تعذيب وتنكيل خلال الاعتقال والتحقيق
عقوبات جديدة لا رحمة فيها بالاسرى الاشبال
الاضراب العام قد تتسع دائرته لتشمل جميع السجون الاسرائيلية
بعد أن اضرب عن الطعام لمدة 60 يوما أو اكثر، نقل الاسير محمد علان الى المستشفى وهو في حالة خطرة اذ دخل غيبوبة خطيرة، وبعد تدخل المحكمة العليا الاسرائيلية بناءً على التماس فلسطيني، تقرر الافراج عنه.. لكن سلطات السجون بتعليمات من القيادة السياسية، عاودت اعتقال الاسير محمد علان بعد أن تحسنت صحته، ونقل الى السجن مجددا، فاضرب عن الطعام لعدة ايام الا انه توقف عن ذلك بعد حصوله على وعود جديدة باطلاق سراحه!
التساؤل الذي يطرح الآن: لماذا تجدد اعتقال علان اداريا؟ وما معاني وابعاد تجديد هذا الاعتقال؟
تخوّف من انتشار ظاهرة
الاضراب عن الطعام
لقد انتصر علان على القرار الاسرائيلي التعسفي باستخدامه امعائه، وهذا الانتصار أدى الى قيام عدد من الاسرى باستخدام هذه الظاهرة، أي اسلوب الاضراب عن الطعام لمواجهة اوامر الاعتقال الاداري التعسفية. ورغم اصدار محكمة العدل العليا قراراً ملغوماً او غامضاً للافراج عنه، الا ان السلطات السياسية رفضت هذا القرار، وها هو يُعاد الى السجن مجدداً ليبدأ نضالاً مجدداً ضد امر اعتقاله ادارياً.
ويجب عدم نسيان ان هناك عدداً من الاسرى يخوضون اضراباً شاملاً عن الطعام الا ان التغطية الاعلامية لهؤلاء الاسرى المناضلين لم تكن بالمستوى المطلوب، وليست بمستوى التغطية الاعلامية وردود الفعل التي رافقت وترافق قضية محمد علان، مما يؤكد ان هناك خللاً ما داخل ساحتنا الفلسطينية ولا بدّ من معالجته، حتى يكون الاهتمام بجميع الاسرى بمستوى واحد، وبقوة كبيرة.
معاني اعادة الاعتقال
لقد ناضل الاسرى ضد السجان الاسرائيلي مرات ومرات عبر الاضراب الشامل عن الطعام لتحقيق مطالب مشروعة لتحسين ظروف اعتقالهم. وكانوا يتوصلون الى اتفاق مع سلطة السجون يحققون من خلاله بعض الانجازات، ولكن هذه السلطة تنكث بالاتفاقات وتعود الى عدم تطبيق تعهداتها كما جاء في الاتفاق. وهكذا يضطر الاسرى لخوض غمار اضراب شامل عن الطعام مرة أخرى.. وهكذا هي الحالة في السجون. وحالة علان لا تختلف عن النهج الاسرائيلي العام في التعامل القاسي والظالم، اذ انها تتراجع عما يتم التوصل اليه من اتفاق، اي انها تنكث بوعودها.
وهذا يتم مجدداً مع حالات الاسرى المختلفة اذ تفرج عن اسير حسب اتفاق، ثم تتراجع عن ذلك وتعاود الاعتقال الاداري كما حدث مع محمد علان، او تفرج عنه ثم تعتقله كما تم مع العديد من أسرانا في سجون الاحتلال.
اي ان السلطات الاسرائيلية تتنازل قليلا من اجل مواجهة او تخطي أي ازمة او احراج، وبعد ان تهدأ الامور تعود الى ممارسة الاجراءات القمعية بحق اسرانا. وليس هذا الاسلوب مختصرا على قضية الاسرى، بل هو نهج تمارسه اسرائيل، وخير اثبات على هذه السياسة تهرب اسرائيل من تنفيذ وتطبيق استحقاقات اتفاق اوسلو الذي وقع قبل 22 عاماً، وتضرب بعرض الحيط جميع الاتفاقات والقرارات الدولية والتي تصدر عن الأمم المتحدة، او تلك التي قبلتها اسرائيل ووقعت عليها.. اذ ان سياستها واضحة للعيان، ولكن ليس هناك من ضمير دولي حي يقف في وجه هذا التمرد أو العصيان الاسرائيلي، ولذلك فهي تصعد من اجراءاتها التعسفية ضد اسرانا!
