اقتحامات ساحات المسجد الأقصى أصبحت يومية، وبصورة أو بوتيرة تصاعدية، فكان، وفي بداية الاحتلال، محظور على اليهودي أن تطأ قدماه الحرم القدسي الشريف، أما اليوم فان كبار المسؤولين وأعضاء كنيست متطرفين، ومجموعات عديدة من المستوطنين، وكذلك رجال الأمن من شرطة وجيش يقتحمون ساحات الحرم القدسي الشريف بحماية وحراسة ومرافقة الشرطة. وأصبح مصير المسجد الأقصى الشغل الشاغل لأبناء المدينة لكثرة الاجراءات بحق هذا المكان المقدس، وبحق الذين يحاولون أداء الصلاة فيه. ومن الاجراءات اليومية المستفزة:-
1. السماح لليهود المتطرفين بدخول المسجد الأقصى، والسماح لهم بأداء شعائر دينية بحجة الزيارة!
2. اقفال الحرم القدسي الشريف فجراً أمام المصلين، ومنعهم من أداء صلاة الفجر، ويستمر الاغلاق حتى الساعة الحادية عشرة ظهراً. وخلال هذه الفترة يسمح للسواح وكذلك للمتطرفين اليهود من اقتحامه تحت بند أو شعار زيارة هذا المكان.
3. وضع قيود على الصلاة في الحرم القدسي الشريف ليس أيام الجمعة، بل في كل يوم تجد الشرطة أن الحالة الأمنية تتطلب ذلك، اذ يمنع من هو دون الخمسين عاماً من العمر من أداء الصلاة فيه، وكذلك اغلاق العديد من الأزقة والشوارع في البلدة القديمة لمنع المواطنين من تأدية الصلاة حتى في هذه الأزقة والشوارع القريبة منه.
4. منع العديد من الشيوخ والعاملين والنشطاء من دخول الحرم باصدار أوامر بابعادهم عن المكان، وكذلك ابعادهم عن القدس.
5. قيام الشرطة الاسرائيلية بحملات اعتقالات واسعة في صفوف شباب المدينة المقدسة اذ تم اعتقال واستجواب أكثر من 700 شاب وفتى في الفترة الأخيرة، من أجل منع أي نشاط "معادٍ" للاحتلال الاسرائيلي.
6. اثارة موضوع الصلاة لليهود في الحرم القدسي الشريف، ومحاولة سن قوانين جديدة تسمح بذلك، وهناك محاولة أيضاً لسن قانون يجيز تقسيم الحرم زمنياً بين اليهود والمسلمين.
7. ادلاء مسؤولين، وخاصة المتطرفين منهم، بتصريحات مفادها أن هذا المكان هو لليهود، ولا بدّ من السيطرة عليه.
8. هناك جماعات متطرفة تسعى الى بناء الهيكل المزعوم بعد أن "تدمر" أو تقضي على هذا المكان المقدس.
9. مضايقة المتواجدين في الحرم القدسي الشريف، وعرقلة التدريس الديني فيه، والاعتداء على المصلين حتى داخل المسجد الأقصى.
10. استمرار الحفريات تحت وحول الحرم القدسي الشريف لعل وعسى تم اكتشاف اي شيء من الآثار توفر الذريعة للسيطرة عليه.
أرضية خصبة للاعتداءات اليومية
تجد اسرائيل الأرضية الخصبة لهذه الاعتداءات اليومية، وتكمن هذه الأرضية في عدة أمور:-
· عزلة القدس عن الضفة الغربية، إذ أن اسرائيل تمنع أبناء الضفة من أداء الصلاة فيه، أو تفرض قيوداً تلغي بموجبها التصاريح المتوفرة للبعض، لأنها لا تريد تواجداً كبيراً في القدس.
· انشغال العالم العربي بمشاكله الداخلية الصعبة، وعدم اكتراث العديد من الدول بما يجري في القدس. وأصبحت هذه الاعتداءات أمراً عادياً مقبولاً لا ردود فعل عليه.
· حالة الانقسام داخل العالم العربي، وهناك بعض الدول لا تستطيع أن تنتقد اسرائيل على هذا السلوك تجاه الحرم القدسي الشريف، بل تغمض عينيها عليه، واذا أرادت الاحتجاج على هذه الاعتداءات والاجراءات، فيكون هذا خجولاً وضعيفاً.
· منظمة التعاون الاسلامي مقصرة تجاه القدس ومقدساتها، وهناك دول اسلامية تقيم علاقات مع اسرائيل، ولا تريد أن "تزعل" أو تخرب العلاقات معها بتقديم أي احتجاج على أي تصرف أرعن للسلطات الاسرائيلية.
· ليس هناك اهتمام دولي بما يجري في القدس من تغيير للمعالم، وتهويد المدينة، وليس هناك اكتراث بما يتعرض له الحرم القدسي الشريف من اعتداءات، لان هذه الاعتداءات اليومية أصبحت روتينية، وقل الاهتمام بها.
· لا تستطيع السلطة الوطنية أن تفعل اي شيء لأن ايديها مكبلة ببنود في اتفاقيات اوسلو. وكل ما يصدر عن السلطة ليس سوى مجرد بيانات شجب واستنكار، اذ ان اسرائيل تمنع تواجد وعمل السلطة الوطنية في القدس.
ما هو المطلوب والمتوقع
المتوقع أن تستمر الاعتداءات اليومية على الحرم القدسي الشريف من خلال الاقتحامات اليومية، ومن خلال سن قوانين تشرع لليهود دخول الحرم واداء الصلاة فيه.. وسيستمر التصدي المقدسي لهذه الاعتداءات، وتشن اسرائيل حملات من الاعتقالات، وستبرر اسرائيل اجراءاتها بفرض قيود على المصلين في الحرم القدسي الشريف بحجة أن هناك من يريد المس بالأمن.. وقد تزداد وتتصاعد وتيرة الاعتداءات اليومية.
أما المطلوب فهو أن يتم الدفاع عن هذا المكان المقدس باجراءات فعلية، عبر التواجد فيه باستمرار، واثارة هذا الموضوع أمام الرأي العام العالمي، وان تكون هناك ردود فعلية من القيادات الرسمية في عالمنا العربي.
المطلوب العمل على أراض الواقع وخاصة دعم أبناء القدس، واذا لم يُدعم هذا المواطن المقدسي، فمن سيحمي المسجد الأقصى.. المطلوب خطوات فعلية لافشال مخططات الاحتلال للسيطرة عليه... ولا وقت للتقاعس والتغاضي والاهمال. فالوقت يجب أن يكون مكرساً الآن للدفاع عن الحرم القدسي الشريف.