تنشر وسائل الاعلام المتنوعة اعلانات تهاني وتبريكات لأن هذا أو ذاك قد انتخب لمنصب رفيع في مؤسسة ما، وهذا الامر ليس عيباً، ولا نستطيع انتقاده.. ولكن ما يؤلم ويحزن أن "شخصاً" واحداً، ولو كان شخصية فذة، يتم انتخابه رئيساً للعديد من المؤسسات، فتراه مثلاً رئيساً لعشر جمعيات أو منظمات على الأقل، والذين هنأوه بالفوز بالانتخابات هم نفس الأشخاص الذين ينتخبونه، والذين يتم أيضاً انتخابهم لهيئات ادارية عديدة.
أي، ومن أجل التوضيح، أن شلة معينة من خمسة أو ستة أشخاص، يكونون معاً أعضاء في هيئات ادارية لحوالي عشر جمعيات أو مؤسسات أو أكثر.. وهذا أمر يدعو الى التساؤل: هل يستطيع هؤلاء أن يكونوا أوفياء ومخلصين بنفس القدر لكل هذه المؤسسات؟ وهل تواجه القدس أو غيرها من المدن "شحاً" في الرجال والكفاءات والشخصيات؟ وهل الشللية التي كنا نقف ضدها تعود لتسيطر على مؤسساتنا.
إذا أردنا بناء مؤسسات فاعلة، فيجب أن يكون هناك قانون واضح يمنع الشخص الواحد، مهما كانت كفاءته وقدرته، من أن يكون رئيساً لأكثر من ثلاث مؤسسات في آن واحد، وأن يمنع القانون الشللية، لأنها تضعف المؤسسات، ولا نستطيع بناء الصحيحة والسليمة والقوية منها.
يجب اعطاء الشباب فرصاً كي يشاركوا في خدمة وبناء المؤسسات، ويجب أن نتخلى عن الأنانية، وان نتمسك بالكفاءات ونستثمرها في كل المؤسسات.
هذه المحطة لا تستهدف أحداً، بل تستهدف ظاهرة لا بدّ من منع تفشيها وانتشارها، لأن الشللية لا تخدم أحداً سوى أعضاءها، ولأنها عائق كبير أمام تقدم وتطور وحتى بناء المؤسسات، وخاصة مؤسسات الوطن، مؤسسات الدولة الآتية لا محالة!
(أبو نكد)