المؤامرة على سورية سقطت وبدأت دول
عديدة التراجع عن مواقفها العدائية
الارهاب ليس مقتصراً على تنظيم "دولة الخلافة" أي داعش، بل هناك تنظيمات عديدة هي ارهابية لا تختلف عن داعش في الشراسة والفظاعة والقتل والتدمير، ومن أهمها "جبهة النصرة"، التي هي امتداد لتيار الاخوان المسلمين المتطرف والمتشدد
الجيش العربي السوري وحلفاؤه يواجهون عشرات التنظيمات الارهابية الوحشية. ولذلك تم وضع خطة عسكرية مدروسة تقطع أوصال هذه التنظيمات الارهابية، وتحاصرها، وتقضي عليها كاملاً.
وقد بدأ الجيش العربي السوري بحرب ضروس ضد الارهابيين في البادية السورية. وقد حرر أكثر من 25 ألف كيلومتر مربع خلال فترة قصيرة لم تتجاوز أسابيع ثمانية. وبالتالي استطاع عزل الارهابيين في البادية السورية عن الغوطة الشرقية، وكذلك عن جنوب سورية، وبالتالي أصبح الارهابيون في الغوطة محاصرين وكذلك الارهابيون في جنوب سورية مما أجبرهم على المطالبة بوقف اطلاق نار.
أما الارهابيون في البادية فهم يفرون، ولكن الجيش السوري وحلفاؤه يلاحقونهم. وقد وصل الجيش السوري في العديد من المناطق الى الحدود السورية العراقية، مما يعني أن "الارهاب" في سورية بدأ ينهزم ويندحر، وما هي إلا فترة قصيرة حتى تتم عملية تحرير كامل البادية السورية، وتبقى المعركة في الشمال عند دير الزور.
ولم يكتف الجيش السوري بدحر الارهابيين في شرق سورية، فقد وضع خطة مدروسة ونوعية لضرب جبهة النصرة في منطقة القلمون، وبالتحديد في جرود عرسال اللبنانية. وهذه الخطة شارك فيها مجاهدو حزب الله الذين شنوا هجوماً واسعاً مباغتاً ضد هذه الجبهة الارهابية، واستطاع مجاهدو حزب الله وبالتنسيق مع الجيش السوري من الجانب الغربي للحدود مع لبنان، وكذلك الجيش اللبناني من الجانب الشرقي لحدود لبنان مع سورية في منع هؤلاء الارهابيين من الهروب الى داخل سورية أو داخل لبنان، وبالتالي تم خلال اربعة أيام تحرير 90 بالمائة من منطقة جرود عرسال من جبهة النصرة. وقد انفصل عنها ارهابيون سلموا أنفسهم، واختاروا الحفاظ على حياتهم بشروط ما، وأهمها تخليهم عن السلاح.
وواصل الجيش العربي السوري معاركه ضد الارهاب في شرق حماة وتدمر. وقد حرر ونظف مساحات شاسعة من الاراضي وطرد الارهابيين منها.
هذه الانتصارات للجيش العربي السوري وحلفاؤه تعني ان الارهاب في سورية على وشك الرحيل النهائي، وان المؤامرة التي شاركت فيها أكثر من 80 دولة لاسقاط سورية قد ولت، ولا نجاح لها، وان سورية، وفي اقرب وقت سيعود اليها الاستقرار، وستكون أقوى مما كانت عليه قبل بدء تنفيذ هذه المؤامرة قبل ست سنوات واربعة شهور (78 شهراً تقريباً)، وها هي بوادر فشل المؤامرة بدأت تظهر بوضوح من خلال بدء تراجع العديد من قادة الدول عن مواقفهم، حتى أن وزير خارجية قطر الذي كان أحد أقطاب ومساندي وداعمي المؤامرة على سورية اعترف بالفشل وفي ارتكاب الخطأ تجاه سورية مع السعودية والامارات والعديد من الدول.
ورغم الانجازات العسكرية الميدانية، فان الدولة السورية تبذل كل جهد مستطاع لحقن الدماء من خلال تحقيق مصالحات ميدانية، وكذلك من خلال اعطاء الجهود السياسية فرصة للنجاح من خلال مشاركتها في لقاءات "الاستانة"، وكذلك في العديد من اللقاءات في جنيف بوفد رسمي يترأسه الدبلوماسي المخضرم الدكتور بشار الجعفري. وتود الدولة السورية أن تقف المعارضة ضد الارهاب، وتعود إلى حضن الدولة، لكن المعارضة التي تحتضنها دول متآمرة على سورية ترفض ذلك، وما زالت تعيش في أحلام وأوهام، وتطالب بأمور لن يرضى عليها الشعب السوري قبل قيادته.. ويبدو أن هذه المعارضة لا تعرف الواقع في سورية لأنها تعيش فنادق الدول المتآمرة، وليس لها وجود على أرض الواقع، ولا في الميدان. وهذه المعارضة "المزيفة" أو "المرتزقة" هي تعرقل التوصل الى أي اتفاق مصالحة، وما زالت متمسكة بمطالب غير منطقية ومرفوضة.
لقد هُزم "الارهاب" في العراق، وبدأت مرحلة هزيمة "الارهاب" في سورية، وما هي إلا أشهر تكون سورية قد قضت على العناصر الارهابية، وبدأت تعود اليها حالة الاستقرار.
ولا شك أن هناك اتصالات دولية مع القيادة السورية لاعادة العلاقات مع سورية، ولكن القيادة السورية غير مستعجلة في ذلك، وخاصة مع تلك الدول التي شاركت في المؤامرة بصورة واضحة! وتدرس وضع شروطها لعودة العلاقات.
سورية بخير الآن وشعبها جبار، وقيادتها حكيمة، ولولا ذلك لما انتصر الجيش العربي السوري لأنه كان يقود المعارك ضد الارهاب وكل الدولة تلتف حوله وتسانده. كما ان محور المقاومة بخير، وهو أقوى من قبل عسكريا، وهذا ما يقلق الاعداء، وخاصة اسرائيل وحلفاءها من عرب وغير عرب. وهذا واضح من تصريحات المسؤولين الاسرائيليين واصدقائهم الذين يكشفون تورطهم في المؤامرة، وفشلهم في تحقيق أهدافهم الخطيرة والخبيثة!