة لتوليه هذا المنصب، اصبح عاجزاً عن تحقيق حل سياسي، بل يساهم الى حد كبير في عرقلة الحل السياسي.
يبدو أن دي مستورا خاف من الدول المؤيدة والداعمة للارهاب، وخاصة من السعودية، كما خاف رئيسه الامين العام للامم المتحدة بان كي مون الذي تراجع، بعد تهديد السعودية بقطع دعمها المالي للامم المتحدة، عن وضع السعودية على قائمة الدول الداعمة للارهاب في سورية وفي دول اخرى. وهناك احتمال كبير بأن دي مستورا قد غُرر به، ووُعد بدعم مالي اذا وقف الى جانب المعارضة السورية الموالية حتى العظم للسعودية، اذ انه اجل عقد مؤتمر جنيف بناءً على رغبة هذا الائتلاف السوري المشارك في المؤامرة على سورية، ولم يحدد حتى اليوم موعداً جديداً لاستئناف المفاوضات.
من مواقفه المرفوضة
ناهيك عن وقوفه الى جانب السعودية وتركيا والمرتمين في حضنيهما مما يسمون أنفسهم معارضة، فانه ادلى بتصريحات اغضبت روسيا كما اغضبت سورية.
لقد تم التوصل الى اتفاق هدنة بين روسيا واميركا، وبدأ بتطبيق الاتفاق، الا ان الارهابيين المسلحين الذين يصنفون اميركيا بأنهم معارضة معتدلة خرقوا اتفاق الهدنة مرات ومرات، وانتهت الهدنة.. وحينها حمل هذا المبعوث الاممي المسؤولية على سورية وروسيا، ولم يجرؤ على قول الحقيقة.
وبعد تحقيق الاتفاق الاخير الموسع بين وزيري خارجية اميركا جون كيري ونظيره الروسي سيرجي لافروف، والذي وقع في جنيف يوم الجمعة الموافق 9 أيلول 2016. ونص الاتفاق على بدء هدنة في منطقة حلب. وقد التزم الجيش العربي السوري بذلك وانسحب من المنطقة الحساسة في حلب للسماح للمساعدات الانسانية بالدخول الى حلب، بيد ان المسلحين لم يلتزموا بذلك، بل استغلوا الهدنة التي بدأت في اول ايام عيد الاضحى المبارك، أي يوم 12/9/2016، وبدأوا بتعزيز مواقعهم والاعداد لهجوم واسع على القوات السورية والحليفة لها. وعندما بدأت المساعدات الانسانية بالدخول قام هؤلاء الارهابيون بقصفها، واتهمت اميركا سلاحي الجو السوري والروسي بقصف هذه القافلة من المساعدات، ونفت روسيا ذلك، واكدت من خلال تصوير الحادثة عبر الاقمار الصناعية ان هؤلاء الارهابيين لم يرضوا عن الاتفاق بناء على اوامر اسيادهم في انقرة والرياض. وللاسف قام دي مستورا كببغاء بتبني موقف اميركا والارهابيين واتهم سورية وروسيا بالوقوف وراء تدمير قافلة المساعدات الانسانية.
والأنكى من كل ذلك قام دي مستورا باتهام الحكومة السورية بأنها تعرقل وصول المساعدات الانسانية للعديد من المناطق السورية المنكوبة، مع انها كانت توفر هذه المساعدات لكن الارهابيين كانوا يستولون علىيها ، ويمنعون وصولها الى ابناء الشعب المحاصرين.
ولم يعترف دي مستورا بأن بعض قوافل المساعدات الانسانية التي كانت ترسلها تركيا او دول الخليج لم تخلُ من وجود اسلحة. وخاف من ذلك، لانه قد يخسر وظيفته ومنصبه ودخلا شهريا كبيرا.
ويقال ايضا انه كان وسيطا في مؤتمر جنيف بين وفدي الحكومة السورية، وما يسمى "بالمعارضة"، اذ كان ينقل وجهات النظر من جانب الى آخر. ويقال انه لم يكن نزيها ايضا في نقل وجهة النظر السورية، بل الى حد كبير شعر الوفد السوري الرسمي ان دي مستورا هو جزء من وفد "المعارضة" بتبنيه ما تقوله، ومحاولته الضغط على الوفد السوري الرسمي المفاوض!
كان دي مستورا يعلن عن وقف اطلاق النار، أو التوصل الى هدنة عقب اتفاق وزير خارجية روسيا واميركا حول ذلك، ولكنه في الواقع لا يعلم شيئاً عن الاتفاق، ولم يكن على علم بمحتوياته، وكان يحاول ايهام الجميع بأنه على اطلاع على كل شيء.
لماذا هذا الانحياز
يعود انحيازه الى عدة عوامل ذكر منها سابقاً، بانه قد غرر به وتم "شراؤه"، وهناك من يقول انه غاضب لعدة اسباب ومن أهمها:-
· الوزيران الروسي والاميركي لم يطلبا منه المشاركة الفعالة في المفاوضات بينهما، وتوصلا الى عدة اتفاقات لم يطلعاه عليها. وحاول الايهام بأنه شريك فيها، مما وضعه في موقف محرج جدا.. فظن أن الوزيرين لا يهتمان به.
· لم يبذل جهدا جادا من اجل عقد جلسات حوار جديدة.
· كان يتدخل في ادق التفاصيل، ويطرح اقتراحات على الحكومة السورية، هي مرفوضة، وهي اقتراحات تلبي مطالب من هم اعداء سورية.
على طريق الرحيل
مهام دي مستورا هي في نهايتها لانه لم يقدم ما يجب تقديمه، بل حصل على راتب ولربما على تأييد اقليمي له. وقد يرحل قريبا وفي جعبته حفنة من المال، وانتقاد لاذع لتصرفه وسيذكر التاريخ انه فشل لانه لم يقل الحقيقة، ولانه لم يلتزم بالحياد بل نافق لصالح الارهابيين وداعميهم.