فتح ملف رقم 3000 حول صفقة الغواصات
التحقيق البوليسي الرسمي مع رئيس وزراء اسرائيل بنيامين نتنياهو ما زال مستمرا، رغم أن أربع جلسات استجوابية وتحقيق تمت حتى الآن، حول ملفين: الأول يتعلق بالحصول على هدايا من رجلي أعمال له ولزوجته بصورة غير قانونية، وتعرف هذه القضية بملف رقم 1000، والملف الثاني: هو حول اتصالاته مع أرنون موزس، الناشر لصحيفة يديعوت احرونوت حول سن قانون لمنع توزيع صحيفة "اسرائيل اليوم" "مجانياً"، اذ أن القانون سيمنع التوزيع المجاني، وهذا الملف يعرف باسم ملف رقم 2000. وهذا القانون لم تتم المصادقة عليه في الكنيست، وقد عثرت الشرطة على أشرطة تسجيل لمكالمات نتنياهو مع موزس أثناء التحقيق مع مدير مكتبه السابق هارو المتهم بالاحتيال أيضاً.
وتقول مصادر مُطّلعة أن هناك ملفاً ثالثاً سيتم البدء في التحقيق معه، ويعرف باسم ملف رقم 3000، والمتعلق بصفقة شراء 3 غواصات من المانيا، عبر محام صديق لنتنياهو. وقد نفى نتنياهو في البداية علمه بهذه الصفقة، ولكن التحقيقات والتحريات اثبتت وجود اتصالات بين نتنياهو وبعض المسؤولين في وزارة الدفاع عن هذه الصفقة دون اعطاء أي تفاصيل حول ذلك!.
التحقيق يحتاج الى وقت طويل
التحقيقات مع نتنياهو تحتاج الى وقت طويل قد تستمر لأشهر لعدة أسباب ومن أهمها:
· انه يحاول المماطلة في تحديد موعد أي جلسة تحقيق معه لأنه يدعي بارتباطاته بمقابلات وامور مصيرية ومهمة.
· يحاول اطالة أمد التحقيقات كي يبقى أكبر فترة في منصبه، وكذلك من أجل "تنفيس" بالون الاهتمام الاعلامي بقضايا الفساد، وذلك من خلال القيام بزيارات للخارج، اذ زار العديد من عواصم العالم خلال اقل من شهر، وسيزور الصين بعد أيام، ومن ثم سيتوجه الى اميركا للمشاركة في مؤتمر تعقده احدى المنظمات اليهودية، "ايباك".
· يحاول حشد مؤيديه للوقوف الى جانبه، ويقول ان التحقيق معه هو سياسي يهدف الى اسقاطه، والى توجيه ضربة لليمين الاسرائيلي.
· يتمتع بحصانة قوية، فلا تستطيع الشرطة استدعاءه بل التنسيق معه حول مواعيد جلسات التحقيقي.
· الموقف حساس جداً اذ أن الشرطة، ومن ثم المستشار القضائي للحكومة، سيدرسان نتائج التحقيق، واصدار الحكم: هل تقدم لائحة اتهام بحقه أم يتم اغلاق كل الملفات؟ اذ أن تقديم رئيس وزراء للمحاكمة ليس بالامر السهل!
مؤشرات سلبية
هناك مؤشرات سلبية الى ان نتنياهو سيقع في حلبة الاتهام ومن أهمها:-
· تسريب معلومات حول التحقيقات والتي اكدت حصول نتنياهو على هدايا (روائح وشامبانيا لزوجته سارة، وسيجار من أفخم الانواع له). نتنياهو نفى حصوله على هدايا ثم اعترف. وكذلك نفى علمه بأن زوجته كانت تحصل على شمبانيا من النوع الفاخر؟
· هناك تسجيلات حصلت عليها الشرطة مما تؤكد تورطه في ملف رقم 2000، ولا يستطيع نفي هذه الاتصالات مع موزس!
· التحقيق لم ينته بعد رغم عقد 4 جلسات معه مما يؤكد ان هناك أمراً ما في الافق.
· محاولة نتنياهو ارضاء اليمين قدر الامكان من خلال دعم قوانين عنصرية تصادق عليها الكنيست، أو دعم الاستيطان والمستوطنين رغم ان نفتالي بينيت يحاول منافسته في هذا الامر.
· مختلف الأحزاب بدأت الاعداد لعقد مؤتمراتها لانتخاب رئيسها. فهناك حزب البيت اليهودي اذ سيعقد مؤتمره في اواخر شهر نيسان القادم، بعد عطلة عيد الفصح اليهودي، وكذلك هناك حزب العمل سيعقد مؤتمرا عاما وانتخابات لزعيمه وذلك في تموز القادم.
· واضافة الى ذلك فان موشيه يعلون الذي استقال من منصب وزارة الدفاع، يعد العدة لاطلاق حزبه الجديد، وكذلك جدعون ساعر، حتى ان تسيبي ليفني تود تشكيل حزب جديد لها ايضاً.
كل هذه النشاطات تتم لأن هناك شعوراً بأن نتنياهو متورط بالفساد، وقد تقدم بحقه لائحة اتهام، وهذه اللائحة تتطلب استقالته وتنحيه عن منصبه، لذلك فان الصراع على زعامة حزب الليكود ستشتد، وقد يتم الاعلان عن اجراء انتخابات مبكرة لحظة تقديم لائحة الاتهام.
حتى ولو لم يتم تقديم لائحة اتهام، فان الانتخابات المبكرة قادمة لان نتنياهو مل من شراكة نفتالي بينيت وتحديه له، ولذلك لا يستطيع ابعاده الا باسقاط الحكومة واجراء انتخابات جديدة... وهذه متوقعة قبل انتهاء العام الحالي أو أوائل العام القادم 2018.