عظمة اميركا تكمن في قوتها الداخلية
رغم وجود مظاهرات ضد الرئيس الاميركي الجديد دونالد ترامب، الا أن هذه الاحتجاجات على انتخابه رئيساً يوم 8/11/2016 لم تغيّر من الامور، وهي بمثابة رسالة له بأن هناك جزءاً من الشعب الاميركي ليس معه، لأنه لم ينتخبه، بل أدلى بصوته لصالح منافسته الديمقراطية هيلاري كلينتون.
التظاهرات ضد الرئيس ترامب جاءت بتحريض من جهات ما، لأنها فوجئت بفوزه، وكانت تتوقع فوز كلينتون، ومن هذه الجهات، كما يفكر ترامب ومساعدوه، اجهزة الأمن سواء الاف.بي.آي ( FBI) أو السي.آي.ايه (CIA)، كذلك وسائل اعلام كانت تدعم كلينتون، وتوقعت فوزها، ولكنها منيت بالفشل.
عوامل فوز ترامب
هناك عدة عوامل ساعدت في فوز الرئيس ترامب ووصوله للبيت الابيض، ومن أهمها ان الاميركيين "زهقوا" وملّوا من سياسة الرئيس اوباما سواء اكانت الخارجية او الداخلية. فقد قطع وعودات ولم يف بها، وكانت سياسته الخارجية "مايعة"، فهو مع وضد في الوقت نفسه، وهو مع ضرب "داعش" ومكافحته، وفي الوقت نفسه هو ووزير خارجيته صنعا "داعش" لتنفيذ مؤامرات خطيرة في العالم.
لقد ملّ الشعب الاميركي من تراكم الديون على اميركا لأنها صرفت مبالغ كبيرة في الخارج، ولم تحقق شيئا، وبالتالي فقدت هيبتها وعظمتها.
لم يهتم الرئيس اوباما بالداخل الاميركي فبدأت رؤوس الاموال تنقل الى الخارج، حتى ان المصانع الكبيرة انتقلت للعمل في الصين ودول أخرى.
لقد قال ووعد ترامب بأنه سيعيد الى اميركا عظمتها، وعنى بذلك ان تكون اميركا قوية في الداخل. كذلك وعد بأن يهتم بالبنى التحتية، وصيانة هذه البنى لأنها تآكلت، وليست هناك جهود أو مشاريع لاعادة تأهيلها وتقويتها. وهذا الوعد وغيره جعل المواطن الاميركي ينتخب ترامب، لأنه يريد "التغيير"، ولأن اوباما فشل داخليا وخارجيا.
صراحة وجرأة
ولا بدّ من الاشارة الى ان الرئيس ترامب امتاز بصفتين أحبهما فيه المواطن الاميركي وهي الصراحة والجرأة.
وتكمن الصراحة في أنه قال ما يريده ضد ادارة اوباما متهماً اياها بأنها تقف وراء "خلق" او ايجاد تنظيم داعش وغيره من التنظيمات الارهابية، وقال بصراحة انه سيمنع اللاجئين من دخول اميركا، وهذا ما فعله لأنه يعتقد بأن من بينهم أو عبرهم سيتسلل "الارهابيون" الى اميركا، وسيمنع عبر قراره التهريب الى اميركا، وتجارة المخدرات عبر بناء جدار مع دولة المكسيك. وهذه الصراحة مفعمة بالجرأة لانه قال ما يؤمن به من دون أي تردد.
ورغم أن هناك تعبئة وتحريض ضد الرئيس السوري الدكتور بشار الأسد، الا انه قال في مناظرة مباشرة مع منافسته كلينتون انه يحترم الدكتور الاسد لانه يتصدى للارهاب.
وقال بكل جرأة انه سيتعاون مع روسيا، والرئيس فلاديمير بوتين لمحاربة، لا بل للقضاء على الارهاب في العالم لانه يدرك ان محاربة الارهاب تتطلب جهودا دولية مشتركة، وجهوداً صادقة.
التركيز على الامور الداخلية
من أجل تحقيق وعوداته خلال حملته الانتخابية، فان الرئيس ترامب سيركز على تقوية اميركا من الداخل عبر:
1. تعزيز وتقوية البنى التحتية من جسور وشوارع في مختلف الولايات. وهذا ما يرحب به المواطن الاميركي.
2. سيعمل على منع دخول ارهابيين الى اميركا.
3. سيعمل على تعزيز الاقتصاد الاميركي الداخلي، وكذلك سيعزز الصناعات من خلال تغيير القوانين الضرائبية التي تثقل كاهل اصحاب الصناعات.
4. سيشطب ويلغي قوانين سابقة تتعلق بالصحة العامة، وسيعمل على وضع قوانين تُخفف من معاناة المواطن الاميركي.
5. كل جهود ترامب ستكون لايجاد فرص عمل لملايين الشباب، وبالتالي يحارب البطالة.
والمعروف عن ترامب انه مندفع جدا لتحقيق ما وعد به، مع انه مضطر الى التروي في بعض الاحيان لانه ليس رئيس شركة، بل هو رئيس دولة فيها قوانين، وفيها كونغرس، وفيها أيضاً من يحاسب. وصلاحياته كبيرة، لكن هناك قيودا لا يستطيع استخدامها بكل حرية في العديد من الأحوال.
من هنا يمكن القول بأن شعبية ترامب قد ترتفع في اميركا اذا حقق ما وعد به داخليا، وجعل من اميركا دولة عظمى اقتصاديا وصناعيا وفي كل المجالات، وعندها يستطيع الفوز بولاية رئاسية ثانية في انتخابات عام 2020!