وتقتصر ردود الفعل على اصدار بيانات خجولة تدعو اسرائيل الى الالتزام بكل ما اتفق عليه فقط، اضافة الى بعض الحملات الاعلامية.
وسياسة القمع ضد اسرانا مستمرة ليس ضد علان وحده بل ضد الآلاف من أسرانا القابعين في سجون الاحتلال.
التعذيب والتنكيل خلال التحقيق والاعتقال
قدم ثلاثة اسرى قاصرين شهادات عن تعرضهم للتنكيل والتعذيب خلال اعتقالهم والتحقيق معهم لمحامية هيئة شؤون الاسرى وهم: احمد اسماعيل أبو عمر (17 عاماً)، واحمد صباح (17 عاماً) واياد عدوي (17 عاماً). وهؤلاء من بلدة جماعين/ نابلس، وتقوع في بيت لحم ونابلس (حسب الترتيب). وافادوا ان كل واحد منهم تعرض للاهانة والضرب خلال عمليات النقل الى مراكز التحقيق، حيث هناك يتعرضون لشتى أنواع التعذيب ويشمل ذلك: التعرض للاهانة والمسبّات القذرة والتفتيش العاري وجرح اليدين حين تقييد اليدين بأسلاك بلاستيكية أطرافها حادة جداً!
وقدم افادات مماثلة الاسرى الشقيقان عدي ولؤي عبد الرازق التميمي واحمد عمارة حول التنكيل بهم اثناء الاعتقال والنقل الى مراكز التحقيق العديدة، وتعرضهم للتعذيب خلال التحقيق معهم!
عقاب جديد ضد الاسرى الاشبال في مجدو
في بيان صادر عن هيئة شؤون الاسرى، فان ادارة سجن مجدو تنتهج اسلوبا جديدا في الاعتداء على الاسرى والتنكيل بهم، وذلك امتداداً واستمراراً للهجمة المجنونة التي تقوم بها ادارة سجون الاحتلال عبر السنوات الماضية، وتصاعدت في الاونة الاخيرة.
وذكر البيان ان ادارة سجن مجدو تقوم بشكل يومي باخراج الاسرى الاشبال من غرفهم الى غرفة كبيرة فارغة، وتباشر تفتيشهم، وتفتيش غرفهم بصورة استفزازية، وافراغها من ممتلكات الاسرى.
ويشار الى ان عدد الاسرى الاشبال الموجودين في قسم 3 من سجن مجيدو 53 اسيراً اذ تمارس بحقهم نفس السياسة والاجراءات التي تمارس بحق الاسرى البالغين. وكشف النقاب عن ان احد الاسرى الاشبال في هذا القسم، ماهر حسن من قلقيلية، يعاني من اوضاع نفسية سيئة وصعبة، وهو محروم من زيارة اشقائه واعمامه وخصوصا انه كان يعيش قبل الاعتقال في دار للايتام!
وافاد مدير الوحدة القانونية في نادي الاسير المحامي جواد بولس انه تم تقديم شكوى ضد عدة قضايا يعاني منها الاسرى في سجن مجدو لادارة السجن ذاتها، والتي تخالف جميع القوانين المرعية، وهذه القضايا تشمل مشكلة الحشرات والبق في قسم (4) من السجن والتي تشكل خطرا على صحة الاسرى، وكذلك على ضيق الغرف وافتقارها للتهوية السليمة، علاوة على كون المراحيض غير صالحة للاستعمال البشري، وضد انتظار عائلات الاسرى ساعات طويلة حتى اتمام الزيارة، واحتجاز الاهالي في غرف انتظار، والتي تفتقر للتهوية الجيدة مما يؤدي ذلك الى اختناقات للعائلات ولا سيما في الظروف الجوية القاسية!
