الرئيس الاميركي ترامب هاتف الرئيس عباس
ودعاه لزيارة واشنطن
علاقات ادارة الرئيس دونالد ترامب بالقيادة الفلسطينية الحالية ليست مطمئنة، إذ أن علاقة اسرائيل التحالفية مع اميركا، وعلاقة رئيس وزراء اسرائيل، بنيامين نتنياهو، الشخصية مع الرئيس ترامب، وكذلك وسائل التحريض ضد السلطة الفلسطينية كلها عوامل ساهمت في فتور هذه العلاقات، اضافة الى أن ترامب "غضب" جداً لالتجاء القيادة الفلسطينية لمجلس الأمن، واستصدار قرار منه رقم 2334 يدين الاستيطان يوم 23/12/2016، مع انه حاول قدر الامكان عدم تقديم مثل هذا القرار للمجلس.
ولكن هل تستطيع ادارة ترامب تحقيق سلام أو اتفاق أو هدوء أو هدنة، أو أي شيء دون العودة للقيادة الفلسطينية؟
هذا أمر صعب، ولذلك فهي مضطرة الى ابقاء قناة أو خيط رفيع من الاتصالات مع القيادة الفلسطينية لابلاغها مما تريده، وللاطلاع ايضا على مجريات الامور في المنطقة، وللمساهمة في عودة الطرفين الاسرائيلي والفلسطيني الى طاولة المفاوضات مجدداً.. اذ ان ترامب وعد بايجاد حل للقضية الفلسطينية خلال فترة قصيرة، مشيرا الى ان حل الدولتين ليس هو الحل الامثل في نظر ادارته.
قناة الاتصال القائمة
وفد فلسطيني رفيع توجه الى واشنطن اوائل العام الحالي حاول خلاله لقاء ادارة الرئيس الجديد ترامب، الا انه لم يفلح لأن الادارة وعناصرها لم تتبلور بعد في ذلك الوقت.
وتوجه الى واشنطن فيما بعد، خلال شهر شباط المنصرم، مدير المخابرات الفلسطينية اللواء ماجد فرج حيث عقد عدة لقاءات مع مسؤولين اميركيين، ومن أهمهم مايك بومبيو، مدير المخابرات المركزية الاميركية (السي.آي.ايه)، أحد المقربين للرئيس ترامب. وبعد مداولات تم الاتفاق على أن يقوم بومبيو بزيارة فلسطين بعد اسبوع من هذا اللقاء. وقد أتى بالفعل بومبيو الى رام الله، وعقد لقاء مع الرئيس محمود عباس ليلة الثلاثاء 14 شباط 2017 تم التداول فيه في العديد من القضايا. وقد قدم بومبيو عدة طلبات للقيادة الفلسطينية، ومن أهمها:-
· عدم التوجه الى المنظمات الدولية، وخاصة مجلس الأمن، في الفترة الحالية لادانة الاستيطان واستصدار قرارات ضده اذ ان الفيتو الاميركي جاهز. وهذا التوجه سيستفز الرئيس ترامب!
· عدم وقف أو تجميد التنسيق الامني الفلسطيني الاسرائيلي برعاية اميركية. اذ أن هذا التنسيق هو قناة اتصال مع اميركا ايضا، وبمدير "السي.آي.ايه" بومبيو.
· عدم تقديم أي شكوى فلسطينية ضد شخصيات وقيادات اسرائيلية الى محكمة الجنايات الدولية.
القيادة الفلسطينية وافقت على هذه الشروط، ولكن تساءلت ماذا سيكون المقابل لذلك؟
أجاب بومبيو ان هذا سيؤدي الى بدء اتصالات اميركية فلسطينية قوية اذ أن الرئيس ترامب، وبناءً على توصيتي، سيتصل هاتفياً بالرئيس عباس، وقد يتم الاتفاق على عقد لقاء بينهما في المستقبل. وهذا الاتصال سيكون مهماً جداً.
وقد أكد الرئيس محمود عباس ان قناة الاتصال مع ادارة ترامب ستكون عبر اللواء فرج المخول بذلك. وقد رحب بومبيو بذلك. وقد تم اتصال الرئيس ترامب بالرئيس عباس فعلا مساء يوم الجمعة 10/3/2017 وكانت بداية اتصالات مباشرة وقوية مستقبلاً، إذ أن الرئيس ترامب وجه دعوة للرئيس عباس لزيارة واشنطن في المستقبل القريب.
تحريض اسرائيلي واضح
تحاول اسرائيل عرقلة أي تقدم في العلاقات الفلسطينية الاسرائيلية من خلال التحريض والادعاء بأن القيادة الفلسطينية توفر دعماً مالياً للارهاب، من خلال احتضانها لعائلات الشهداء الذين سقطوا بزعم القيام بمحاولة طعن أو بمحاولة نضالية ما؟ وقد اوقف الرئيس ترامب تحويل 220 مليون دولار للسلطة الفلسطينية والتي اجازها الرئيس السابق اوباما قبل ساعات من مغادرته للبيت الابيض.. وبعد التدقيق في الموضوع تبين أن هذه المساعدات تقدم لمشاريع عديدة، وللمجتمع المدني، ولا ترسل مباشرة الى السلطة الفلسطينية، ولا الى مؤسساتها مما اضطر الرئيس ترامب مؤخراً الى الافراج عنها، وبالفعل تم تحويلها الى الجهات المعنية كما أقر بذلك الناطق باسم وزارة الخارجية الاميركية ظهر يوم الخميس 9 آذار 2017.
تساؤلات حول المصداقية الاميركية
كثيرون يقولون ويدعون، واحيانا يؤكدون، انه ليست هناك مصداقية اميركية مع الجانب الفلسطيني، اذ أن الرؤساء السابقين وعدوا خيراً، ولكنهم لم يقدموا شيئاً.
وبالتالي هل على القيادة الفلسطينية الاعتماد على هذه المصداقية المهترئة أم اهمالها؟
من الصعب أن تقف القيادة الفلسطينية ضد اميركا، لانها بحاجة اليها، ولكن يجب عدم الاعتماد عليها في كل شيء، اذ انها (القيادة الفلسطينية)، وهذا ما يفعله الرئيس عباس، تحاول تدويل القضية، وتحاول ايضاً الاعتماد على الدور الروسي اذ أن هذا الدور قد يكون حافزاً للاميركيين لأن يكونوا أكثر صدقاً والتزاماً بما يقطعونه من وعود.