نتائج الانتخابات الرئاسية الاميركية كانت مفاجئة للعالم كله اذ ان التوقعات كانت بأن هيلاري كلينتون، مرشحة الحزب الديمقراطي، ستفوز لأن استطلاعات الرأي العام الاميركي اشارت الى ذلك، ولكن هذه الاستطلاعات فشلت فشلا ذريعا، وفاز دونالد ترامب، المرشح عن الحزب الجمهوري، وحصل على ما يؤهله ليكون الرئيس المنتخب الجديد رقم 45 للولايات المتحدة الاميركية!
هناك تساؤل كبير: لماذا فاز ترامب وهُزمت كلينتون؟
أسباب فوز ترامب
عدة عوامل وأسباب ساهمت الى حد كبير في فوز ترامب ومن أهمها:-
1. لعب في حملته الانتخابية على أوتار جميع الناخبين، اذ أرضى المعارضين للاجئين غير الشرعيين، وارضى من هم ضد "المسلمين المتعصبين" في اميركا، والذين يدعمون بأفكارهم الجماعات الارهابية التكفيرية، وارضى أيضاً المعانين من التسلل عبر المكسيك الى اميركا، وكذلك التهريب وخاصة المخدرات، وبالتالي حصل على دعم هؤلاء له.
2. ضرب على وتر اعادة تأهيل البنى التحتية في الولايات المتحدة، اذ أن هذه البنى في وضع "ترهل"، وبحاجة الى اعادة تأهيل.
3. رفع شعارا مهما "يدغدغ" المشاعر الاميركيين بأن اميركا قوية باقتصادها، لذلك وعد بايجاد الملايين من فرص العمل، وجعل اقتصادها قويا.
4. رفع شعار محاربة ومكافحة الارهاب بصورة ناجعة جدا، ولم يتردد في القول بأنه مستعد للتعاون مع الرئيس الروسي بوتين في هذا المجال.
5. انتقد سياسة الرؤساء السابقين، وانتقد الكذب والفشل والتهور. وهذا الانتقاد لهؤلاء الرؤساء السابقين، وحتى لاوباما، أدى الى اصدار هؤلاء الرؤساء بيانا ضد ترامب اعتبروه غير مؤهل لتولي منصب الرئاسة!
6. اتهم منافسته هيلاري كلينتون بدعم الارهاب، وكذلك اتهم الرؤساء الاميركان بتوفير الدعم لداعش وللعديد من المنظمات والتنظيمات الارهابية. وكان شجاعاً في اتهاماته واقواله.
7. غازل اللوبي الصهيوني، واعلن عن دعمه لنقل السفارة الاميركية من تل ابيب الى القدس، وقطع وعدا بتنفيذ ذلك، كما انه، وعبر مستشاريه، ابلغ اسرائيل ان لا مانع لديه بضم المستوطنات الاسرائيلية المقامة على اراضي فلسطينية لاسرائيل، أي انه سيغض النظر عن سياسة الاستيطان الاسرائيلية.
8. هو رجل أعمال بارز، وملياردير، ولذلك احب الشعب الاميركي التغيير، وزهقوا من النمط القائم في انتخاب رئيس اميركي.
أسباب هزيمة كلينتون
تعود هزيمة كلينتون الى عدة أسباب وعوامل منها:-
1. مثلت السياسة التقليدية التي زهق وملّ منها الناخب الاميركي اذ كانت السيدة الاولى، ومن ثم عضو مجلس شيوخ، وبعدها وزيرة خارجية!
2. البريد الالكتروني الذي نشره موقع ويكيليكس والذي ادانها في استخدام بريدها الالكتروني لامور وقضايا عامة ورسمية جدا.
3. لم ينس الناخب الاخيركي فضائح زوجها بيل كلينتون مع "مونيكا"، وغطت هيلاري على اخطاء زوجها، ودافعت عنه الى حد كبير، وهذا وفر انطباعاً سيئاً ضدها.
4. تصريحاتها التي قالت انها ستواصل حماية ودعم الارهابيين، أي انها ستدعم الارهاب، حتى تبقى حالة عدم الاستقرار مهيمنة على العالم.
5. اصابتها بوعكة صحية خلال حملتها الانتخابية، وبروز اتهامات واشاعات مفادها أنها مصابة بمرض لا يؤهلها لتولي رئاسة الولايات المتحدة.
6. لم تقم بزيارة العديد من الولايات لانها اعتبرتها موالية وداعمة للحزب الديمقراطي منها ولاية "ويسكينسون"، وكانت النتيجة انها غضبت عليها وصوتت لصالح المرشح الجمهوري ترامب!
7. كانت حملتها الانتخابية تؤشر الى استمرار سياسة الرئيس الحالي براك اوباما، وهذه السياسة اثبتت فشلها، وكذلك مل منها الجمهور الاميركي الذي اراد تغييرها.
8. لم تكن ناجحة في طرح القضايا الداخلية، الاقتصادية والصحية، واعادة تأهيل البنى التحتية في اميركا كما كان يفعل ترامب. ولم تقدم أي شيء جديد حول القضايا الداخلية.
حملة ترامب اكثر نجاحا
خلاصة القول أن الرئيس المنتخب دونالد ترامب استغل كل امر من اجل مصلحته، حتى ان البيانات التي صدرت ضده من قبل رؤساء وشخصيات بارزة منحته الشعبية اكثر، كما انه جنّد في حملته الانتخابية حوالي مائتي جنرال اميركي متقاعد. وكان ترامب شخصية فريدة وشجاعة ومهرجة، ويبدو ان الشعب الاميركي اراد هذا النوع من الرؤساء لانه يريد التغيير، وكلينتون لم تمثل التغيير، بل مثلت السياسة القديمة التقليدية، والتي زهق منها الاميركيون!