التعامل الأمني الحاسم والنوعي سحق
الارهابيين خلال سويعات
يوم الأحد الموافق 18/12/2016 قامت مجموعة مكونة من أربعة ارهابيين بالهجوم على قلعة الكرك في جنوب الاردن. وقد لاحقتها قوات أمنية أردنية، وقد نتج عن ذلك سقوط حوالي 9 أشخاص من رجال الحرس الأردني شهداء، وسائحة كندية، وتم قتل هؤلاء الارهابيين رغم تمترسهم داخل القلعة السياحية المهمة.
وبعد يوم اكتشفت قوى الأمن ارهابيين آخرين مختبئين في مكان ما، تمت مداهمته، وتمت تصفية هذه المجموعة الارهابية.
تعامل رجال الأمن الاردنيين مع هؤلاء الارهابيين كان سريعاً وحاسماً وحازماً، اذ لم يُعط أي مجال لهم لضرب الاستقرار في المنطقة. ورغم دهاليز القلعة العديدة، فقد استخدمت وسائل قتالية وخطط نوعية ومدروسة استطاعت تصفية وسحق هؤلاء المجرمين القتلة.
التساؤل الذي يطرحه كثيرون: لماذا هذا العدوان الارهابي على الاردن وفي هذا التوقيت بالذات؟ ومن يقف وراءه؟ وهل هناك من أهداف؟ وما المتوقع مستقبلا، المزيد من مثل هذه الاعتداءات أم ان الاردن مستعد لكل طارىء، ولسحق أية مجموعة تحاول التطاول على أمنه واستقراره؟
الأهداف الخبيثة وراء هذا العدوان
لا شك أن هناك أهدافا عديدة أراد الارهابيون أو من ارسلوهم تحقيقها ومن أهمها:-
· ضرب حالة الاستقرار في الاردن، وخاصة في جنوبه.
· بث روح الرعب في نفوس المواطنين الاردنيين بصورة عامة، واشاعة وبث اخبار ملفقة ومدسوسة ومضللة بأن "الارهاب" قادم الى الاردن.
· ضرب الحركة السياحية اذ ان قلعة الكرك هي من المعالم السياحية القديمة، ومدينة الكرك تقع نفسها بالقرب من "البتراء"، المدينة التاريخية التي هي رأس المعالم السياحية في الاردن والشرق الاوسط ايضا.
· محاولة توجيه رسالة للاردن من ان وقوفه ضد هؤلاء الارهابيين، وخاصة التنظيمات الارهابية، مكلف جدا.. ولا ننسى أن الطيار الاردني معاذ كساسبة الذي سقط بطائرته فوق الاراضي السورية، وتم أسره من قبل داعش هو من الكرك أساساً، ولذلك أراد هؤلاء توجيه رسالة انتقام حاقدة جدا على الاردن شعباً وملكاً وحكومة وبرلماناً.
· توجه الارهابيين الى جنوب الاردن وذلك من اجل محاولة كسب مؤيدين لهم هناك لان الجنوب الاردني، كما حال جنوب العديد من الدول في العالم، يكون اكثر فقراً ومعاناة من المناطق الشمالية، وتناسوا ان ولاء أهل الجنوب للمملكة لا يقل عن ولاء اهل الاردن كلهم، ان لم يفوقهم كثيراً.
فشل الاهداف
لقد تعامل الاردن مع هذا العدوان الفاشل بكل هدوء واتزان وحكمة من خلال تصديه لهذه المجموعات الارهابية ومنعهم من تحقيق اهدافهم كلها، ومنعهم من اكمال واتمام عدوانهم لانهم كانوا يخططون لاكثر من عملية ارهابية، ولكن كل تلك تم الكشف عنها وتم اسقاطها ومنعها، وتلقين "الارهاب" درساً لن ينسى أبداً.
الشعب الاردني كله وقف وقفة صلبة حول قيادته الشرعية، وحول رجال أمنه، وتعاضد ابناؤه مع قوات الامن، واكدوا ادانتهم لهذه الاعمال البربرية البشعة، وافشلوا مخطط احداث فتنة او المس بالمن والاستقرار.
كما ان قوات الامن تعاملت مع هؤلاء الارهابيين بصورة سريعة، لم تعطهم المجال للمس ايضا بالقلعة المعلم السياحي، اذ أن الأمور حسمت بسرعة رغم أن تكاليف ذلك كانت عالية بسقوط 10 شهداء في اليوم الأول وأربعة شهداء بعد يومين، ولكن المجموعات الارهابية في تلك المنطقة تم سحقها كاملاً.
الاردن قلعة قوية ومتينة
لقد أثبت الاردن أنه قلعة صامدة في وجه الارهاب، ولن يستطيع الارهابيون مهما حاولوا ماضياً وحاضراً المس بأمن الوطن وأمن أبنائه. وهذا يعود الى قوة أجهزة الأمن في الأردن استخبارياً في متابعة الارهابيين ونشاطاتهم، ويعود أيضاً الى النخبة من رجال الأمن المستعدين للدفاع عن الوطن وتقديم الغالي والنفيس للتصدي لأي عمل ارهابي قد يخطط له مستقبلاً.
يبدو جلياً أن التنظيمات الارهابية في سورية والعراق تحتضر وتنهار، لذلك تحاول رفع معنويات عناصرها ومن يتعاطف معها من خلال تنفيذ عمليات ارهابية في الأردن وفي مناطق عدة من العالم وقدر المستطاع، إذ شهدنا أيضاً هجوماً بربرياً على سوق عيد الميلاد في وسط برلين بعد أيام معدودة من الحادث الارهابي في الكرك.
هذه التنظيمات سترحل شاء داعموها أم أبوا لأن العالم حتماً يقف ضد الارهاب، وسيعمل على سحقه عالمياً لأنه لا يشكل خطراً على دول منطقة الشرق الأوسط فقط، بل على دول العالم كلها.
كما ان الارهاب يرى الصعاب والتصدي القوي له في العديد من الدول، فانه لن يستطيع أن "يسبح" أو "يلعب" أو يفعل أي شيء على الساحة الاردنية، لأنها قوية وصلبة وموحدة وقادرة على افشال وسحق أي عمل ارهابي مهما كان حجمه ومن يقف وراءه؟