هزت أربع مدن وبلدات سورية يوم الاثنين 5 أيلول الجاري عدة تفجيرات انتحارية قام بها ونفذها سبعة ارهابيين – حسب المصادر السورية الاولية – أوقعت سقوط ما لا يقل عن خمسين شهيدا مدنيا، وعشرات الجرحى، واشرس هذه التفجيرات نفذها الارهابيون في مدينة طرطوس الساحلية الآمنة.
لهذه التفجيرات الارهابية معان ودلالات واشارات، ولكن لا بدّ قبل الحديث عن ذلك، الاشارة الى توقيت هذه التفجيرات البشعة الجبانة.
التوقيت لهذه الاعتداءات الارهابية
تمت هذه التفجيرات في وقت لربما يكون مدروسا ومعداً، ويمكن ايجاز التوقيت بالآتي:
· جاءت هذه الأعمال الارهابية يوم لقاء القمة بين الرئيسين الاميركي باراك اوباما والروسي فلاديمير بوتين في الصين على هامش قمة العشرين.
· تمت بعد يوم واحد من اعادة سيطرة الجيش العربي السوري على كليات الجيش الثلاث في جنوب غرب حلب، ومواصلة الجيش السوري مع حلفائه عملياته ضد الارهاب نحو حلب وما حولها.
· جرت بعد فشل محاولة فتح جبهة في ريف حماة، وقيام الجيش السوري بالتصدي لهذه المحاولة وافشالها.
· تحقيق انجازات عسكرية ميدانية في ريف دمشق، ومناطق عدة من سورية.
· بعد اجتياح عسكري تركي لمدينة جرابلس، وهروب "داعش" منها دون اسالة نقطة دم واحدة، وتوجه عناصر هذا التنظيم الارهابي الى داخل الاراضي السورية!
دلالات ومعان هذا الاجرام الوحشي
بعد الاشارة الى توقيت هذه التفجيرات، يمكن الحديث عن دلالات ومعان هذه العمليات الاجرامية البربرية بحق مدنيين أبناء الشعب السوري، ومن أهمها:-
1. افلاس الذين يوجهون ويدعمون هذه التنظيمات الارهابية. ويأتي هذا الافلاس عقب فشل تحقيق انجازات عسكرية ميدانية لكي يعززوا مواقفهم ومطالبهم المدمرة لسورية، وعقب التغاضي عنهم في المفاوضات واللقاءات الاميركية الروسية حول سورية، اذ ان حلفاء سورية على علم عبر روسيا بكل ما يجري، وهناك مشاورات واتصالات، في حين انهم مهملون لان دورهم محدود في تمويل الارهاب ودعمه بتزويده بالعتاد، وليس اكثر من ذلك.
2. معرفة المتآمرين ان هناك حلا سياسيا آتياً في المستقبل القريب لان "الارهاب" الذي مارسوه لم يحقق اهدافهم، وبالتالي بدأ يشكل خطرا على اوروبا واميركا والعالم. وهناك اتفاق على التصدي له بعد ان كانت اكثر من 80 دولة تدعمه أملاً في اسقاط الدولة السورية، ولكن هذه الدولة السورية صمدت، وواجهت المؤامرة الكبيرة التي شنت عليها بأبشع الوسائل والطرق مستعينة بمرتزقة ارهابيين.
3. بدء الجيش السوري بتحقيق انتصارات ميدانية ترافقت مع بدء الذين خرجوا عن القانون، وضللوا وانضموا الى القتال ضد وطنهم، على ترتيب امورهم من خلال تسليم انفسهم والاستفادة من مرسوم الرئيس بشار الاسد الذي يعفي كل من تراجع عن حمل السلاح، وعاد الى رشده. ولا شك ان اتفاقات المصالحة التي تمت في العديد من المدن، وخاصة في داريا مؤخراً، هزّت اركان هؤلاء المتآمرين، اذ ان حملة السلاح من السوريين يقل عددهم، ويبقى الارهابيون الآتين من الخارج هم الذين "يعارضون" الدولة السورية، وهم دخلاء ومرتزقة حسب تصنيفات القوانين الدولية لهم.
4. بدأت التنظيمات الارهابية من داعش، والتنظيمات الاخرى على شاكلته، بمواجهة معاناة، وصلت الى حد الاحتضار وذلك لعدة اسباب ومن أهمها: انسحاب عدد كبير من الارهابيين من هذه التنظيمات والعودة الى بلادهم قبيل اغلاق تركيا لحدودها ومنعهم من دخولها في الآونة الاخيرة، الاقتتال بين هذه التنظيمات، وتبادل الاتهامات حول مسؤولية الهزيمة في هذه المنطقة او تلك، وتصفية العديد من قادة هذه التنظيمات وآخرهم كان ابو محمد العدناني، وكذلك تقلص عدد المسلحين السوريين في صفوف هذه التنظيمات بعد تسوية امورهم وترتيبها مع دولتهم، وعلموا ان ما يقومون به هو خطأ، ولا يؤدي الى أي شيء سوى تدمير وطنهم!
5. اصابة من يدعم الارهاب بالهلع مما هو آت بعد ان بدأ العالم فتح اتصالات مع القيادة الشرعية السورية بقيام وفود رسمية بزيارة دمشق، وامكانية تراجع تركيا عن سياستها، والندم على ما قامت به في الفترة الماضية. وكذلك اصابة هؤلاء المتآمرين باليأس والقنوط لفشلهم ليس في سورية فقط، بل بالعديد من الاماكن، واخذوا يدركون ان ما صرفوه على الارهاب لن يعطي الا نتيجة عكسية سيدفعون ثمنها قريبا.
المتوقع خلال الفترة القادمة
المزيد من التفجيرات الارهابية قد تشهدها الاراضي السورية، وخاصة مدنها الآمنة، لان من يحتضر يبدأ بالتصرف باسلوب لا معقول ولا منطقي، بل التصرف بهمجية.
سيحاول الارهابيون ومن وراءهم محاولة رفع معنويات الارهابيين المرتزقة المقاتلين، وحثهم على البقاء صامدين في المعركة، ولكن الشعب السوري جبار صمد لحوالي خمس سنوات ونصف، وسيصمد في وجه الارهاب وقذارته، اذ ان النصر آت لا محالة لتعود سورية اكثر قوة من قبل، وسيُخزى اولئك الذين عاثوا دمارا في سورية، والمقصود هنا من وقف الى جانب الارهاب ودعمه. والايام والشهور القادمة ستثبت ان من يدعم الارهاب سيكتوي بناره عاجلاً أم آجلاً.