مساران متوازيان قررت الدولة السورية السير عليهما والالتزام بهما، الأول يتعلق بمحاربة الارهاب حتى القضاء عليه، أما المسار الثاني فهو مرتبط بايجاد حل سياسي حول الدولة السورية من قبل حوار سوري سوري صرف دون تدخل خارجي.. ورغم أن المسارين متوازيان، إلا أنه في بعض الاحيان نجد أن العلاقة بينهما قائمة، إذ أن الدول الداعمة للارهاب تريد تحقيق أهداف خبيثة لم تستطع تحقيقها عبر دعم الارهاب، وصرف مليارات الدولارات لتدمير سورية، واضعافها وتقسيمها، واحتضانها والسيطرة الكاملة عليها.
واذا أراد المراقب أو المحلل السياسي، أو أي انسان عاقل، أن يقول كلمة حق وجرأة فانه يقول وبكل صراحة أنه لن يكون هناك أي حل سياسي للازمة السورية اذا لم يتم القضاء كاملا على الارهاب، أي بمعنى أكثر وضوحاً، فان القضاء على الارهاب يجب ان يكون قبل أي حل سياسي. وما دام هذا الارهاب قائما، ويوفر له الدعم، فان الكلمة الحاسمة هي للميدان فقط، وليس لغير ذلك.
مفاوضات جنيف تراوح مكانها
عدة مؤتمرات ولقاءات تحت يافطة جنيف 1 الى جنيف 5 الآن، ولم تحرز أي تقدم يذكر. الدولة السورية ووفدها الرسمي بقيادة السفير الدكتور بشار الجعفري يشارك في هذه اللقاءات لان الدولة السورية تريد التوصل الى حل سياسي، وتريد وقف سفك الدماء، وتريد التخلص من الارهابيين، وتريد اظهار حسن نواياها تجاه أي جهود تبذل نحو الحل السياسي. مع أن هذه الجهود من بعض الدول مشكوك فيها.
الدولة السورية تشارك في هذه اللقاءات بنوايا حسنة وجادة، في حين أن فئات المعارضة الممولة من جهات عديدة، لا تريد ذلك، اذ أن نواياها الحاقدة على سورية لم تتغير، كما انها تحاول عرقلة ومصادرة النوايا الحسنة للمعارضة الوطنية التي تلتقي مع الدولة السورية في كثير من النقاط، لكن هذه المعارضة محاصرة من قبل المعارضين المزيفين المرتمين بأحضان أعداء سورية!
ولأن هذه المعارضة المزيفة المملة والمدعومة من دول حاقدة على سورية، وتكن لها كل الشرور، فانه لن يتم التوصل الى أي انجاز سياسي، بل بالعكس يحاول هؤلاء الحصول على "مكاسب" لن تحقق بعد ست سنوات من دعمهم للارهاب. وهذه المحاولة فاشلة لان الوفد السوري الرسمي يدرك هذه المحاولات، ويدرك أن الذين يأتون الى جنيف لا يملكون أي قرار بل هم مسيّرون ومأمورون، وهذه حقيقة مكشوفة للجميع، وهم، من يدعون بأنهم معارضة يعترفون بذلك، ولا يستحون بولائهم لمن هو خصم وعدو لسورية!
وستكون هناك مفاوضات جنيف 6 و7 و10.. ولن يتحقق أي انجاز الا اذا تم القضاء على الارهاب، وطرد كل الارهابيين من كل سورية!
استغلال وقح للدم السوري البريء
والأنكى من كل ما يجري من عدم حياء، ومن دون أي كرامة ان هؤلاء المفاوضين "المعارضين" يحاولون تحقيق مكاسب على حساب الدم السوري البريء، فعند اقتراب بدء جولة من المفاوضات نرى ان هناك تصعيدا على الارض، وهناك عمليات انتحارية وقتل واطلاق قذائف على المناطق الآمنة والسكنية. وخير دليل على ذلك أن الارهابيين شنوا عدوانا واسعا على العاصمة السورية دمشق من منطقتي جوبر والقابون، وقد استطاع الجيش السوري صد هذا الهجوم المباغت المنتهك لاتفاق وقف اطلاق النار، ومتجاوز كاملا للضمانة التركية لهؤلاء الارهابيين بالتزام وقف اطلاق النار. وحاول هؤلاء الارهابيون منح المفاوض "المعارض" المعادي لسورية دعماً له على طاولة المفاوضات، ولكن هذا الدعم لم يتحقق لا في محيط دمشق، ولا في مناطق أخرى من الاراضي السورية.
والجهات التي تدعم الارهاب لا تريد التوصل الى حل سياسي، ولا تريد استقرار سورية، بل تريد تدميرها من خلال ابقاء الازمة قائمة، وبالتالي استمرار نزيف الدم السوري، واستمرار تدخل العالم كله بالشأن السوري، ومحاولة فرض أجندة خارجية على سورية!
وهؤلاء يحاولون المراوغة والمماطلة واضاعة الوقت في هذه اللقاءات، لذلك فان هذه اللقاءات لن تحرز أي تقدم نحو الحل السياسي!
كيفية الخروج من الوضع الحالي
يتم الخروج من الوضع الحالي في سورية اذ تم القضاء على الارهاب، فهذه المعارضة المزيفة ستخرس للابد، وكذلك اسيادها في الخارج.
وكذلك يتم الخروج من هذه الاوضاع عبر اتخاذ المعارضة الوطنية في الداخل السوري والخارج قراراً شجاعاً بوضع يدها مع الدولة السورية وللتوصل الى اتفاق داخلي سوري سوري، و"زبل" "الخوارج" الاذناب لجهات معادية، وخاصة دول منافقة تدعي محاربتها للارهاب، وهي من يدعمه، وكانت وما زالت صنيعته!