اعتداء وعزل في سجن نفحة
فرضت ادارة سجون الاحتلال، سلسلة من العقوبات على الأسرى في القسم (10) بسجن "نفحة"، وذلك عقب حالة التوتر التي سادت السجن يوم الاربعاء 17/9/2015.
وقال نادي الاسير، في بيان صحافي، ان قوة قمع تابعة لادارة سجون الاحتلال اقتحمت القسم، مستخدمة الغاز المسيل للدموع، واشتبكت مع الاسرى بالايدي، وقطعت الامداد بالماء والكهرباء عنهم، كما منعت الاهالي المتوجهين الى السجن من الدخول لزيارة ابنائهم.
واشار النادي الى ان ادارة سجن "نفحة" نقلت عدداً من الاسرى الى قسم العزل، تمهيدا لنقلهم في اليوم التالي الى اقسام العزل في "ايلا" و"ريمون" لافتا الى ان الاحتلال فرض على الاسرى الحرمان من زيارة الاهالي لشهرين، وتقليص وقت "الفورة" وسحب الاجهزة الكهربائية لمدة اسبوع.
وذكران الاسرى الذين تم عزلهم هم: عبد الرحيم ابو هولي، رجب بركة، زهير ابو الجديان، محمود اليازجي، ضياء الآغا، موسى ابو سمهدانة، مصطفى أبو غزال، علي ابو خوصة، ادهم ابو فريح، جهاد منصور، رامي العيلة، طارق الطبش، عماد الروم، عماد عثامنة، فادي النجار، ابو شكري البابلي، اضافة الى ممثل الاسرى علاء ابو جزر، الذي نقل الى عزل "أيلا" لمدة أسبوعين.
أسرى جلبوع يشكون
يعاني الاسرى في سجن جلبوع الاسرائيلي من مضايقات تعسفية متكررة تواصل ادارة السجن اتباعها وممارستها بحقهم، وتتمثل ابرزها بالاقتحامات المتواصلة والتفتيشات الليلية الاستفزازية.
واكد محامي هيئة شؤون الاسرى الذي زار السجن مؤخراً ان ادارة السجن ووحدات القمع تقوم بشكل همجي بتحطيم مقتنيات الاسرى والعبث بها، وتكون غالبية الاقتحامات في ساعة متأخرة من الليل.
توسع نطاق الاضراب العام المفتوح
ذكرت هيئة شؤون الاسرى والمحررين في بيان لها صدر يوم 19/9/2015 أن سبعة أسرى اداريين يواصلون اضرابهم عن الطعام لليوم الثلاثين على التوالي، وجميعهم يقبعون في العزل الانفرادي، ويعيشون ظروفاً صحية سيئة وقاسية جدا. وهذا العزل للاسرى في اقسام الجنائيين اصبح يشكل خطراً حقيقياً على حياتهم. وهذا العزل جاء بحجة وذريعة محاولة السلطات الاسرائيلية المحتلة كسر اضرابهم بالقوة.
والاسرى المضربون فقدوا الكثير من أوزانهم، ولم يعودوا قادرين على الحركة أو الوقوف، ويشعرون بأوجاع شديدة في اجسامهم بسبب الاضراب. وهم: نضال ابو عكر (في سجن عسقلان)، بلال الصيفي (سجن مجدو)، غسان زاهرة (سجن ايشل)، بدر الرزة (النقب)، منير ابو شرار (سجن النقب)، شادي معالي (سجن ديكل)، وسليمان سكافي (سجن نفحة).
وكان الاسيران كايد ابو الريش، وبلال كايد قد علقا اضرابهما عن الطعام.
وحذرت الهيئة من انفجار الوضع في السجون، وحملت مسؤولية ذلك لحكومة اسرائيل بسبب ممارساتها التعسفية والمخالفة للقوانين الدولية، وفي مقدمتها قانون الاعتقال الاداري. ودعت في الوقت نفسه الى تفعيل حملة دولية متواصلة وضاغطة لاجبار السلطة الحاكمة في اسرائيل على وقف الاعتقال الاداري.
