من يقول الحقيقة يتعرض لحملة شعواء
من المتآمرين الساقطين
قافلة الاصلاح تسير.. والمتآمرون ينبحون
مع استمرار الاحداث على الساحة السورية تتضح وتنجلي الأمور أكثر وأكثر عن حقيقة المؤامرة الكبيرة التي تتعرض لها سورية الشقيقة، ويتأكد للجميع أن ما يحدث ليست مطالب شعبية، ولا مظاهرات سلمية، ولا تحركات بريئة بل هي هجمة قذرة تستهدف النيل من موقع سورية في المنطقة، ومصادرة دورها القومي الطليعي المقاوم، وضرب استقرارها، والمس بوحدتها الوطنية حتى تصبح دولة ضعيفة تسير بركب من يخططون للهيمنة على منطقة الشرق الأوسط.
تتوارد الاثباتات يوما بعد يوم على أن اكثر من جهة تشارك في هذه المؤامرة، وتؤكد هذه الاثباتات أن المؤامرة ليست بمؤامرة عادية، بل هي كونية تشارك فيها جهات "ثرية" وذات نفوذ دولي، وكلها تعمل على انجاح هذه المؤامرة، ولكن جهودها ستذهب أدراج الرياح أمام أمرين اثنين وهما: حكمة وهدوء واتزان القيادة السورية التي تبنت الاصلاح وما رغب به أبناء الشعب السوري. والامر الثاني هو وحدة الشعب السوري ووعيه للمؤامرة وعدم الانجرار وراءها رغم أن هناك قلّة ضُللوا وخُدعوا، وانحرفوا عن الطريق السليم، ليسلكوا طريق الظلم وعبادة المال.
"المعارضة" المتآمرة المكشوفة
من يتعاون مع أعداء الوطن ليتآمر عليه فهو ليس معارضاً بل هو "خائن" وبامتياز. وهذا ما قاله كل فرد من أبناء الشعب السوري، وهذا ما تثبته الأيام.
"المعارضة" التي تقيم في الخارج نوعان: الأول معني بالاصلاح، وبتحسين الوضع العام داخل سورية بشتى الطرق السلمية، والنوع الثاني يريد أن يحتل وطنه من قبل الأعداء والمستعمرين الجدد تحت شعارات ومطالب عديدة، ويافطات لا يحملها هو لوحده، بل حمّلوه اياها أسياده وحلفاؤهم.
المعارضة التي تكون بالخارج لا يمكن أن تكون "نقية" أو "شريفة" أو "صادقة"، فهي موالية للغرب أكثر من ولائها للوطن ما دامت تعيش خارج الوطن، وفرّت من تحمّل مسؤولياتها في داخل الوطن، هي فقدت الانتماء للوطن، وفقدت أيضاً حقها في الحديث عن مستقبل الوطن، لأنها تخلّت عنه، ورغبت في الاقامة في الخارج، ورغبت في الاساءة للوطن عبر تصريحات وأقوال ونشاطات تلبي مطالب أعداء الوطن لتحصل على اقامة دائمة في هذا البلد أو ذاك، حتى ان بعضهم فروا من البلاد لانهم ارتكبوا جرماً فهم فارون من العدالة، وان آخرين تركوا وطنهم كي يعملوا لدى هذه الدولة أو تلك ضد الوطن، ومقابل حفنة من الدولارات.
وقاحة المتآمرين المحتضرين
وصلت وقاحة هؤلاء الذين يصفون أنفسهم بالمعارضين، وهم في الواقع "خونة"، الى المطالبة بالتدخل الأجنبي العسكري في سورية لتحقيق وانجاح المؤامرة بعد أن فشلت فشلاً ذريعاً، مع ان عملية افشالها ليست بالثمن البسيط، فهو ثمن مكلف لأن حجم المؤامرة والأحداث يزداد وحشية يوماً بعد يوم ضد سورية.
