الهدف المعلن: منع حزب الله من امتلاك أسلحة متطورة
في ساعات الفجر الأولى من يوم الخميس المنصرم (27/4/2017) قامت اسرائيل بقصف صاروخي لموقع عسكري سوري قرب مطار دمشق الدولي مما أدى الى احتراق خزان وقود، وكذلك وقوع العديد من الانفجارات. في البداية لم تعترف اسرائيل بمسؤوليتها عن القصف، ولكن وزراءها، ومن بينهم اسرائيل كاتس، نائب رئيس الوزراء والمسؤول عن وزارة الشؤون الاستراتيجية، أكد مسؤولية اسرائيل عن هذا الهجوم أو العدوان المدان!
ادعت اسرائيل وتدعي باستمرار أنها لم ولن تسمح لحزب الله بالحصول على سلاح متطور من ايران، ولذلك فانها لا تتردد في شن هجوم على أية شحنة صاروخية لحزب الله مهما كان الثمن. وكانت الطائرات الاسرائيلية قد شنت هجوماً على موقع عسكري قرب حمص، لكن الدفاعات الجوية السورية تصدت لها، مما ادى الى هروبها. واضطرار اسرائيل لاستخدام صواريخ حيتس للتعرض لصاروخ سوري أطلق نحو اسرائيل.
الاعتداءات متكررة على سورية بحجة "حزب الله"، ولكن التساؤل الذي يطرح هو: ما هي أهداف تكرار هذه الاعتداءات المرفوضة دولياً وعربياً ومنطقياً؟
رغم نفي اسرائيلي
تنفي اسرائيل باستمرار أي تدخل لها في المؤامرة الكونية على سورية، ولكن رغم هذا النفي، هناك اثباتات بتورطها في هذه المؤامرة ومنها:
· المساعدات "الانسانية: التي قدمت لعناصر تنظيم جبهة النصرة المتواجدين قرب حدود الجولان السوري المحتل، وتقديم العلاج الطبي لهم!
· مصادرة العديد من قطع السلاح من الارهابيين، وهي من صناعة اسرائيلية!
· اجراء اتصالات متواصلة مع ما يسمى بـ أعضاء "المعارضة" المتواجدين في الخارج، وتقديم ما توفر من دعم لهم بهدف اسقاط الدولة السورية لتحل محلها دولة ضعيفة تتنازل عن الجولان، وتقبل بتقسيم سورية!
· وسائل الاعلام الاسرائيلية منحازة أيضاً، كما هو حال السياسيين الاسرائيليين، للتنظيمات الارهابية "المعارضة"!
· تمنيات كبار المسؤولين الاسرائيليين منذ بدء المؤامرة الكونية على سورية بالاطاحة برأس الدولة الرئيس الدكتور بشار الأسد، وهذه التمنيات لم تتحقق رغم أنها ما زالت قائمة، ويعبّر عنها المسؤولون الاسرائيليون بين فينة وأخرى!
· المساعدات اللوجستية والاستخبارية لجبهة النصرة من أجل تعزيز القوة القتالية لعناصر هذا التنظيم، وتحقيق انتصارات على الجيش السوري، وخاصة في الجنوب السوري!
· تأييد اقامة حزام أمني في جنوب سورية هدفه توريط الاردن في هذا الحزام.
· تعاون تركي سعودي اسرائيلي من أجل اسقاط الدولة السورية في شتى المجالات من خلال ضخ ارهابيين الى داخل سورية أو توفير المال والعتاد للارهابيين!
الأهداف الخبيثة
هناك أهداف خبيثة من وراء تكرار الاعتداءات على سورية ومن أهمها:-
· التأكيد على أن "حزب الله" عدو لدود لاسرائيل، وانه يتسلح لمواجهة اسرائيل في المستقبل. وهذا بالطبع لاثارة الرأي العام العالمي ضده، وخاصة الادارة الاميركية الحالية التي تعتبره منظمة ارهابية!
· اثارة الرأي العام اللبناني ضد حزب الله، وخاصة الاحزاب اليمينية الممولة من السعودية، من أجل ادخال لبنان في متاهة صراع داخلي، وبالتالي اضعاف حزب الله أو الطلب منه التخلي عن امكانياته العسكرية، وكذلك افساح الفرصة لاسرائيل للقضاء عليه اذا وقعت مواجهة شرسة معه!
· اثارة الرأي العام العالمي ضد ايران لأنها توفر الأسلحة المتطورة لحزب الله عبر الاراضي السورية. وان التواجد الايراني في سورية هو أمر خطير على اسرائيل، ولا بدّ من ابعادها عن سورية!
· محاولة الاساءة للجيش العربي السوري من خلال الادعاء انه غير قادر على الرد على هذه الاعتداءات، وكذلك محاولة جره الى مواجهة ساخنة يكون هدفها دعم الارهابيين في اعتداءاتهم الارهابية على الشعب السوري، لكن الجيش السوري يَقظ وواع لمخططات وأهداف اسرائيل الخبيثة، ولذلك فهو يرد كما يريد ويشاء وحسب الظروف!
· بصورة أو أخرى فان ضرب مواقع للجيش السوري أو للقوات الرديفة التي تقاتل معه ضد الارهاب، هو لصالح الارهاب، لان اسرائيل تتمنى انتصار "الارهاب" على الدولة السورية، ولكن هذا التمني لن يتحقق!
بقي القول أن اسرائيل تقوم بالقصف الصاروخي ليس عبر سلاح الجو، لأنها تخشى من اسقاط احدى طائراتها، فهي تستخدم صواريخ أرض أرض.. ولكن تعزيز القدرة العسكرية السورية – كما وعدت روسيا – ستخفف من وطأة هذه الاعتداءات، وستحرج اسرائيل وستضعها في وضع صعب!
اسرائيل تعتدي والعالم يتفرج.. ولكن هذا الأمر لن يستمر الى ما لا نهاية، فسورية سترد، وسيكون ردها عنيفاً لتلقن اسرائيل درساً صعباً وأليماً!