نداء واستغاثة
قال نشأت الوحيدي، المتحدث باسم مفوضية الاسرى في حركة فتح في قطاع غزة، ان الاسرى يستغيثون من وجع حقيقي يحاصرهم ويأكل اعمارهم واجسادهم بفعل الجرائم اليومية الهمجية التي ترتكبها ادارة مصلحة السجون الاسرائيلية بضوء اخضر من رأس الهرم السياسي في حكومة اسرائيل.
واضاف، بأن الاحتلال الاسرائيلي ما يزال يعمل على ذر الرماد في عيون العالم والمنظمات الدولية والانسانية وابراز نفسه بصورة الضحية، في حين ان الجرائم ضد الاسرى مستمرة، وفي تصعيد خطير حيث الاقتحامات والاعتداءات المستمرة على الاسرى والاهمال الطبي المتعمد والعزل الانفرادي والنقل التعسفي والاعتقال الاداري والحرمان من الزيارة والكانتينة وفرض القوانين العنصرية التعسفية، وتصرف اسرائيل وكأنها فوق القانون والمساءلة والمحاسبة.
ودعا الوحيدي الى اتخاذ خطوات فلسطينية وعربية ودولية وانسانية ملموسة في توفير الحماية اللازمة للاسرى الفلسطينيين، وانقاذهم من قبضة الموت التي تحاصرهم في سجون الاحتلال الاسرائيلي.
قضية حيوية وأساسية
قضية الاسرى ليست قضية هامشية عابرة، انها قضية حيوية مهمة جدا لكل مواطن فلسطيني لان غالبية شعبنا وعبر احتلال استمر أكثر من 48 عاماً ذاق مرارة الاعتقال، أو التحقيق، أو التعذيب، او الاهانة، واساسية لان لا حل عادل لقضيتنا من دون الافراج عن جميع الاسرى من دون أي استثناء.
ولانها قضية مهمة، فعلينا جميعا مواصلة الاهتمام بها، ومتابعة كل ما يجري حولها، والعمل قدر الامكان على التخفيف من معاناة أسرانا، أسرى الحرية الذين ضحوا بحياتهم وانفسهم في سبيل قضية مقدسة.
ستة آلاف أسير من بينهم 210 قاصر
و480 محكومون بالسجن مدى الحياة
استناداً الى مركز "اسرى فلسطين للدراسات" فان عدد الاسرى الفلسطينيين في سجون الاحتلال في الوقت الحالي بلغ ستة آلاف اسير موزعين على أكثر من 17 سجناً ومركز توقيف وتحقيق من بينهم 210 اسيرا قاصراً، و25 اسيرة، و4 نواب، ومئات المرضى.
عدد الاسرى من قطاع غزة تراجع الى 368 اسيراً بينما عدد اسرى القدس وداخل الخط الاخضر ارتفع الى 600 اسير، اما الباقون فهم من انحاء مختلفة من الضفة، اضافة الى 32 اسيرا من العرب، اردنيين ومصريين!
وحسب الاحكام فان 3130 اسيرا محكوما، منهم 480 اسيرا محكومين بالسجن المؤبد/ مدى الحياة، و2400 اسير موقوف، و450 معتقلاً اداريا، و58 اسيرا من محرري صفقة وفاء الاحرار (شاليط). وما زال الاحتلال يحتجز 30 اسيرا من القدامى، أي المعتقلين قبل اتفاق اوسلو اقلهم امضى 20 عاماً في السجون، ورفضت اسرائيل اطلاق سراحهم ضمن الدفعة الرابعة حسب اتفاق اجراء مفاوضات لمدة 9 شهور برعاية وزير الخارجية الاميركي كيري.
عدد الاسرى الاطفال /القاصرين 210 قاصر، وبعضهم لا تتجاوز اعمارهم الـ 14 عاماً. و120 أسيراً طفلا منهم يقضون احكاماً مختلفة، والباقون موقوفون في انتظار المحاكمة، وهم موزعون على ثلاثة سجون رئيسية.