*80% من مصانع القطاع تضررت نتيجة الحصار
* التوحد وإنهاء الانقسام يمنح شعبنا القدرة على مواجهة التحديات
* شعبنا يتطلع لإنهاء الاحتلال وإقامة دولته المستقلة
غزة- خاص بـ"البيادر السياسي":ـ حاوره/ محمد المدهون
تزداد الأوضاع المعيشية والاقتصادية في غزة سوءاً يوماً بعد يوم، في ظل استمرار الحصار الإسرائيلي المفروض على هذه البقعة الجغرافية الصغيرة على مدار ثمانية أعوام متتالية، في وقت بات فيه المواطنون بالكاد يجدون قوت يومهم ولقمة عيش أبنائهم، فالغالية العظمى تعتمد على المساعدات الإغاثية والإنسانية.. فقر وحرمان، وحصار خانق، وقطع للكهرباء لساعات طويلة يومياً، وبطالة متفشية، ومنازل مهدمة، ومياه لا تصلح للشرب، جميعها عناوين بارزة لما يعيشه المواطنون في غزة.. "البيادر السياسي" استضافت النائب جمال الخضري رئيس اللجان الشعبية لكسر الحصار عن غزة، وأجرت معه الحوار التالي حول آخر المستجدات في القطاع الصامد.
واقع مؤلم
س: ما هي صورة الوضع الاقتصادي في القطاع اليوم؟ وما هو تقييمكم لمجمل الأوضاع المعيشية فيه؟
ج: الوضع الإنساني في قطاع غزة غاية في الخطورة والصعوبة، فأكثر من مليون يعتمدون على المساعدات الإغاثية من مؤسسات دولية وعربية، وارتفاع هذه النسبة مرتبط بتصاعد معدلات البطالة والفقر، حيث وصلت نسبة البطالة الى أكثر من60%، فيما معدل الفقر تجاوز الـ80%، إلى جانب أن معدل دخل الفرد اليومي لا يتعدى 2 دولار.
في الجانب الاقتصادي الوضع خطير جداً، فنحو 80 في المائة من مصانع القطاع تضرّرت بسبب الحصار الإسرائيلي المفروض منذ أكثر من ثماني سنوات، إضافة لثلاث حروب مدمرة، ممّا تسبّب بإغلاقها بشكل كامل أو جزئي.
حجم الخسائر التي يتكبّدها القطاع الصناعي سنوياً بشكل مباشر يفوق 150 مليون دولار، خلافاً لخسائر غزة المباشرة، بسبب منع دخول المواد الخام ومواد البناء للقطاع الخاص، وقرابة 200 صنف على قائمة الممنوعات بحجة الاستخدام المزدوج.
الاحتلال يختار المواد الخام الممنوعة بعناية بما يضمن توقف العجلة الاقتصادية وتعطيل آلاف العمال والمهندسين والقطاعات الإنشائية والمصانع.
تقارير مهمة
س: تقارير دولية تحدثت أن غزة لا تصلح للحياة بعد عام 2020.. ما تعقيبكم على ذلك؟
ج: هذه التقارير الدولية وغيرها من التقارير مهمة جداً وخطوات ضرورية، لكنها تحتاج لمتابعة من قبل هذه المنظمات، إضافة لعمل المؤسسات الفلسطينية وصولاً لإنهاء حقيقي للحصار.
المؤسسات الدولية باختلافها يجب أن يكون لها دور أكبر في الضغط على إسرائيل لإنهاء الحصار وفتح المعابر دون استثناء، والسماح بحرية الحركة للأفراد والبضائع، دون قوائم ممنوعات.
رسالة غزة
س: هل من جهود واتصالات تبذل على الصعيدين العربي والدولي للتخفيف من حدة الحصار؟
ج: اللجنة الشعبية لمواجهة الحصار تسعى لإيصال رسالة غزة ومعاناتها للعالم، هناك متابعة دورية لهذا الملف بإصدار البيانات والتصريحات التي تكشف حقيقة حصار إسرائيل لغزة.
أيضاً هناك لقاءات عديدة تمت مع شخصيات أجنبية وعربية، وتم نقل رسائل غزة وشرح طبيعة الوضع بسبب الحصار وآثار العدوان المدمر واستمرار تأخر الإعمار، إلى جانب دعوة الدول المختلفة لضرورة التحرك الفاعل والضغط على الاحتلال لإنهاء الحصار، ومنح الشعب الفلسطيني حقوقه المشروعة.
قضية إستراتيجية
س: هل من حراك داخلي في غزة للتوافق على آلية حل مشاكل القطاع؟ وما هو المعيق؟
ج: جهود إنهاء الانقسام والتوحد الفلسطيني لن تتوقف وستستمر رغم كل المعيقات، لأن توقفها يعني التراجع للخلف، فالمصالحة قضية إستراتيجية، وبدونها سيبقى الشعب الفلسطيني يعيش بمزيد من الأزمات على مختلف الصعد.
التوحد وإنهاء الانقسام يمنح شعبنا القدرة على مواجهة التحديات، لأن الكل يعاني ويعيش في وضع صعب ولا يوجد طرف أفضل من الآخر، وشعبنا يتطلع لإنهاء الاحتلال وإقامة دولته المستقلة من خلال التوحد الفلسطيني والدعم العربي والإسناد الدولي.