يستطيع الاعلام المستقل الموالي والمنتمي للوطن وقضاياه أن يلعب دوراً كبيراً في مكافحة الفساد، من خلال كشف أي ادارة فاسدة، وأي تصرف فاسد لأي مسؤول سواء أكان كبيراً أو صغيراً، وسواء أكان يعمل في جهاز حكومي أو في مؤسسة عامة أو خاصة. والكشف يأتي من خلال سرد وقائع وكشف بعض الحقائق، والتلميح الى دلائل واثباتات عن وجود فساد هنا أو هناك، ويكون الهدف من النشر هو مصلحة الوطن، وليس الانتقام الشخصي من هذا المسؤول أو ذاك، أي أن الهدف نبيل وشريف، وهو خدمة الوطن وأبنائه.. والمطلوب بعد ذلك أن تصغي السلطات المعنية الى الاعلام، لا أن تهمله، لأنه عندها يكون دور الاعلام من دون أي أثر في خدمة الوطن، اذ انه المفروض الاهتمام بأي خبر يدل على فساد، ويجب أن يؤخذ بعين الاعتبار ويُدرس جيداً.
ولكن الكارثة الكبرى تكون عندما يكون الاعلام مقيداً، ولا يستطيع الحديث عن فساد لانه سيدفع الثمن الباهظ لذلك. وعندما نرى أن السلطة بدلاً من تشجيع مكافحة الفساد، تقمع الاعلام المعادي والمناهض للفساد، وخاصة اذا كان الفساد نابعاً من مسؤول كبير.. وتشجع هذه السلطة الحاكمة فقط محاربة فساد المواطن العادي، أو الموظف البسيط.
ويجب الاشارة الى ضرورة أن يقوم الاعلام بدوره ورسالته الوطنية في كشف الفساد مهما كلف الأمر، والا يكون الاعلام "اصفر"، يؤذي الوطن ولا يخدمه.
نحن مع قول كلمة الحق، وفي كشف ما هو فاسد، والوقوف الى جانب المظلوم، ومناصرة الضعيف. هذه هي رسالتنا، وهذا يعني أننا جزء من الاعلام الذي يناهض ويكافح الفساد مهما كان مصدره، ومهما كانت نفوذ صاحبه قوية ومؤثرة جداً.
(المحرر)