
* تشتت العرب وتفرقهم يضعف القضية الفلسطينية
* علينا عدم التدخل في شؤون أي دولة
* إخوتنا في الخليج يتميزون بالعقلانية والهدوء والصبر
غزة- خاص بـ"البيادر السياسي":ـ حاوره/ محمد المدهون
تطورات مفاجئة شهدتها منطقة الخليج تمثلت في قطع أربع دول عربية علاقاتها مع قطر، وفرضت حصاراً عليها تحت مبررات عدة، كما فرضت عليها شروط أحلاها مر لعودة العلاقات وإنهاء الأزمة.. قطر التي تعتبر الداعم الأكبر لحركة حماس في غزة تقف اليوم في وضع لا تحسد عليه، فهل ترضخ لهذه الضغوط ؟ وما هو انعكاس الأزمة القطرية على القضية الفلسطينية ؟ وما مستقبل المشاريع التي تمولها قطر في غزة ؟.. هذه الأسئلة وأخرى طرحتها "البيادر السياسي" على الباحث والكاتب أ.د كامل الشامي القيادي في تجمع الشخصيات المستقلة في الحوار التالي.
الوحدة العربية
* تابعتم التطورات الأخيرة في الخليج العربي والأزمة مع قطر، ما هي انعكاسات هذه الأزمة على القضية الفلسطينية؟
- لقد أصبت بالصدمة عندما قرأت ما حدث في دول الخليج. أنا كفلسطيني يهمني بقاء العرب متفقين وأقوياء، لأن هذا ينعكس بالإيجاب علي القضية الفلسطينية، ويجعلها دائماً حاضرة لديهم، لكن التشتت والفرقة تضعف القضية الفلسطينية ويفقدها مكانتها علي الساحة الإقليمية والدولية.
العيش بسلام
* قطر تقيم علاقات إستراتيجية مع إسرائيل، هل الأخيرة خاسر من وراء هذه الأزمة؟
- علينا أن لا نتدخل في شؤون أي دولة. أهل مكة أدري بشعابها، ولكن نحن ننظر إلي مكانتنا عند دول الخريج.. نريد منهم الوقوف معنا في المحافل الدولية، ونريد دعواتهم لنا. نحن نريد سلاماً عادلاً وشاملاً يضمن للشعب الفلسطيني حقوقه، ونحن نرغب بالعيش بسلام، وأن تكون علاقاتنا مفتوحة علي الجميع.
* ما هي تصوراتكم لتطورات الأزمة القطرية؟ وهل تتوقعون اللجوء للخيار العسكري؟
- أتمني أن لا يصل الصدام إلي الخيار العسكري، لأن الخيار العسكري يعني أن يقتل الشقيق شقيقه ويعني الدمار والخراب. أنا كفلسطيني أعاني من ويلات الحصار والانقسام والحروب رأيت كيف يخسر الناس كل شيء في لحظة.. أعتقد أن إخوتنا في الخليج يتميزون بالعقلانية والهدوء والصبر، ولا أعتقد أن الأمور سوف تصل إلي اللجوء للخيار العسكري.
العقلانية
* إيران وتركيا تقفان إلى جانب قطر، إلى أي مدى ممكن أن تساهما في تعزيز قوة قطر في مواجهة التحالف العربي ضدها؟
- لقد تحول العالم اليوم، وبدأت مرحلة جديدة في تكوين التحالفات في منطقة الشرق الأوسط علي وجه التحديد، ولكني أعتقد أن تكون العقلانية هي العنصر السائد في هذه المشكلة، وقطر ستكون قوية بأشقائها العرب: أهلي وإن جاروا علي فهم كرام.
مطلب شعبي
* على الصعيد الفلسطيني وبعد أن فقدت حركة حماس أكبر داعم لها، هل تتوقعون أن يساهم ذلك في تعجيل عجلة المصالحة؟
- المصالحة الفلسطينية مطلب شعبي في فلسطين وفي الدول العربية والصديقة، وعلي الأطراف المتناحرة أن تنصاع لرغبات ومطالب الشعب، وأن تنهي الانقسام. غزة تحولت إلي جهنم من جراء الانقسام والحصار.
الخيار العسكري
* قطر مولت مشاريع إسكان وبنية تحتية في غزة، هل غزة خاسرة من الأزمة القطرية ؟ وما مصير هذه المشاريع في حال استسلمت قطر لإرادة جيرانها؟
- غزة بحاجة إلي إعمار ومشاريع عديدة ومتنوعة لإعادة تأهيل القطاع وجعله صالحاً للسكن، وأعتقد أن المليار دولار التي خصصتها قطر لأعمار غزة مرصودة فعلاً، ولكن المشكلة في الحصار الذي يعيق الإعمار.
فلسطين لها من يمثلها
* تصريحات وزير الخارجية السعودي ضد حماس، ما هي مدلولاتها وأهدافها وانعكاساتها على الحركة؟
- نحن لا نتدخل في الشأن السعودي، وهم أحرار فيما يصرحون، ولكن علينا نحن الفلسطينيون أن نعرف ما هي السياسة، ولا نتمرس خلف الحائط، السياسة متقلبة، وعلى القادة الفلسطينيين أن يقودوا المركب إلي بر الأمان.. حماس ليست الدولة الفلسطينية، حماس فصيل فلسطيني، ومن يمثل السياسة الفلسطينية دولة فلسطين.
الهروب إلى الأمام
* هل تتوقعون أن تلجأ حماس إلى خيار الهروب إلى الأمام من خلال تصعيد المواجهة مع الاحتلال ؟ وما هي خيارات حماس للتغلب على الأزمة الراهنة؟
- إذا كان خيار الهروب إلي الإمام حرباً جديدة، فالنتيجة معروفه لي سلفاً. لقد عانينا الأمرين من الحروب، عشنا 3 حروب في 5 سنوات، ولم نحصل علي سنتيمتر واحد، ولم يرفع الحصار ولو لدقيقة، فعلى السياسي الفلسطيني أن يرأف بالمواطن الغلبان الذي تحولت حياته إلي جحيم.