يحاول رئيس وزراء اسرائيل بنيامين نتنياهو ايجاد أي طريق ينفذ منها من التحقيقات معه حول ملفات فساد ثلاثة، قد يؤدي أحدها الى المحاكمة، وبالتالي الى البهدلة.
فقد حاول التهرب من التحقيقات، لكنها لاحقته، وما زالت تلاحقه، ولم تنته بعد. ومؤخراً افتعل أزمة مع وزارة المالية، وبالتحديد مع وزيرها موشيه كحلون حول سلطة أو هيئة البث. وهذا الخلاف لم يحل بعد رغم عقد لقاءات بينهما.. ونتنياهو يطالب ببقاء مقر الاذاعة والسلطة في القدس، في حين أن كحلون يريد ابعادها الى منطقة "موديعين"! اضافة الى مواضيع وتفاصيل أخرى حول هذه السلطة. وتقول المصادر المُطّلعة أن نتنياهو يحاول اقناع كحلون، في حالة عدم التوصل الى أي اتفاق، بقبول اجراء انتخابات مبكرة. ويبدو أن كحلون ليس موافقاً على ذلك، أي على اجراء انتخابات مبكرة.
لماذا انتخابات مبكرة
يظن نتنياهو أن اجراء انتخابات مبكرة ستؤدي الى اعادة انتخابه رئيساً للوزراء للمرة الرابعة. واذا تم انتخابه فانه سيقول لطواقم التحقيق معه، ان الجماهير معه، وان الشعب الاسرائيلي اعاد انتخابه، وبالتالي سيطالب، وبقوة، بالغاء التحقيقات معه، واعتبار ملف الفساد مغلقاً نهائياً، أي أنه يعتقد بأن اجراء الانتخابات المبكرة ستنهي وستغلق كل الملفات المتعلقة بالفساد!
ولكن السؤال المطروح: هل يستطيع لوحده الدعوة الى اجراء انتخابات مبكرة؟ والاجابة على ذلك نعم؟ وذلك عبر تقديم استقالته، وعندها تسقط الحكومة؟ وستبدأ المشاورات لتشكيل جديدة، أو تقديم اقتراح للكنيست للتصويت عليه. واذا كانت هناك معارضة لاجراء هذه الانتخابات، فانها لن تجري وقد يواجه نتنياهو أزمة ثقة!
حزب الليكود ضد الانتخابات المبكرة
مصادر عليمة اكدت أن حزب الليكود هو ضد اجراء انتخابات مبكرة، ومن أهم أسباب ذلك هو خشيته من أن التحقيق مع نتنياهو، وبقاء نتنياهو رئيسا للحزب، سيؤدي الى حصوله على مقاعد أقل من الحالية، وبالتالي يفقد الحكم، وخاصة أن هناك احزاباً جديدة تتبلور وتتشكل، ويقودها من كانوا في السابق في حزب الليكود.
ويفكر أعضاء الليكود، بأنه وبعد تقديم استقالته، فان نتنياهو سيبعد عن الحزب، ويُعاد تشكيل الائتلاف الحكومي الحالي بكل اتفاقياته وتفاهماته، والمتوقع أن يرأس الحزب اسرائيل كاتس الذي يشغل الأن منصب نائب رئيس الوزراء.
هذه الفكرة يتم تداولها بين اعضاء الليكود، وهناك شبه اجماع عليها، وبالتالي فان اجراء انتخابات مبكرة قد لا يكون الطريق نحو الهروب من ملفات الفساد، بل ستكون وسيلة للاطاحة بنتنياهو واضعافه وتقديمه للمحاكمة!
معارضة الأحزاب الأخرى للانتخابات
أحزاب الائتلاف الحكومي الحالي هم ضد انتخابات مبكرة لعدة أسباب ومن أهمها:-
· أن هذه الاحزاب تخشى من عدم حصولها على نفس عدد المقاعد الحالية في الكنيست.
· قد لا تعود هذه الاحزاب كلها الى الحكومة، ولذلك تُصّر هذه الاحزاب على التمسك بها حتى آخر لحظة.
· اجراء الانتخابات هو أمر مكلف جداً على الدولة، وسيحمل الدولة أعباء مصاريف جديدة!
وهناك الاحزاب الدينية، وخاصة حركة شاس، فهي لا تفضل ولا تؤيد اجراء انتخابات مبكرة لسبب رئيسي لانها لا تريد الابتعاد عن الحكم، وخاصة أنها أبعدت في فترة سابقة. وهذه الحكومة تخدم الكثير من مصالحها، ولبت الكثير من مطالبها.
موقف اليمين الاسرائيلي
اليمين الاسرائيلي في اسرائيل الذي يشكل الائتلاف الحكومي الحالي لا يريد المس بهذه الحكومة التي لبت مطالبه، والتي تدعم الاستيطان ولن تقدم أي تنازلات للجانب الفلسطيني.
اليمين الاسرائيلي ضد خيار حل الدولتين، وهو يؤمن بضرورة ضم مستوطنة معاليه ادوميم لاسرائيل، ويطالب ايضا بضم جميع مناطق "جـ" لدولة اسرائيل. وهو يرفض اقامة دولة فلسطينية مستقلة، ويرفض التنازل عن الارض.. وهو مدعوم من ادارة الرئيس الاميركي دونالد ترامب، وهذا هو العصر الذهبي لهذا اليمين الاسرائيلي.
مصير نتنياهو بيد المستشار القضائي
انطلاقاً من كل ما ذكر، فان مصير رئيس وزراء اسرائيل مرتبط بنتائج التحقيق وتوصيات الشرطة، وتوصيات الشرطة حول امكانية تقديم لائحة اتهام ضد نتنياهو. وهذه التوصيات تقدم للمستشار القضائي افيخاي ماندلبليت الذي سيتخذ القرار المناسب والمهني!
اذا قدمت لائحة اتهام، فان نتنياهو مضطر لا بل مجبر على الاستقالة من منصبه، ويقبل بتعيين نائبه رئيساً للوزراء الا وهو اسرائيل كاتس.
اذا لم تقدم لائحة اتهام، فان اللكيود قد يتحرك حماية وصونا لسمعته وشعبيته.. ولهذا فان وضع نتنياهو صعب، وعليه الانتظار لانتهاء التحقيقات، وعليه الانتظار لمعرفة ما هي قرارات المستشار الحكومي للدولة: هل يغلق الملفات او يقدم نتنياهو للمحاكمة! ولكن في كلتا الحالتين، فان نتنياهو هو الخاسر الاكبر، ولكن نسبة الخسارة لم تقرر بعد. وهي قد تكون كبيرة يخسر فيها منصبه، ومستقبله السياسي، أو بسيطة تشوه سمعته قليلا!