هؤلاء الخسيسون رفعوا شعار "الحماية الدولية للشعب السوري"، والحماية تعني الوصاية، وتعني استعمار الشعب السوري، وهذا بالطبع يعكس ويؤكد عدة أمور:-
1. ان المتآمرين في الداخل على وشك الانهيار، وبالتالي السيطرة الأمنية للنظام القائم على الوضع قاب قوسين أو أدنى.
2. قلة عدد المتجاوبين مع المؤامرة، حتى ان هذه القلة تراجعت بعد أن أدركت حقيقة هذه الهجمة على الوطن، ورفضت أن تكون أداة طيعة بيد الخارج.
3. تعامل النظام بصورة حكيمة وهادئة في استيعاب الوضع ومن ثم السيطرة عليه، وان كل الجهود للاساءة له، أو لارباكه فشلت فشلاً ذريعاً.
4. تماسك الجيش، إذ فشلت كل المحاولات لاحداث أي انشقاق داخله مؤكداً انه الدرع الواقي للوطن والشعب في سورية.
5. التفاف كل الشعب السوري – أو بغالبيته حتى نكون أكثر واقعية – حول القيادة والنظام نتيجة وعيه وادراكه بأن المؤامرة خطيرة لا تستهدف الاصلاح، بل تستهدف سورية شعباً ونظاماً وسيادة وكرامة ووحدة وطنية.
6. الحملة الاعلامية المشاركة في المؤامرة، وخاصة القنوات الفضائية الكبيرة والثرية جداً تعرّت أمام العالم كله، وتبين أنها حملة ملفقة، وان ما تبثه هذه القنوات ضد سورية هو مفبرك لان "حبل الكذب" قصير، ولان كل ما تدعيه هو كذب بكذب، وهذا ما لمسه وعاشه وكشفه الشعب السوري.
7. عمليات اختراق أو التسلل عبر الحدود مع الدول المجاورة الى سورية قد قلّت بعد ان استطاعت الأجهزة الامنية السورية مراقبة هذه الحدود أكثر وأكثر، فبالتالي عملية تعزيز قدرات المتآمرين في الداخل ضعفت لأن الامداد البشري أو المادي أو السلاح لها بدأ ينكفىء.
8. اعتقال عدد كبير من الارهابيين والمجرمين، ومصادرة كميات كبيرة من السلاح، ومحاصرة هؤلاء الذين يعبثون بأمن الوطن، والحصول على معلومات مفيدة من هذه الاعترافات التي حاصرت هؤلاء الارهابيين، وما هي إلا فترة زمنية قصيرة حتى يتم اجتثاثهم ووضع حد لظاهرة الاعتداءات الاجرامية على مدنيين وعسكريين.
علاقة اسرائيل بالمتآمرين
هناك علاقة قوية لاسرائيل بالمؤامرة من خلال اتصالاتها مع المتآمرين انفسهم إذ أن اسرائيل غير قادرة على اللعب داخل الساحة السورية الا عبر هؤلاء الأدوات الرخيصة.
وقد يتساءل أحدهم: كيف تتهمون "المعارضة" بأنها على اتصال مع اسرائيل؟
والاجابة واضحة، ويمكن تلخيصها بأن عدداً من هؤلاء المتآمرين في الخارج يجرون مقابلات مع وسائل الاعلام الاسرائيلية، ومن بينهم مؤخراً المدعو شركوح عباس الذي يدعي بأنه زعيم كردي، ومن انصار "الديمقراطية"، وناشط سياسي مقيم في واشنطن منذ ثلاثين عاماً.
وماذا يقول هذا الشخص وغيره لوسائل الاعلام العبرية؟ أنه يقدم وعوداً لاسرائيل للحصول على دعمها، والوعود تنص على تحقيق السلام معها اذا تم "التخلص" من النظام الحالي، وان النظام "الديمقراطي" القادم سيرفع العلم الاسرائيلي في دمشق، وانه هو وزملاؤه غير راضين عن سياسة الممانعة والمقاومة، وانهم يريدون دعم ورضى اسرائيل لتحقيق ذلك، ناهيك عن شن هجوم وترويج شائعات ضد النظام للاساءة لسمعة سورية، الوطن والشعب.
