قال وزير الدفاع الاسرائيلي أفيغدور ليبرمان أن ضم الضفة الغربية الى اسرائيل سيستفز ويحرج ادارة الرئيس دونالد ترامب، ولذلك على الاسرائيليين الابتعاد عن هذه الفكرة. قال هذا قبل توجهه الى اميركا من أجل عقد لقاءات مع وزيري الدفاع والخارجية الاميركيين اضافة الى لقاء مع نائب الرئيس مايك بنس!
هذا القول جاء أيضاً رداً على مطالبات المستوطنين بضم الضفة، أو ضم مستوطنات الضفة ومناطق "جـ" لاسرائيل.. وقد تأجل قرار اللجنة الوزارية عدة مرات بالنسبة لضم معاليه ادوميم الى اسرائيل اذ أن رئيس وزراء اسرائيل لا يريد هذه الخطوة في الفترة الحالية.
صراع محتدم
الصراع محتدم بين أنصار اليمين حول ضم الضفة الى اسرائيل، وحول عدم القبول باقامة دولة فلسطينية، وحول اتخاذ اجراءات قمعية ضد أبناء الشعب الفلسطيني. أنصار اليمين يريدون قرارات عديدة لتوسيع الاستيطان استغلالاً لوجود ادارة اميركية جديدة لا تعارض الاستيطان، ومستعدة للدفاع عن اسرائيل مهما فعلت واتخذت من اجراءات.
زعيم البيت اليهودي نفتالي بينيت يطالب ببناء المزيد من المستوطنات، وتوسيع المستوطنات الحالية، ويحاول منافسة رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو الذي يعتبر "عراب الاستيطان" وداعمه الاساسي. ويحاول أن يزايد على نتنياهو من أجل الحصول على زعامة وقيادة اليمين الاسرائيلي.
نتنياهو يدرك ويعرف مساعي وطموحات بينيت، كما أنه يعرف أن الافراط في الاستيطان ليس لصالح اسرائيل على المدى البعيد، وقد يؤدي الى حلول لا تريدها اسرائيل، مثل حل الدول الواحدة على غرار دولة جنوب افريقيا الآن. وهذا يعني تشكيل خطر على الدولة اليهودية لان حل الدولة الواحدة ثنائية القومية قد يقضي على أحلام الاسرائيليين، ومن بينهم نتنياهو، وهذا الحل سيعرقل مخططاته للتخلص من الفلسطينيين عبر منحهم حكماً ذاتياً محدداً وممسوخاً!
نتنياهو في وضع صعب
رئيس الوزراء الاسرائيلي نتنياهو في وضع حرج وصعب، فهو يؤيد الاستيطان، ولكنه لا يستطيع دعمه الى ما لا نهاية إذ أنه من الواجب أن تكون هناك حدود لذلك. فقد وافق على مشروع واقتراح وقانون التسوية الذي يُجّير مصادرة أراضٍ خاصة لصالح الاستيطان، وقبل أيضاً منح الشرعية لمستوطنات عشوائية أقيمت من دون موافقة الحكومة.. ولكنه لا يريد أن يفعل وينفذ كل ما يريده المستوطنون لأن ذلك يخرّب ويعرقل ما يسعى اليه!
ومما يصعّب وضع نتنياهو أن بينيت "يزايد" أو "يُزاود" عليه، ويحاول أن يفرض عليه ما لا يريده. وفي الوقت نفسه لا يستطيع ابعاده عن الائتلاف الحكومي، فبالتالي تسقط الحكومة الحالية ولا بديل عنها سوى التحالف مع المعسكر الصهيوني، وهذا أمر صعب في الوقت الحاضر.
أي أن نتنياهو يعيش بين نيران عدة، وبالتالي يحاول أن يساير "ويدوّر" الامور لصالحه، ولكن معركة "التدوير" قد لا تنجح لأن الظروف والمعطيات قد تتغير، وقد يسقط نتنياهو، أو تتم الاطاحة به لأن هناك مَنْ ملّ من قيادته، وبالتالي وصل مرحلة الاعتزال أو الاذلال السياسي.
إدارة ترامب حذرة جداً
ادارة الرئيس دونالد ترامب حذرة جدا، فهي تؤيد مطالب المستوطنين ببناء وحدات سكنية لمواجهة الزيادة، ولكنها لا تقبل باقامة مستوطنات جديدة، ولا بالضم، ولا بأي اجراء محرج، وهي الآن مشغولة بقضايا عديدة، لذلك لا تريد من اسرائيل زجها في هذه القضية الآن، لأن قضية الارهاب اولى من كل ذلك.
نتنياهو لا يريد احراج واستفزاز ادارة ترامب.. ولا يريد أي حل للصراع مع الجانب الفلسطيني. يريد أن يبقى الوضع على ما هو عليه.. ولكن النشاط الاستيطاني المفرط قد يضر باسرائيل اكثر مما ينفعها، فهو يحاول ضبط الامور لا ان تفلت منه، فبالتالي لا تصبح قضية الاستيطان مساوية لقضايا أخرى في العالم، ومنها الارهاب الدولي، فهو لن يتخلى عن الاستيطان ولكنه لا يريد أن يكون الاستيطان سبباً لمهاجمة اسرائيل، واضطراراً لادارة ترامب في الاهتمام بهذه القضية بدلاً من التغاضي عنها!