الاستعدادات لعقد المؤتمر العام السابع لحركة "فتح" مستمرة بكل قوة. وقد تقرر أن يعقد في مقر المقاطعة في رام الله، وان يتم تقليص عدد المشاركين فيه ليصل الى 1300 عضو مقارنة مع 2200 عضو في المؤتمر العام السادس. والمؤتمر سينتخب اعضاء المجلس الثوري، وكذلك اعضاء اللجنة المركزية. من الطبيعي الا يوضع الرئيس محمود عباس على أي قائمة للترشيح، فهو بحكم المؤكد الرئيس، ولذلك لا ينتخب لانه هو رئيس الحركة.
عقبات عديدة
تظهر امام المؤتمر عقبات عديدة ومن أهمها:-
· عدم اكتمال النصاب القانوني نظرا لتغيب ابناء فتح من القطاع عنه لعدة اسباب، ومن بينها المقاطعة الذاتية، نظرا لعدم دفع رواتب لهؤلاء الاعضاء، ولغياب أو مقاطعة ابناء القدس الذين يطالبون بان يكون عدد ممثليهم اكثر مما هو مخصص، ولعدم تمكن وصول ابناء فتح من الخارج الى مقر المؤتمر بسبب رفض اسرائيل السماح لهم بالدخول، والمشاركة في أعمال المؤتمر.
· تدخل اسرائيل من خلال وضع حواجز ومنع عقد المؤتمر.
· مقاطعة داخلية من ابناء فتح لعدم تواجد اسم هذا العضو أو لدعوة ذاك الذي لا يستحق ان يكون عضوا في المؤتمر.
· تحريض من جماعة "دحلان" بمقاطعة المؤتمر، أو تهديد من يشارك فيه!
لكن هذه العقبات تم تجاوزها عبر اتصالات القيادة الفلسطينية دوليا واقليميا، اذ تم الطلب من اسرائيل عدم التدخل، والاردن وعد بعدم وضع أي عائق، وانه لم يقم بأي اجراء "تأديبي" أو "عقابي" لابناء فتح المشاركين في المؤتمر والذين يحملون الجنسية الاردنية، أو يتبوأون مناصب رفيعة.
اصرار على عقده
ليس الرئيس محمود عباس وحده الذي يُصّر على عقد المؤتمر فقط، بل ان ابناء الحركة العديدين والحريصين عليها يُصّرون على ذلك، لعدة أسباب ومن أهمها:-
1. التأكيد على ان حركة "فتح" واحدة موحدة، وليست عدة حركات أو فصائل.
2. ضرورة وضع برنامج سياسي واحد موحد لابناء الحركة يتماشى ويتعاطى مع المعطيات والاجواء السياسية الحالية.
3. نهج الحركة في مواجهة السياسة الاسرائيلية القائمة على التوسع عبر الاستيطان، وتشريع قوانين استفزازية.
4. الطريق الصحيحة لتعزيز دور الشباب في الحركة بعد ان كبر العديد من قادتها، والذين يودون الاحالة على التقاعد.
5. ضرورة انتخاب مجلس ثوري واحد وموحد مع تيار واحد، ولا يعتمد على تيارات واجنحة متضاربة، وكذلك انتخاب لجنة مركزية فيها روح الشباب.
6. العمل على وضع حد للانقسام، ومحاولة تحقيق وحدة وطنية مع الفصائل الاخرى.
7. تفعيل منظمة التحرير، واعادة بنائها ليتلاءم هيكلها العام مع المتطلبات الفلسطينية للمرحلة الحالية والمستقبلية.
8. وضع استراتيجية عمل واضحة المعالم تتماشى مع الاحداث والظروف الحالية المحلية والاقليمية والدولية.
القرارات المتوقعة
هذا المؤتمر سيؤكد على عدة امور ونواح واهمها:-
1. ان حركة "فتح" موحدة وملتفة حول رئيسها الشرعي الرئيس محمود عباس.
2. استمرار النضال بكل اشكاله المشروعة، وخاصة المقاومة الشعبية للحصول على الحقوق المشروعة لشعبنا الفلسطيني.
3. تأكيد دعم سياسة الرئيس وخطواته لتكون سنة 2017 سنة تحقيق السلام وازالة الاحتلال.
4. الاستمرار في تحريك القضية الفلسطينية على الساحة الدولية، والعمل على اصدار قرارات في مجلس الامن ومؤسسات الامم المتحدة تدين الاستيطان.
5. العمل على تعزيز العلاقات المتوازنة مع روسيا واميركا وخاصة في هذه المرحلة الحساسة.
ردود فعل متفاوتة
ستكون هناك ردود فعل متفاوتة على هذه القرارات، وعلى عقد المؤتمر. فالذين شاركوا فيه سيرحبون بقراراته، وفصال منظمة التحرير سترحب بهذا المؤتمر وقراراته. اما جناح "دحلان"، وكذلك من لم يتم دعوتهم للمؤتمر سيوجهون انتقادات عديدة. اما الفصائل الفلسطينية غير المنضوية تحت راية منظمة التحرير فقد ينتقدون المؤتمر لسبب واحد لدعمه الاستمرار في التحرك السياسي.
ما لم يتم انجازه
كثيرون توقعوا من المؤتمر ان ينتخب خليفة لعباس أو نائباً له، ولكن هذا لم ولن يحصل لان المؤتمر يتعلق بحركة فتح، وليس بالسلطة الوطنية ولا بالمنظمة. وفي العادة نائب رئيس اللجنة المركزية قد يكون الرجل الثاني في حركة "فتح" هو خليفة عباس، اما أمين سر المنظمة فهو خليفة رئيس المنظمة.
هناك أصوات كانت تدعو الى فصل رئاسة فتح، عن الرئاسة للمنظمة، وعن رئاسة السلطة، ولربما قد يطرح هذا في المؤتمر، ولكن لن يتخذ القرار فيه.
أي ان مؤتمر "فتح" عقد من اجل الحركة اولاً واخيراً. ومن اجل توحيد صفوفها، والتخلص من الاجنحة المتعددة لها، وكذلك من اولئك الذين يطعنونها لاهداف خاصة بهم!
ومع عقد المؤتمر العام لحركة "فتح"، تكون الحركة قد انطلقت من جديد وبدفعة جديدة، نأمل ان تكون لصالح الوطن كما هي لصالح الحركة.