مؤتمر "الاكراد" الفاشل
عقد في ستوكهولم مؤخراً مؤتمر للاكراد المقيمين في الخارج شارك فيه 50 كردياً، ولم يتفقوا على شيء بل اعترف القائمون عليه بأن الرئيس بشار الاسد قوي، وانهم مترددون في معارضة نظامه، وانهم حصلوا على حقوقهم من خلال اصدار مرسوم رئاسي يمنح الجنسية السورية لمن لم يحصل عليها بعد.
ويبدو أن هؤلاء الاكراد يدركون هول المؤامرة لذلك توقعوا أن يكون النظام البديل أسوأ لهم، وأشد مضاضة عليهم، لذلك هم مترددون في الوقوف بوجه النظام، مما يعني ان من يتآمر على سورية هو تيار ديني معين يدعمه الاتراك، اعداء الاكراد في تركيا، لذلك فإذا حكم هؤلاء المتدينون أو المنتمون لتيار ديني (الاخوان المسلمون) سورية، فان وضع الاكراد في سورية سيكون سيئاً جداً.
ومن هنا يمكن القول أن أكراد سورية ملتفون حول النظام الحالي، وضد المؤامرة لانهم يعرفون ان هذه المؤامرة تستهدف ضرب الوحدة الوطنية، وبالتالي المس بهم وبوجودهم، لذلك عليهم أن يبقوا مع النظام وان يتمسكوا بالوحدة الوطنية.
البطريرك الراعي يقول الحقيقة
لم يتردد غبطة البطريرك الماروني بشارة الراعي خلال تواجده في باريس في القول بصراحة وجرأة ما يعبّر عن رأي ومشاعر الوطنيين والشرفاء في العالم العربي، ولم يتردد في التعبير عن قلقه من حروب أهلية في المنطقة، والقول أن المسيحيين هم الضحايا والذين سيدفعون ثمن ذلك.
البطريرك الراعي دعا الى اعطاء سورية الفرصة للمضي قدما في مسيرة الاصلاح، ومدح الرئيس بشار الاسد لعزمه على المضي قدما بالاصلاح.. وبرر البطريرك الراعي وجود المقاومة في جنوب لبنان ووصفها بالشرعية ما دامت هناك اراض محتلة، وما دامت اسرائيل عدو للبنان ولها طموحات عدائية خطيرة.
تعرّض البطريرك الراعي لحملة شنيعة من الذين ارتموا في أحضان الغرب، وراهنوا عليه، ومن الذين يشاركون بصورة مباشرة أو غير مباشرة بالمؤامرة ضد سورية، لان مثل هذا التصريح الجريء يؤكد نظرية المؤامرة التي تتعرض لها سورية، ويؤكد أن المؤامرة ذاتها باتت مكشوفة ولا يستطيع أحد، يتولى منصباً رفيعاً أو مسؤولية كبيرة، أن يتغاضى عنها، أو ينفي وجودها.
القافلة تسير...
قافلة الاصلاحات تسير، وكثيرون مقهورون وغاضبون لانها تسير وبخطى ثابتة، ولان هذه الاصلاحات تكشف المتآمرين وعوراتهم.
صحيح أن سورية تعاني من فئة من المجرمين والارهابيين والعديد منهم هم تجار مخدرات واصحاب سوابق خطيرة، ولكن هذه المعاناة ستنتهي قريباً، وستخرج سورية أكثر قوة وصلابة، وستفشل المؤامرة وسيصاب مخططوها ومنفذوها بالخزي والعار، وسيكون مصيرهم مزابل التاريخ..