خلال حملته الانتخابية قال الرئيس ترامب: "انه مقابل أي خدمة تقدمها اميركا، يجب أن يكون لذلك ثمن".. أي ان اميركا توفر الحماية لدول الخليج فعليها أن تدفع ثمنا لذلك. وهذا القول يُفسر على أن الرئيس ترامب سيطالب بثمن تواجد القواعد العسكرية الاميركية في العديد من دول الخليج العربي. وهذا القول يثير قلق قادة الخليج العربي الى حد كبير، وبالتالي جرى اتصال هاتفي بين العاهل السعودي سلمان بن عبد العزيز والرئيس ترامب بعد اسبوع من توليه الرئاسة الاميركية، طمأنه فيها بأن العلاقات الاميركية السعودية ستبقى على حالها في الفترة الحالية.
انطلاقاً مما ذكر، فيمكن القول ان العلاقات العربية مع الدول العربية والاسلامية ستكون بين مد وجزر، ستكون قوية مع بعضها وقد تتأثر مستقبلاً، وتسوء مع دول أخرى.
العلاقة مع الأردن جيدة
مما يؤكد أن العلاقة الاميركية الأردنية هي جيدة في عهد الرئيس ترامب، ان العاهل الاردني الملك عبد الله الثاني قام بزيارة رسمية لاميركا، رغم أنها كانت مقررة ومعدة قبل اشهر الا أن الرئيس ترامب ونائبه مايك بينس اجتمعا معه كل منهما على انفراد، والعاهل الاردني هو أول زعيم عربي يجتمع مع الرئيس ترامب في اميركا، حيث تم التباحث في هذا اللقاء المهم جدا الوضع في منطقة الشرق الأوسط، ومحاربة الارهاب والقضاء عليه، اذ ان الاردن مهدد جدا بالارهاب، وقادر الآن على الدفاع عن نفسه وحماية حدوده. كما ان العاهل الاردني شرح لترامب أخطار عدم حل القضية الفلسطينية، وكذلك خطر انهاء خيار حل الدولتين.
ولا بدّ من الاشارة الى ان الناطق باسم البيت الابيض، وبعد لقاء العاهل الاردني مع الرئيس ترامب، انتقد توسع الاستيطان واقامة مستوطنات جديدة، وهذا يؤكد ان العاهل الاردني قد ابلغ ترامب بخطورة التوسع الاستيطاني في المناطق العربية المحتلة، والذي قد يقضي على حل الدولتين.
لا تستطيع اميركا التخلي عن الاردن، ولن تسمح بأن يصل الارهاب اليه لان استقراره يؤثر على استقرار المنطقة، واي توتر فيه يؤثر على المنطقة، ويشكل خطراً كبيراً على أمن دول المنطقة، وخاصة اسرائيل الحليف الاستراتيجي لاميركا!
العلاقة مع مصر جيدة
الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي من القادة العرب الاذكياء الذي ساير الرئيس ترامب قبل توليه منصبه عندما تخلت مصر عن تقديم القرار رقم 2344 الذي يدين الاستيطان الى مجلس الامن تلبية لطلب ترامب نفسه، لان العلاقات الاميركية المصرية في عهد اوباما لم تكن جيدة. لأن الرئيس السابق اوباما وقف ضد ثورة 30 يونيو (حزيران) والتي كانت ضد الاخوان المسلمين، فالرئيس اوباما كان من داعمي الاسلام السياسي، وبالاخص حركة الاخوان المسلمين. وكان الرئيس السيسي من اوائل الزعماء الذي اتصل بترامب وهنأه بتوليه منصبه الرئاسي. ووعد ترامب بالوقوف الى جانب مصر في تصديها للارهاب في منطقة سيناء، ووعد بأن تكون اميركا داعمة لمصر ضد "الاخوان المسلمين"!
العلاقة مع دول الخليج
في الفترة الحالية، فان اميركا معنية بعلاقة جيدة مع دول الخليج مع انها غير راضية عنها لأنها دعمت التنظيمات الارهابية التي دمرت سورية والعراق. وتريد ادارة ترامب أن تكون العلاقة حاليا جيدة لعدة أسباب وأهمها:-
· لاجبار هذه الدول على وقف تمويل ودعم التنظيمات الارهابية، وبالتالي تجفيف منابع الدعم المادي والعتادي لهذه التنظيمات الارهابية.
· استخدام هذه الدول لتعزيز مواجهته السياسية مع ايران.
· الحفاظ على الثروة النفطية، وكذلك امكانية استفادة اميركا "مالياً" من الاموال الخليجية لدعم الاقتصاد الاميركي.
قد تكون العلاقة مع قطر وتركيا غير مستقرة لان الرئيس ترامب يقف وبكل صراحة ضد حركة الاخوان المسلمين، حتى انه يفكر في وضع هذه الحركة على قائمة الاحزاب الارهابية. ومن المعلوم ان قطر وتركيا من داعمي ومناصري الاخوان المسلمين حتى ان نظامي حكميهما يعتبران "اخوانيا"!
العلاقة مع دول اسلامية
علاقة اميركا مع بعض الدول الاسلامية التي تدعم الاخوان المسلمين فاترة، ولكنها ستحافظ على علاقة جيدة مع أي منها تشارك اميركا في مكافحة الارهاب، وخاصة التنظيمات الارهابية.
الرئيس ترامب معني بعلاقة جيدة مع الدول الاسلامية، فهو اصدر منع دخول مواطني الدول العربية التي تواجه الارهاب لمنع النزوح الى اميركا اولا، ولمنع انتقال الارهاب عبر اللاجئين اليها. والدولتان اللتان بعيدتان عن التوتر الداخلي ايران، والسودان الى حد ما. ومنع رعايا ايران من دخول اميركا له قصة اخرى. اما السودان فهناك حروب داخلية، كما انه متهم اميركيا بدعم ومساندة حركة الاخوان المسلمين!
انطلاقاً مما ذكر، فان الرئيس ترامب لن يقطع علاقاته مع الدول العربية والاسلامية، فانه منعني بأن تكون هناك علاقات، ولكن بتفاوت مع احداها او الاخرى اعتماداً على مصالح اميركا كما تقرأها ادارته. وهذا ما يجب توقعه وليس أكثر من ذلك!